خيرية البشلاوي: اتمنى الخروج بأقل خسائر ممكنة
“أتمنى أن أخرج بأقل قدر من الخسائر” هكذا قالت الناقدة خيرية البشلاوى والتي تترأس للمرة الأولى هذا العام مهرجان الإسكندرية السينمائي.
كشفت لنا البشلاوى عن أسباب المشاحنات التي أُثيرت قبل بدء الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان،وعن أسباب قبولها رئاسة المهرجان،وعن آمالها وأحلامها.
الاسكندرية: سميرة المزاحى
ما الأسباب الرئيسية لقبولك رئاسة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي؟
عندما عرض على رئاسة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي وجدت أنها فرصة جيدة وتجربة جديدة بالنسبة لي فهي تعد المرة الأولى التي أترأس فيها مهرجان سينمائي،هذه تجربة خاصة لم أمر بها من قبل ،سأكون فيها مسئولة عن فاعليات ثقافية أتمنى أن تحقق الحد الأدنى لتوقعاتي.
أهم الأسباب التى جعلتنى أقبل دون تردد أن مهرجان الإسكندرية يشكل تحدى كبير في حد ذاته ،ووجدت تعاطفا كبيرا من الكثيرين عند قبولي وارى أن هذا التعاطف قد يجعلنى أحقق الكثير والمختلف.
قدمت الكاتبة إيريس نظمى استقالتها من رئاسة مهرجان الإسكندرية بعد ثلاث دورات ،وحسبما ذكرت أن السبب الرئيسي لذلك هو التدخل المباشر من الأستاذ ممدوح الليثى رئيس مجلس إدارة الجمعية فى مهام رئيس المهرجان ـ ألم تقلقي بشأن هذا الأمر؟
لم يخيفني هذا التصريح لسبب بسيط وهو أنني استطيع أن أقول لممدوح الليثى (لا…) ،وحتى الآن أنا المسئولة بشكل مباشر عن المهرجان ولم يتدخل الليثى فى مهام عملي، ويجب أن يعلم الجميع أن ظروف هذا المهرجان تتجاوز ممدوح الليثى فهناك مجلس إدارة وهناك مصادر تمويل قد نضطر لتقديم بعض المجاملات أمامها.
عن حال السينما المصرية فى السنوات الأخيرة جاءت تصريحاتك بأنك متفائلة لحالها ..لماذا؟
تفاؤلي جاء من خلال رصدي لأجيال جديدة من السينمائيين تظهر كل عام على قدر كبير من الإبداع والتميز في جميع المجالات الفنية من إخراج وتمثيل وتصوير وحتى كتابة السيناريو،جميعها ثمار قد لاتتصف بأنها عظيمة أو متوسطة ولكن يكفى أننا في حالة إنتاج منتظم يغذى بانتظام صناعة السينما المصرية
وأنا أرى أن الجيل الجديد من السينمائيين جيل مختلف عن كل الأجيال السابقة له ،لأن لديه إمكانية التثقيف ولديه إمكانية المعرفة التكنولوجية إضافة للانفتاح على العالم.
![]() |
خيرية البشلاوي |
وعلى الرغم من ذلك تقولين أن السينما المصرية مازالت سينما محلية عيبها الأكبر أنها غير طموحة
هى محلية لأنها سلعة تجارية بالنسبة للمنتج،وأنا أعتبر أن آفة السينما المصرية هم المنتجين ،لأن المنتج يتعامل مع الفيلم السينمائي على انه سلعة تجارية،ولهذا هو غير قادر على الاقتحام ،وليس لديه رفاهية الاقتحام، كصناعة بالتأكيد نحن نمتلك صناعة قوية جدا ولها تاريخ، وبإمكاننا أن نصنع سينما قادرة على اقتحام الحدود ،ولكن يعيبنا عدم الطموح للمغامرة بمعنى إنك نصنع فيلما جيدا دون سيطرة رعب الشباك.
تستشهدين بأن السينما الإيرانية وصلت إلى العالمية دون تقديم تنازلات أو تضحيات ..ماالتنازلات التى لم تقدمها السينما الإيرانية؟
التنازلات تتمثل في التنازل عن الشخصية القومية ،فعندما نشاهد فيلما قادما من إيران تجدين أن أفكاره إيرانية خالصة حتى بعد الثورة الإسلامية ونرى سيدات محجبات داخل الفيلم ليس هناك مشاكل تقيدهم للوصول إلى العالمية واستطاعوا أن يجتازوا الحدود من خلال مجموعة من المخرجين المتميزين،في مصر أستطاع يوسف شاهين فقط أن يجتاز الحدود،ولكن بقواعد ومفردات مختلفة تماما.
