أفلام لانتخابات إيران ..السينما في خدمة السياسة
مع ارتفاع وتيرة التنافس لإنتخابات الرئاسة الإيرانية ، تتقدم السينما لتؤكد على العلاقة العميقة بين هذا الفن ومجريات الحياة السياسية والإجتماعية ، ولايتوقف هذا التأثر والتأثير عند إعلان سينمائي الجمهورية الإسلامية عن مطالبهم من المرشحيت ودعمهم لتوجهات هذا المرشح أو ذاك ، بل أصبح فيلم إنتخابي لكل مرشح أمر لايمكن تجاهله، وله تأثيره في مخاطبة الناس بوسيلة غير تقليدية .
ويعود بحث الأفلام الإنتخابية في بدايته إلى الدورة السابعة من إنتخابات الرئاسة الإيرانية والتي جاءت بمحمد خاتمي رئيسا، وفسر ذلك في وقته بأنه يعود لعلاقة خاتمي الشخصية مع أهل الأدب والسينما ونجاحه في بناء علاقة وثيقة معهم، منذ أن كان وزيرا للثقافة.
ويرى كثيرون أن الفيلم الذي أخرجه جواد شمقدري للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الدورة السابقة قد حمل هذا المخرج ليصبح مستشارا ثقافيا لنجاد .
![]() |
جواد شمقدري
وإن كان شمقدري مقلا في أعماله ولايذكر منها سوى “الطوفان الرملي” ، فإن مخرجين مشهورين دخلوا حلبة الإخراج سينما الإنتخابات ، ومنهم المخرج الراحل رسول ملاقلي بور صاحب فيلم “ميم مثل مادر” ميم مثل ماما ، وخصص فيلمه “دولة العشق” لطرح وجهة نظر رئيس الحرس الجمهوري السابق محسن رضائي عندما ترشح في الدورة السابقة.
وأخرج المخرج المعروف بهروز أفخمي فيلم “رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي خلال ترشحه للدورة السابقة ، ومن أشهر أفلام أفخمي ” روز فرشته ” يوم الملاك. أما مخرج افلام الحرب أحمد رضا درويش فأخرج فيلم محمد باقر قاليباف ومن أشهر أفلامه “سرزمين خورشيد” وطن الشمس. وشارك مخرجان معروفان هما كمال تبريزي ورسول صدرعاملي في فيلم لآية الله هاشمي رفسنجاني. واشتهر لتبريزي فيلم “يك تكه نان” قطعة واحدة من الخبز،و”مارمولك” السحلية اما صدر عاملي فصاحب أفلام “دختري باكفش هاي كتاني” فتاة بحذاء كتاني و”من ترانه 15 سال دارم” أنا ترنه عمري 15 عاما.
تجارة بالفن
ويبدو أن أسلوب الدعاية الإنتخابية هذا لم يفقد تأثيره وبريقه في هذه الدورة أيضا، لكن بعض المخرجين يعارضون هذا النوع من السينما ، ووصفه مخرج “يوسف النبي” بأنه”خطأ” ونوع من “التجارة بالفن” ويقول فرج الله سلحشور: الفن ومكانتي الفنية ليست متدنية للحد الذي يجعلني أوظف الفن لخدمة السياسية ويضيف “بشكل شخصي أحب الرئيس نجاد لكنني لن أخرج فيلما انتخابيا” . ويرى سلحشور أن من الأفضل لو يتم التركيز على المناظرات بين المرشحين لأنها الأفضل في طرح وجهات نظر وجعل الناس تقرر المرشح الأفضل.
![]() |
فرج الله سلحشور
ويشارك في الرفض أيضا المخرج مسعودي نمكي ، ويرى أن هذا النوع من الإخراج ليس من تخصصه. وسجلت أفلام ده نمكي وآخرها “المطرودون 2” أرقاما قياسية من حيث مبيعات التذاكر لم تشهدها السينما الإيرانية في تاريخها .
وبدأ جواد شمقدري العمل ليكون مخرج فيلم نجاد للمرة الثانية ومن المتوقع أن يتضمن الفيلم جولات نجاد في المناطق النائية والفقيرة من إيران ويؤكد سمقدري أنه سيخرج فيلما”سياسيا صادقا “.
أما مخرج “أطفال السماء” و”غناء الدوريات” مجيد مجيدي ورغم أنه كذب بداية نيته إخراج فيلم للمرشح مير حسين موسوي إلا أنه أعلن رسميا أنه سينجز فيلم موسوي الذي شغل منصب اول رئيس وزراء لإيران بعد الثورة. ويتعاون المخرجان بهروز افخمي و رضا دري في إخراج فيلم المرشح مهدي كروبي لهذه الدورة.
![]() |
مجيد مجيدي |
وسيكون مخرج الأفلام الوثائقية الحربية محمد علي فارسي صاحب فيلم مدته 30 دقيقة للمرشح محسن رضايي، وعرف للمخرج فارسي أفلام وثائقية مثل “مهاجران”و ” كبوتران و خلوت دل را دارد” يملك الحمام وراحة القلب.
بني إعتماد عزاء النساء
“ما نيمي از جمعيت ايران هستيم” نحن نصف سكان إيران هو عنوان فيلم وثائقي للمخرجة المعروفة رخشان بني إعتماد ، ورغم أن مجلس صيانة الدستور قد رفض قبول ترشيح جميع النساء اللواتي تقدمن ، إلا أن بني إعتماد تحاول من خلال فيلمها أن تسمع صوت النساء في إيران ، وتنأى بني إعتماد بنفسها عن فيلم يروج لمرشح أو آخر ويعرض فيلمها مطالب النساء من جميع الطبقات وما يردنه من المرشحين . وترصد بني إعتماد ردود المرشحين على هذه المطالب. ومن المتوقع عرض الفيلم قبل إجراء الإنتخابات.