كابتن أبو رائد.. يخطف الأضواء في لايبزغ

حظي الفيلم الروائي الأردني الطويل ” كابتن أبو رائد ” لمخرجه وكاتبه أمين مطالقة، بالكثير من الإعجاب لدى النقاد والمشاهدين لدى عرضه ضمن الدورة الثالثة لأسبوع الفيلم العربي بمدينة لايبزغ الألمانية .

أمين مطالقة

وتقوم مؤسسة أورينت بالإشراف على أسبوع الفلم العربي بمدينة لايبزغ, وقد انعقدت دورته هذه السنة في الفترة الفاصلة بين 21 و 26 أيار- ماي 2009.

واشتملت عروض الأسبوع على مشاركات سينمائية عديدة نذكر من بينها :
ملائكة الشيطان لأحمد بولان من المغرب والقلوب المحترقة للمخرج المغربي أحمد المعنوني، والفيلم المصري عمارة يعقوبيان للمخرج مروان حامد، وفيلم ديليس بالوما للمخرج الفرنسي من أصل جزائري نذير مخناش , وملح هذا البحر للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر. ولقيت الأفلام المعروضة بمدينة لايبزغ الألمانية اهتماما رسميا من قبل دبلوماسيي سفارات الدول العربية بألمانيا. وشهد المهرجان حضورا هاما للجاليات العربية المقيمة بلايبزغ أو ما جاورها من مدن, كما شهدت العروض شخصيات أوربية مهتمة بالسينما العربية .

أجواء التظاهرة السينمائية العربية أضفت أجواء من الدفء الثقافي والحراك السياحي على المدينة الألمانية المحتضنة للتظاهرة, في ظل تنامي هواجس تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية على الحركة السياحية بالمدينة.

قصة تثير الإعجاب :

يركز شريط كابتن أبو رائد الذي خطف أضواء أسبوع السينما العربي بمدينة لايبزغ الألمانية على علاقة بطله الحامل لعنوان الفلم مع أحد أطفال أحياء العاصمة الأردنية عمان وكيفية تأثيره في حياتهم عبر ما يرويه على أسماعهم من قصص.

ويتم ذلك من خلال صداقة تجمع أبو رائد مع أطفال حارته , إذ يحاول من خلالها مساعدة أحدهم على عدم ترك المدرسة، كما يدافع عن مراد الطفل الذي يتعرض هو ووالدته وأخاه إلى الضرب المتكرر والمعاملة السيئة من والده.
ينتهي الفيلم بموت أبي رائد على يد والد الطفل مراد بالضرب المبرح, بعد أن قام بطل الفيلم بتهريب الولد مراد مع والدته وأخيه إلى منزل صديقته الطيارة “نور” التي تقطن بأحد أحياء عمان الراقية.

يتحول الطفل مراد إلى الكابتن مراد ويغيب بطل الفلم وحامل عنوانه عن مشاهد قصة كان بطلها الرئيس عامل نظافة بمطار عمان الدولي فحولته قبعة مهملة إلى كابتن افتراضي, تقمص شخصية حكواتي جلب اهتمام الأطفال وعطفهم الإنساني إلى حين اكتشاف حقيقته التي كلفته ازدراء محبيه…
عن المغزى الأساسي من الفلم الروائي سبق لمخرجه أمين مطالقة بأن قال بأن الفيلم يبين أن الإنسان مهما كان بسيطاً يستطيع التأثير في حياة الآخرين، فالناس لا يتوقعون أن يكون لعامل النظافة البسيط قدرة على التأثير في حياة مجموعة من الأطفال .

الفيلم احتوى على مشاهد جميلة ومؤثرة، ولم ينقصه جمال الصورة وهو الذي التقطت أغلب مشاهده في جبل القلعة بالعاصمة الأردنية عمان.
الفلم يترك المشاهد في حيرة من أمره بخصوص بعض القضايا، فهو مثلاً يعرض لشخصية أبي رائد المثقف الذي يتقن أكثر من لغة والذي ينتهي به الأمر إلى امتهان دور عامل نظافة، لكنه لا يبين سبب التحول الذي وجهه لهذه المهنة، مع أن “الكابتن نور” تسأله عن هذا الأمر ويجيبها أن “هناك أمور تغير مجرى الحياة” , غير أن الفيلم يمر دون معرفة المشاهد لهذه الأمور.

معطيات هامة عن الفلم :

تجدر الإشارة إلى أن فلم كابتن أبو رائد هو من كتابة وإخراج الفنان السينمائي أمين مطالقة , ويمثل فيه أدوار البطولة كل من دينا رعد ورنا سلطان ونديم صوالحة.

رنا سلطان

وتدوم فترة عرض الشريط مدة 102 دقيقة, وهو شريط عربي في لغته الأصلية وقد سبق له حيازة العديد من الجوائز الدولية الهامة لعل أهمها :

* جائزة مجلة فاريتي الأمريكية .
* جائزة اودينس أوورد فور وورلد عن الفئة الدرامية في مهرجان سندانس السينمائي الدولي.
* جائزة جولدن سبيس نيدل عن أفضل إخراج في مهرجان سياتيل السينمائي الدولي.
* أفضل فيلم تسجيلي في مهرجان دوربان السينمائي الدولي في جنوب أفريقيا .
* جائزة عن فئة الأفلام الأجنبية في مهرجان ماوي السينمائي في هاواي .
* جائزة الجمهور اودينس أوورد
* جائزة بيست اوف ذا فيست , ضمن جوائز صانع الأفلام المستقل الشهير مايكل مور في مهرجان مدينة ترافيرز السينمائي في الولايات المتحدة.