بعد منعه: “دائرة الغرقى” يطفو في موريتنانيا مجددا

أخيرا تمكن الجمهور الموريتاني، مساء يوم الأربعاء، 20 مايو 2009 ، من متابعة فلم “دائرة الغرقى” للمخرج البلجيكي بيير إيف فاندويرد…المبادرة جاءت من “دار السينمائيين الموريتانيين”، في قاعة العروض بالمركز الثقافي الفرنسي، بحضور جمهور من مختلف الأعراق الموريتانية ومختلف الجنسيات.

وكانت السلطات الموريتانية قد رفضت الترخيص لعرض الفلم بحجة أنه يمس من أمن البلاد ويؤجج روح البغضاء بين الأعراق الموريتانية؛ الشيء الذي أثار جدلا كبيرا في الأوساط السينمائية فقد اعتبر المطالبون بعرضه أنه إضاءة لحلقة من الماضي ستساعد على تجاوزه.. معتبرين أننا لا يمكن أبدا أن نقتل التاريخ بتغاضينا عنه.. هناك دائما من سيرويه ومن سينقله إلى الذين لم يولدوا بعد، والأجدى أن تتمتع السلطات الموريتانية بروح رياضية وتترك الفلم ليأخذ مساره الطبيعي في دور العرض بالمراكز الثقافية..

 
دائرة الغرقى فلم  يحكي قصة سجناء قلعة “ولاته” منتصف ثمانينات القرن الماضي ، هؤلاء السجناء الزنوج الذين زج بهم نظام الرئيس السابق ولد الطايع في السجن على خلفية انتمائهم لتنظيم FLAM المعارض، والذي يهدف ـ حسب مؤسسيه ـ إلى إعادة الاعتبار إلى الزنوج الموريتانيين وخصوصا “البولار”.. أما حين اعتقالهم فقد أدلى الرئيس الموريتاني معوية ولد سيد أحمد الطايع بخطاب آنئذ قال فيه إنه تم القبض على طغمة من أبناء موريتانيا الخونة كانوا يخططون بالتعاون مع جهات أجنبية لإثارة البلبلة والتحريض على الثورة والعنف وقلب الحكم.

الفلم حاول أن يتتبع أثر هؤلاء السجناء منذ دخولهم السجن حتى ترحيلهم إلى سجن ولاته والظروف الغامضة التي اكتنفت ترحيلهم؛ قبل أن ينتقل إلى ولاته تلك المدينة التاريخية الصغيرة النائمة بين الرمال والجبال والتي يتربع فوقها ذلك السجن سيء السمعة الذي قضى بين جدرانه أربعة من هؤلاء.

ورغم أن هذا هو العرض الرسمي الأول للفلم في موريتانيا فإن عروضا خاصة مغلقة  للفلم كانت قد نظمت أكثر من مرة حضرها أغلب المهتمين بالشأن السينمائي الموريتاني وكذلك مناضلو حقوق الإنسان وبعض الصحافة.

وقد تطلب الفلم ثماني سنوات من التحضير تضمنت لقاءت سرية واجتماعات مغلقة بين المخرج والسجناء بعد صدور العفو عنهم.. بينما بدأ التصوير مباشرة بعد إزاحة نظام ولد الطايع عن الحكم بواسطة انقلاب عسكري يوم الثالث من أغسطس 2005

بيير إيف

يذكر أن المخرج البلجيكي بيير إيف فاندويرد قد صور جل أفلامه في موريتانيا ومن بين أشهر أفلامه “النمادي”.. “المعلومة، صوت المعارضة”، ” جذور عميقة” وأفلام أخرى.


إعلان