السينما العراقية.. ومضات وإشكالات

الباب الأول:
بداية دخول الأفلام السينمائية إلى العراق- مقدمة تاريخية:

ارتبط ازدهار الفن السينمائي بالحاجة إلى إنشاء دور العرض السينمائي, واهتمام الدولة بتعزيز الذائقة الجمالية باعتبارها حاجة اجتماعية. وهو ما يعكس مدى النظرة الحضارية للسلطة التي تدرك أهمية الفن السينمائي وانتشاره وتطوره وذلك ما يكون متلازما مع كثرة وتقدم دور العرض السينمائي- وهو نتيجة حتمية لمدى إقبال الجمهور على مشاهدة ومتابعة الأفلام المحلية أو الأفلام المستوردة.
وعندما نتحدث عن دور العرض وتعددها في العراق لابد لنا من العودة إلى أول دار عرض سينمائي  أنشئت في العراق وكانت في العاصمة بغداد, والتي أصبحت فيما بعد ظاهرة ملفتة للنظر، لتنتشر في معظم المحافظات العراقية باعتبارها مشروعا تجاريا واستثمارا ناجحا لرأس المال ويمكن اعتبار سينما “بلوكي” أول دار عرض سينمائي تم افتتاحها في العام1909 أي قبل مائة عام. حيث عرضت فيها عدد من الصور المكبرة والمتحركة.
وفي ليلة السادس والعشرين من تموز من ذات العام 1909 تم عرض أول فيلم متحرك في دار الشفاء الواقعة في الجانب الغربي من مدينة بغداد. أما في العام 1911فقد تم عرض الأفلام الصامتة في بستان “العبخانة” حيث عرضت الأفلام التالية: صيد الفهد، الرجل الصناعي، بحر هائج، التفتيش عن اللؤلؤة السوداء، سباق المناطيد، طيور مفترسة.. كما تم عرض بعض الأفلام المتحركة في المسرح المركزي بحديقة الأهالي وهي: جريدة باته ، ألعاب بدنية، صورتان هزليتان، طعام الملوك.. وفي العام 1918 تم عرض فيلم عن الحرب العالمية الأولى.

وبعد أن انتشرت دور العرض السينمائي وخلقت تأثيرا كبيرا لدى الجمهور العراقي آنذاك, أخذوا يتوافدون إليها بشكل كبير وفكر التجار والأغنياء بإنشاء دور عرض جديدة ليحصلوا على أرباح أكثر,فتم تشييد أول دار عرض سميت أولمبيا ثم أنشئت رويال سينما الواقعة الآن محل عمارة الرصافي. حيث عرض على شاشتها مسلسل ورقة اللعب سنة1919 بالإضافة إلى مسلسل سينمائي آخر هو: جوني يحتاج فخذ خنزير.
وقدمت سينما أولمبيا فيلما بعدة أجزاء بعنوان: تحت النير الألماني.. وحتى بداية عام    1920 أنشئ عدد من دور العرض الجديدة وهي: سينما بين النهرين حيث عرض على شاشتها مسلسل سينمائي بعنوان “نمرة الناس” وفي مساء الاثنين 26 تموز 1920 تم افتتاح سينما سنترال الواقعة قرب جسر مود القديم وعرض على شاشتها فيلم”التذكرة الصفراء” و”القرود في غاباتها” و”حوادث مختلفة”.. وخلال العشرينيات شيدت سينما الوطني في شارع الرشيد وعرض فيها فيلم-ألف ليلة وليلة وفتحت أبوابها يوم 10 ديسمبر1927 وعرض فيها فيلم “هي التي يجب ان تطاع” وقد نجحت عروض الأفلام وازدهرت في فترة الثلاثينات. وقد ترتب عن ذلك إنشاء الكثير من دور العرض مثل سينما الرافدين في منطقة السنك وسينما الزوراء في شارع الرشيد وسينما الشعب والحمراء وسينما الرشيد التي أزيلت لأسباب مجهولة.

 

أول فيلم وثائقي في العراق من إنتاج أنجليزي

كامل الملف


إعلان