البريطانية نورما برسي: العرب مهتمون بتاريخهم
تبث قناة الجزيرة الوثائقية على مدي ثلاث أسابيع سليلة سينمائية وثائقية بعنوان غيران والغرب، تناقش هذه السلسلة ماحدث في غيران أيام الثورة ، حيث ترصد هذه السلسلة ماجرى على السطح وماحدث في الكواليس، وتلتقي العديد من صناع القرار الذين ساهموا في تلك الأحداث كلا من موقعه.
هنا نلتقي مع مخرجة ومنتجة العمل السيدة نورما برسي، المعروفة بأعمالها المهمة التي ناقشت فيها قضايا ساخنة في العالم، مثل فلسطين ويوغسلافيا والهند.
![]() |
المخرجة نورما برسي
كيف جاءت فكرة هذه الثلاثية الوثائقية؟.
طوال عشرين عاما اشتغلنا سينمائيا على قضايا دولية متعددة مثل يوغسلافيا والاتحاد السوفيتي السابق وأيرلندا أيام الحرب الأهلية وعملنا أيضا سلسلة أفلام بمناسبة مرور 50 عاما على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
في هذا الاتجاه كان هذا الفيلم وفكرته نتاج طبيعي ، خاصة بعد مرور 30 عاما على قيام الثورة الإيرانية.
يشمل العمل عددا كبيرا من المشاركين، خبراء ومحللين وشهود عيان، كيف استطعت تجميع هذا الكم عمليا، وكيف استطعت الحفاظ على خيط يوحد كل هؤلاء لمصلحة العمل؟
سعينا للحصول على أقوال صناع القرار لفهم ما حدث، وللإجابة على الأسئلة التي يطرحها الموضوع، وبحثا عن حلول لما حدث. لقد كان هذا أمرا صعبا، نظرا لاختلاف وجهات النظر ونوعية الأسئلة وأيضا مسألة الوصول إلى شخصيات مهمة هو أمر صعب بحد ذاته، إضافة لمنحهم الوقت الكافي لتذكر ما حدث ومراجعة معلوماتهم. أيضا كان علينا بذل جهد في حث هذه الشخصيات على الحديث، واستمالتهم للمشاركة، جزء من السر يكمن في أنك عندما تتحصل على شخصية مهمة وتسجل معها فأن الآخرين يصبحون اقل رفضا للمشاركة معك.
خصصت الجزء الأول بكامله للأمام الخميني في عمل يوثق لحركة جماعية…ما تعليقك؟
الخميني كان مهما جدا في الثورة، هناك من يقول أننا نبالغ بدور الفرد في التاريخ، لكن هناك دائما من يحرك هذه الجماهير، والخميني كان صاحب حضور مهمين وشخصية مهمة حركت الناس، ويمكن رؤية ذلك في المطار عند عودته من المنفى ، لقد برهن على قوته في مواقف عديدة، بما في ذلك عندما توفى.
عملت أيضا على المسألة الفلسطينية، ما هو الجذاب فنيا للعمل على قضايا منطقة الشرق الأوسط، وما هو الاختلاف بين الحالة الإيرانية والفلسطينية فيما يخص العمل التوثيقي؟
هناك فروق كبيرة بين فلسطين وإيران بالنسبة لمن يعمل على سينما التوثيق في هذه المنطقة، إيران أكثر قوة من الفلسطينيين وأكثر حذرا وأكثر اهتمام بما يقوله العالم عليهم، ولكنهم غير مهتمين بشكل عام بإيصال وجهة نظرهم للخارج نظرا لشدة افتخارهم بأنفسهم.
الفلسطينيون مهتمون بإظهار قضيتهم للعالم، ويمكن التحدث معهم بسهولة أكثر، ليس هناك تشابه بين الإيرانيين والفلسطينيين بقدر ما هناك اختلافات.
ما هي أهم العقبات التي شكلت إعاقة جدية لاستمرار العمل على الفيلم؟.
كانت هناك صعوبات عديدة، فإيران تمثل نقطة محرجة بالنسبة للأمريكان، تستطيع أن تتحدث بسهولة عن كامب ديفيد ولكن الثورة الإيرانية مسألة مختلفة بالنسبة للقادة الأميركان، لنتذكر الصعوبات التي تسبب فيها الإيرانيون للولايات المتحدة أيام الرئيس جيمي كارتر وكانوا سببا من أسباب خسارته لفترة رئاسية ثانية.
لقد كلفنا ذلك الكثير من الوقت، حيث بقينا ننتظر أكثر من عام حتى استطعنا تأمين مقابلات مع صناع القرار في تلك الفترة.
يبث عملك الآن على الجزيرة الوثائقية، ماذا تتوقعين من جمهور مختلف ؟.
كنت منذ فترة في سوق الحميدية بدمشق، أراد زوجي ممازحتي وسأل احد الواقفين أن كان شاهد فيلمي عن فلسطين، فأجاب الرجل بالإيجاب مضيفا جملة لازالت عالقة بذهني، إذ قال أن ذلك الفيلم أعاد لي تاريخي.
اعتقد أن الناس في الشرق الأوسط مهتمون جدا بتاريخهم وأنا أتعلم الكثير من هذا الإقليم.
أنا سعيدة جدا لبث فيلمي عبر الجزيرة لهذا الجمهور.