أفلام الخفاء في إيران: منبوذة محليّا متألقة دوليّا
“لا أحد يعلم عن القطط الإيرانية” عنوان فيلم للمخرج بهمن قبادي ، وجد طريقه إلى مهرجان كان السينمائي العالمي . وتفوق فيلم قبادي الذي صور في إيران دون اجازة من وزارة الإرشاد على ستة افلام رشحتها إيران رسميا لتمثلها في دورة هذا العام . ويزيد من حرارة الحديث عن هذا الفيلم أن الكاتبة هي روكسانا صابري الصحفية التي كادت تمضي عقوبة بالسجن بتهمة التجسس لصالح أمريكا.
وحول هذا الفيلم يقول قبادي ” أردت أن أصنع فيلما ولم أستطع أن احصل على إجازة ورغم أنني تلقيت وعودا عديدة من المسؤولين بالموافقة لكنها بقيت مجرد كلام لاينفذ”، وبعد شرائه كاميرا لتصوير فيلم بعنوان”60 ثانية تتحدث عنا” وفشله في الحصول على إذن بالتصوير ،قرر أن يختبر الكاميرا بتصوير فيلم وثائقي حول مايسمي ب”موسيقى تحت الأرض” وهو وصف يطلق على الموسيقى الممنوعة في إيران ، ليخرج فيلمه المرشح لكان في النهاية.
ويؤكد قبادي أنه صنع فيلمه بكلفة قليلة ، ولم تتعدى التجربة سوى أن تكون إختبارا لكاميرا جديدة من نوع (SI2K). ويشتكي قبادي من صعوبة الحصول على الإذن بالتصوير لكنه يقول أن ذلك لن يجعله يقف مكتوف الإيدي ودون عمل.
ونصف القمر أيضا
وسبق لقبادي أن اخرج افلاما لم تجد طريقها للعرض في إيرن منها”نصف القمر” «نيوه مانك» وتبلغ مدة الفيلم ساعة و?? دقيقة وهو يروي قصة حياة (مامو) العازف الكردي المسن، وبعد سقوط نظام صدام يعود الى العراق لتقديم مقطوعات موسيقية في كردستان، وفي هذا السفر يرافقه كاكو الذي استعار حافلةً ليجمع كل ابناءه الذين يتوزعون في سكناهم على اماكن مختلفة، لكن آخر ابناءه وقبل ان يركب حافلة كاكو الرجل الذي في اواسط عمره، يطلب من ابيه ان ينزل من الحافلة لعدة دقائق، ويقول الابن ل«مامو» ان الشيخ في القرية قال من الافضل لمامو ان يصرف النظر عن هذا السفر ذلك انه اذا ما اكتمل القمر، فان حدثاً ما سيقع له. بيد ان مامو لا يكترث لكلام ويصر على اتمام سفره.
ووصفت الناقدة السينمائية في صحيفة «نيويورك تايمز» جانيت كاستوليس الفيلم قائلة: «نيوه مانك» فيلم حساس، كوميدي، خارق للعادة ولا ينسى، وقد اقام هذا الفيلم تعادلاً بشكل ظريف ما بين الحقائق المرة في العراق، والقدرة السحرية لأحلام مامو الشخصية.ويستوحي من مقطوعة موسيقية ل «موزارت» تعكس الفكر المرن في التعامل مع المصائب، فعندما يكون هناك هدف اعلى، فعلى الموت ان يتنحى الى الخلف.
![]() |
أما المخرج جعفر بناهي ورغم الجوائز الدولية التي حصل عليها فإن فلماه “الدائرة” و”أوفسايد” مازالا ممنوعان من العرض في إيران، وحصل فيلم الدائرة على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينس الدولي، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان (سان سابستيان)، والطريف أن الفيلم حصل أيضا على جائزة بيت السينما في طهران. والأمر ذاته تكرر مع فيلمه “الذهب الأحمر” حيث لم تسمح وزارة الإرشاد بعرضه رغم حضوره الدولي وحصوله على جوائز عدة منها جائزة الحكام في مهرجان كان عام 2003.
التعب وأفلام أخرى
مشهد من فيلم تعب
وحصل فيلم التعب للمخرج بهمن معتمديان على جائزة في مهرجان فينس الدولي لكنه ممنوع من العرض في إيران. ووصفه ماركو مولر رئيس المهرجان بأنه أكثر الأفلام التي فاجأت النقاد في دورة المهرجان للعام 2008. ويروي الفيلم قصة اشخاص لديهم اختلالات جنسية ، وما يمثله ذلك من مشكلات لهم في المجتمع وداخل العائلة.
ومن بين الشخصيات السبعة في الفيلم هناك فتاة بميول ذكرية وستة ذكور بميول انثوية. ويدافع معتمديان عن فيلمه بالقول أنه لايحمل أية مخالفة لقوانين الجمهورية الإسلامية وأنه سيبذل اقصى مايستطيع لعرضه في طهران.
ولاتبدو الحال مختلفة بالنسبة للمخرج سامان سالور وفيلمه “لحن طهران الوحيد” حيث حصل على جائزة في مهرجان كان العام الماضي لكنه رفض من قبل مهرجان الفجر السينمائي في إيران.
وحصل المخرج عبدالرضا كاهاني على جائزة الإسكندر الذهبي في مهرجان (تسالونيكي) اليوناني عن فيلمه “هناك” لكن الفيلم منع من العرض أيضا بحجة أنه يستهين بالثقافة الوطنية ، ويتحدث الفيلم عن شاب يحاول الهجرة إلى أمريكا ويفشل رغم لأنه يعجز عن دفع مهر زوجته الكبير.
![]() |
مشهد من فيلم جزيرة الحديد |
وتتشابه القصة مع المخرج محمد رسول اوف وفيلمه جزيرة الحديد ، وهو الفيلم الذي حصل على تحسين النقاد في امريكا عام 2006 ونشرت حوله 30 مقالة في صحف ومجلات دولية . وعرض الفيلم في مهرجانات دولية عديدة دون أن يسمح له بالعرض في إيران. ويتحدث الفيلم حاملة نفط مهجورة في الخليج تتحول إلى مأوى للأقلية العربية المحرومة في جنوب إيران، الذين يجلسون على بحيرة من النفط ولايجدون مايأكلون.
ولم يكن حظ المخرج بابك بيامي بالأفضل في مجال السعي لعرض أفلامه رغم حصول فيلمه “التصويت السري” على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينس عام 2001 ، وكان مصير فيلمه هذا مشابها لمصير فيلمه الأول “يوم وليس أكثر” .
![]() |
التصويت السري
ويتحدث الفيلم الأول عن امرأة شابة توفد كممثل لوزارة الداخلية إلى إحدى الجزر النائية للإشراف على الإنتخابات هناك. حصلت مانيا أكبري على جوائز عدة عن أفلامها التي تصورها بكاميرا ديجتال ومنها فيلم “عشرون إصبعا” و”عشرة + اربعة” ، ويتحدث الفيلم الأول عن مشاكل الأزواج الحساسة ويتناول الثاني عن فترة اصابتها بالسرطان، وهو الفيلم الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم لأفلام الشباب في مهرجان القارات الثلاث (نانت) الفرنسي.