خالد زهراو : المحطات العراقية مشغولة عن السينما
واغلب الوثائقيات العراقية لاتمتلك بنية فيلم
حاوره : بشير الماجد – بغداد
من الاسماء التي صنعت اسمها خارج الوطن، وحملت عكاز الغربة ، لتصل به الى منافذ الحلم
ثم تعود وباجنحتها ، عين ثالثة . تفتش عن اشياء اضاعتها ، بين اكوام من القش .. والانقاض
والرصاص ، والبيوت القديمة والاصدقاء المفقودون ، لاسباب شتى . فهل سيلتقط بعينيه ، انفاس
الخراب ، ام يترك عينه الثالثة ، تقوده نحو زوايا الخوف والدهشة ؟
خالد زهراو … رحلة طويلة ، بدأت بالغربة ، وانتهت في البحث عن ازمنة مفقودة ، ابدأ معك من اول الرحلة ، رحلتك السينمائية .
في عام 2002 بدات الدراسة في معهد ( امستردام sae ) ثم انتقلت للدراسة في ( روتردام )
في نفس المعهد ، للحصول على دبلوم عالي لصناعة الفيلم ، انتاجا واخراجا ، وخلال فترة الدراسة انجزت اعمالا قصيرة ، منها ( الحلم ) وفيلم ( حنين – وثائقي 14 دقيقة ) يتحدث عن
الشاعر العراقي ( كمال سبتي ) الذي توفي في هولندا ، والروائي ( جاسم المطير – كاتب قصة فيلم ، بيوت في ذلك الزقاق ) ، وبعد تخرجي انجزت فيلم ( عراقيون وسينما – وثائقي 30 دقيقة) ، يتسائل الفيلم ، هل هناك فعلا سينما عراقية ، ام لا ؟ وفاز الفيلم بجائزة التحكيم الخاصة في مهرجان العراق للافلام .
اقتصر عملك اذا على الاخراج ؟
لا .. لقد عملت مونتيرا مع المخرج العراقي ( قاسم حول ) في هولندا ، في فيلم ( قصة
الاهوار – وثائقي 30 دقية ) كذلك انا مونتيرا لكل اعمالي .
هل نستطيع القول انك اتجهت لصناعة الفيلم الوثائقي ، ولماذا الوثائقي ؟
اولا بحكم الدراسة ، كونها اعطتني دفعا باتجاه الفيلم الوثائقي ، ولامكانية الحصول على
تمويل للوثائقي ، اكثر من تمويل الفيلم الروائي ، بالنسبة لي كمخرج عربي ، برغم ان العمل في الوثائقي يبدو اقسى من غيره .
لماذا اخترت القسوة اذا ؟
لاني احب الوثائقي ، هذا بالدرجة الاولى ، ودرسته عدة سنوات ، كما ان الافلام الوثائقية
مطلوبة في السوق ، وكون المنطقة التي انا قادم منها ( العراق ) مضطربة سياسيا ، وكان
هذا يتيح لي مساحة اكبر من الاخرين ، لاني على دراية بما يحدث ، كما ان القنوات التلفزيونية
العراقية كانت بحاجة الى تقارير تلفزيونية من اوربا ، وبالعكس .
تقارير ام افلام ؟
لاكون دقيقا معك ، كانت اغلبها تقارير ، اسميناها افلام ، لان فيها بنية تقرير ، ولاتملك بنية
فيلم ، وليس فيها حكاية ، او حدث درامي ، كانت في الغالب ، حكايات شخصية ، بورتريت
للشخصيات ، والملفت ، ان اغلب العراقيين القادمون الى العراق بعد نيسان 2003 ، حملوا كاميراتهم الشخصية ، وسجلوا سفراتهم ، وايام قضوها في العراق ، على انها افلام وثائقية عراقية ، ويشاركوا بها في مهرجانات ، صنعت من اجل الفيلم العراقي ، مما اعطى صورة مشوهه للفيلم الوثائقي العراقي .
ماذا عن فيلمك ( الطنجاوي ) ؟
( الطنجاوي ) فيلم وثائقي ( 55 ) دقيقة يتحدث عن الروائي المغربي ( محمد شكري )
وحياته السرية في طنجة .
كيف حصلت على حياته السرية ؟
من خمس شخصيات عاصرته من طفولته حتى وفاته ، وكانوا دائما هم اصدقاءه واعدائه
وهم ( الروائي محمد المرابط ) و الرحالة ( الكباشي احمد ) و الفنان ( العربي اليعقوبي )
و صديقيه ( عبد الحفيظ ) و ( مصطفى الكردودي ) .
