“بيتنا” في سينما الساحات الموريتانية

(في إطار متابعتنا للفيلم العالمي الحدث في اليوم العالمي للبيئة ننشر هذا التقرير عن حضور هذا الفيلم في موريتانيا)

ساحة عمومية بين المنازل السكنية في حي “الرياض” أحد الأحياء المتواضعة في العاصمة الموريتانية نواكشوط.. هنا استقبل الجمهور الموريتاني فلم “بيتنا” ( HOME )، للمصور الفرنسي يان آرثوس بيرتران، الذي عرض في مختلف أرجاء المعمورة يوم الرابع يونيو 2009، اليوم العالمي للبيئة.
تنظم دار السينمائيين الموريتانيين سلسلة عروض للفلم في الساحات العمومية بمختلف أحياء العاصمة، في الفضاء الطلق، تلك العروض التي بدأت يوم الرابع يونيو، على أن تنتهي في الثاني عشر من نفس الشهر وذلك لتمكين الجمهور الموريتاني من الاطلاع على هذا الفلم الذي يحكي تضاريس العلاقة بين الإنسان ومهده الأبدي الأزلي؛ الأرض.

سينما الساحات

ويأتي عرض الفلم من خلال برنامج “سينما الساحات” وهو برنامج سينمائي وضعته دار السينمائيين الموريتانيين منذ ست سنوات  لتغطية غياب دور العرض السينمائي في موريتانيا، ويسعى البرنامج إلى تقريب الصورة من الجمهور الموريتاني وتعويده على الثقافة السينمائية. ويقول المشرفون على تنفيذ البرنامج إنه يسعى إلى عرض الأفلام الملتزمة،  تلك النوعية التي لن تتاح للمشاهد الموريتاني متابعتها من خلال الفضائيات المهتمة بالسينما.. كالأفلام الإفريقية والعربية لتي تلامس واقع الموريتانيين من قريب أو من بعيد وكهذا الصنف من الأفلام الوثائقية الذي يحمل رسالة ووجهة نظر فضلا عن الأفلام الموريتانية التي كان من المستحيل على الجمهور الموريتاني مشاهدتها في ظل الغياب التام لدور العرض وتخلي التلفزيون الوطني عن مهمته في بث هذه الأفلام.

المصير

المخرج الفرنسي بيرتران أراد من خلال فلمه هذا أن يتتبع مسيرة كوكب الأرض منذ النشأة الأولى إلى يومنا هذا ، يرصد بشيء من الدقة أحوال الكوكب قبل مليارات السنين، حينما استوطنته كائنات أخرى بعضها انقرض وبعضها لا يزال يقاوم لعنة الفناء.. وصولا إلى ما آل إليه الكوكب منذ قدوم الإنسان قبل حوالي ألفي قرن من الآن.

الفرنسي يان ارتور بيرتران مخرج الفيلم

الإنسان حسب الفلم تنكر للأرض التي أنجبته وأتاحت له سبل البقاء والعيش بأمان.. وتنكر لتوازن الطبيعة الذي وهبه الحياة وتنكر لنفسه حينما قرر أن يدمر كل شيء، حينما قرر أن يعيش اليوم ويضرب بالغد عرض الحائط.
ليخلص الفلم إلى فكرة بسيطة مؤداها أن مصير الأرض هو مصيرنا جميعا وأن الأمر عائد إلينا لنقرر.

بين الأرض والسماء

وقد صور المخرج الفرنسي فلمه في 55 بلدا من القارات الخمس، من بينها 7 بلدان عربية. ووجد الجمهور الموريتاني  نفسه في هذا الوثائقي خصوصا فيما يتعلق بنقص الماء حول العالم وتراجع الغطاء النباتي وغياب مساحات كبيرة من الغابات ونزوح الإنسان إلى المدينة والتلوث البيئي والاحتباس الحراري وغيرها من المشاكل التي طرحها الفلم.
كل لقطات الفلم ومشاهده هي تصوير للأرض من الأعلى، هذه البانوراما الفوقية، السمائية، حدت بالسينمائي الموريتاني الطالب ولد سيدي إلى أن يعلق فور مشاهدته الأولى للفلم : “بيتنا، هو فلم بن الأرض والسماء”.


إعلان