“سجّل”.. خطوة على درب الإبداع الوثائقي
“سجل” هو شعار الأيام التي شهدتها بيروت حول الأفلام التسجيلية من 8 مايو إلى 10 من نفس الشهر. فقد قدم معهد الدراسات المسرحية والسمعية المرئية والسينمائية بالاشتراك مع سينما متروبوليس عروضا سينمائية وطاولات مستديرة وورشات عمل إضافة إلى مسابقة في الأفلام الوثائقية.
![]() |
انطلقت هذه التظاهرة بعرض فيلم الافتتاح “هيدا لبنان” لإليان الراهب. وهو يتناول ملامح الأزمة السياسية والطائفية المتفجرة في لبنان منذ 2005 . و”هيدا لبنان” كلمة تتردد في الشارع اللبناني وخاصة المسيحي الماروني للتعليق على ما يراه خلالا سياسيا. استثمرت المخرجة الكلمة لتكون عنوان مرحلة سياسية تستوجب التوثيق.
كما شهد اليوم الأول أيضا عرض فيلم قصير يسلط الضوء على رقابة الأعمال السينمائية في لبنان بعنوان “مين حطلك فكرة ممنوع” لميرلين غصن. وانتظمت يوم 9 مايو مائدة مستديرة حول الفيلم التسجيلي ومكانته في العالم العربي وأوروبا. شارك فيها مجموعة من المتخصصين كبولس مطر وعلاء كركوتي ومحمد سويد وزينة صفير .. وقد تطرق المشاركون إلى واقع الفيلم الوثائقي العربي وخاصة اللبناني وصعوبات الإنتاج والتكوين والتسويق. تلا المائدة عرض فيلم الشابة سؤدد كعدان “مدينتان وسجن”.
![]() |
ثم استمرت عروض أفلام الطلاب مصحوبة بنقاشات مطولة ومثمرة حول تلك الأعمال. وتميزت تلك الأفلام بالتطرق إلى مواضيع محلية إنسانية وأخرى شخصية حميمة. ففيلم رسالة إلى أختي لسليم مراد يبحث فيه المخرج عن صورة لأخته المتوفية ليعيد تركيب ذاكرته. أما فيلم “ساعات ساعات” لأنتوني شدياق فيحتفل بالمرأة التي تعيش في داخل كل رجل من خلال شخصية جدته. ثم يأتي فيلم روبير كريمونا “حي ذو طابع تراثي” ليروي قصة شارع الجميزة وما يزخر به من شخصيات تراثية. وتناولت ليا بندلي عقوبة الإعدام في لبنان في فيلمها “حكم مبرم”. أما نرمين حداد فتروي قصة شابة مسيحية تعود إلى الجنوب للبحث عن أصولها المتجذرة في “عروس الجنوب”.
هذا إضافة إلى أفلام تناولت شخصيات لبنانية سينمائية وفنية معروفة “كإلياس حنا موسى” لإلياس سليمان أو فيلم “زيارة لجو رجينا إبراهيم” وهو لقاء مع لورنس لحام الممثل لدور القاتل الشهير في مسلسل “عشرة عبيد صغار”.
أما الفيلم الذي عرض في حفل الاختتام فهو لبركي باس بعنوان “أغنية ناهد”. فخلال رحلة المخرجة إلى بلدها الأم شمال شرق تركيا اكتشفت جذور عائلتها الأرمينية وما يستدعي من استحضار لذاكرة وطن مهشم وشعب قد شرد.
وقد شهد حفل الاختتام توزيع الجوائز وذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين “رسالة إلى أختي” لسليم مراد و”عروسة الجنوب” لنرمين حدّاد ونوهت لجن التحكيم بفيلم “ساعات ساعات” لأنطوني شدياق أما جائزة الجمهور فقد آلت إلى “رسالة إلى أختي” لسليم مراد.
ورغم صغر حجم هذه التظاهرة وتواضع جوائزها إلا أنها تمثل خطوة ثابتة في طريق النهوض بالسينما الوثائقية. وتكمن الأهمية في جمع هذه التظاهرة بين البعد النظري من خلال الندوات والموائد المستديرة وحلقات النقاش وورشات العمل وبين التطبيق الميداني وعرض التجارب الوثائقية الشابة.