هل انتج باموال مغربية ؟
كلا .. بل هو من انتاجي الخاص .
هل عملك بحاجة الى ان تكون لديك شركة ؟
نعم ، كون المؤسسات الاعلامية ، نادرا ما تتعامل مع الاشخاص ، لذلك كان من المهم
ان ادخل الى السوق من خلال شركة خاصة بي .
سمعت انك تعد برنامجا عن السينما العراقية ، ماذا عنه ؟
نعم …. انهيت التحضيرات لعمل مهم لي – كسينمائي عراقي – هو سلسلة وثائقيات عن
السينما العراقية ، عنوانها ( دفاتر السينما العراقية ) .
تتحدث عن تاريخ السينما العراقية ، ام الافلام ، ام المخرجين ؟
تتحدث عن الفيلم ، اي فيلم عراقي ، وعن عملية صناعته ، مرتبطة بزمن الصناعة
ومكانها ، وتتحدث السلسلة عن الافلام المصنوعة من 1946 – 2003 ، وحديث من العاملين اولهم المخرج ( اذا كان حيا ) عن ظروف انتاج الفيلم ، ومارافقه من تاثيرات اجتماعية وسياسية ، وتشمل السلسلة ، عرض مختصر للفيلم .ويتراوح زمن الحلقة ( 55 ) دقيقة ، وهناك افلام تمتد الى حلقتين ، نظرا لطول الفيلم .
وهل أنجزت السلسلة ، بكل حلقاتها ، ام لازالت مجرد فكرة ؟
جحتى الان انجزت ( 5) حلقات ، هن : فيلم ( الحارس ) و فيلم ( بيوت في ذلك الزقاق )
و ( اوراق الخريف ) وهذه الافلام للمخرج ( قاسم حول ) و فيلم ( نبوخذ نصر ) للمخرج
( كامل العزاوي ) وفيلم ( طريق الشر ) للمخرج ( سامي الجادر ) .
هل تعمل على ان تشاهد هذه السلسلة من قبل جمهور اجنبي ؟
بالتاكيد ، السلسلة مصنوعة لجميع فئات المشاهدين ، وقد قامت الشركة المنتجة
بترجمة الأفلام العراقية التي تتناولها السلسلة الى اللغة الانكليزية .
متى ممكن ان تعرض هذه السلسلة ، وعلى اي قناة ؟
لم تصل الشركة حتى الان بتعاقد رسمي مع اي جهة .
حتى مع المحطات العراقية ؟ كون هذه السلسلة مهمة بالقليل للجمهور العراقي
وتحمل حقائق تاريخية عن السينما العراقية .
بالنسبة للمحطات العراقية ، مشغولة باشياء غير السينما ، وعملية تمويلها مرتبطة
بالاحزاب ، والتي لاتسمح باختيار مواضيع كهذه . تصور ، ان احدى الفضائيات العراقية
طلبت مني رفع مشاهد الرقص ، ومشاهد الحانات ، من الافلام التي في السلسلة .
بالامس القريب ، انجز المخرج ( عدي رشيد ) فيلمه الروائي الطويل ( كرنتينه ) وصور
بالخامة السينمائية ، وبكادر عراقي كامل ، ماذا عنك ؟
الفنان ( عدي رشيد ) يستحق تحية كبيرة ، لجهده وعمله على تأهيل كادر عراقي ، سيتعامل
بالتاكيد لاحقا مع الاعمال القادمة ، سواء مع ( عدي ) او غيره ، وهذا بطبيعته منجز للتقني العراقي ، وسيسهل ذلك العمل للمخرجين الآخرين الذين سيتعاملون مع نفس الفريق .
لكن الثغرة التي تواجهني ، كون فيلمي يعتمد على تقنية جديدة ، لم يتم التعامل معها سابقا في العراق .
![]() |
خالد زهراو |
بطاقة تعريفية
– خالد زهراو : مواليد بغداد .
– تخرج من معهد الفنون الجميلة – بغداد .
– درس السينما ، كصانع افلام ، في مدينتي ( امستردام ) و ( روتردام )
في معهد ( SAE ) من 2004 -2005 .
– عمل كمونتير ومنتج منفذ ، في العديد من الاعمال التلفزيونية الاوربية والعربية .
– عمل كممثل اول ، في الفيلم الروائي ( الرقم 348 ) من اخراج المخرج البلجيكي
( TOM VAN DER VELPEN ) .
– من اعماله : ( الطنجاوي ) ( الضحايا ) ( GAME ) ( NOT AT HOME )
( عراقيون وسينما ) الذي حصل على جائزة التحكيم الخاصة ، من مهرجان العراق السينمائي 2005 .