لم يبقى سوى أيام معدودة على بدء المهرجان ولم يتم حتى الآن الإعلان عن الفيلم المصري المشارك بالمهرجان ،فهل تم اختياره؟
مازلنا حتى الآن في حالة حيرة لاختيار الفيلم المصري بالرغم من وجود عدد كبير من الأفلام يجرى الانتهاء من إعدادها داخل الاستوديوهات ،حتى الآن تم اختيار فيلمين شبه مؤكدين الأول هو “عزبة آدم”إخراج محمود كامل ،والثاني “بنتين من مصر”وهو من إخراج محمد أمين ،وهناك فيلم ثالث قد يتم اختياره أيضا وهو بعنوان”لمح البصر” من إخراج يوسف هشام.
رئاسة مهرجان الاسكندرية تحدي كبير والليثي لم يتدخل “حتى الآن”
صرحت إدارة المهرجان بأنه تم دفع مبالغ مالية تقدر بحوالي 80 ألف جنيه للحصول على نسخ من الأفلام المشاركة بالمهرجان ،أليس من المفترض أن يسعى صناع هذه الأفلام للمشاركة فى مهرجان الأسكندرية بصفته مهرجانا دوليا.؟
خريطة المهرجانات الآن كبيرة جدا وتتسع جدا فى كل عام وتزيد أعدادها بشكل مهول وكل المهرجانات تريد الفوز بجميع الأفلام، وكل الأفلام الفائزة في المهرجانات الأخرى نسعى أن نأتي بها، ولهذا أصبح المنتج يشترط لاشتراك فيلمه أن يحصل على المقابل المادي، لكن 80 ألف جنيه مصري لايعد مبلغا كبيرا.
ماذا تتضمن شروط لائحة المهرجان للإشتراك إضافة إلى شرط عرضه لأول مرة فى مصر؟
ان تتسم بحد أدنى للمستوى الفني وتتفق إلى حد كبير مع الجمهور الذي نستهدف مخاطبته، و بقدر الإمكان نعمل على اختيار الأفلام ذات التجارب الجديدة ونقتحم مجالات جديدة ونبحث دائما عن المستوى الجيد ،اعتقد أن جميع المهرجانات تتفق مع هذه الشروط.
![]() |
ملصق المهرجان الرسمي (ينشر لأول مرة) |
لماذا لم يعلن حتى الآن عن إسم الفنان الذى قام بتصميم بوستر المهرجان؟
لأنه بعد الإعلان عن المسابقة داخل كلية الفنون الجميلة لم يتقدم أحد من الطلبة بعمل مميز ولم نجد فكرة لامعة نستطيع تقديمها كبوستر للمهرجان،وقد يعود ذلك لقلة خبرتهم ومن هنا لجأنا لفنان محترف وهو الفنان أحمد مناويشى.
أختيرت السينما الفلسطينية ضيفة شرف الدورة الخامسة والعشرون بعد إختيار القدس عاصمة للثقافة العربية ..من هم رموز السينما الفلسطينية التى تمت دعوتهم للمشاركة ؟وماهى مظاهر الاحتفالية الفلسطينية التي ستقام ضمن فعاليات المهرجان؟
قمنا بدعوة كل من عز الدين شلح رئيس مهرجان القدس السينمائى،وميشيل خليفى ،ورشيد مشهراوى،وإعتذرت هيام عباس ،وهانى أبو أسعد ولكنه أرسل لنا شهادته عن السينما الفلسطينية ،وسنقوم بعرض بانوراما للسينما الفلسطينية إضافة إلى إقامة ندوة كبيرة نتناول فيها الحديث عن السينما الفلسطينية بعنوان”بين الوطن والغربة”،وسوف تتم مناقشة واقع السينما الفلسطينية الآن ..
تقرر الإحتفال باليوبيل الذهبى لمعهد السينما خلال المهرجان..ألا تجدين أن المعهد تراجعت رسالته التي بدأها منذ 50 عاما؟
جزء من رسالة المهرجان بأن نلقى الأضواء على المظاهر الثقافية في مصر،وأن تتم مناقشة إلى أي مدى هي تحقق الدور الذي أنشأت من خلاله،وسيدلى المسئولين بشهادتهم والرد على ما يوجه للمعهد من نقد.
تتخلل الإحتفالية بدورة هذا العام تكريم نجوم بكرة ـ فما الرسالة التى تهدف إليها هذه التكريمات؟
تكريم نجوم بكرة من ابتكار المهرجان هذا العام، ولأول مرة سيتم تكريم ثلاثة من هؤلاء النجوم في اليوم الأول للمهرجان وستقام ندوة لهم في اليوم الثاني، يحكون فيها عن تجربتهم وكيفية الوصول إلى طريق النجومية ومن قبلها كيف تم إعدادهم كبراعم ستصبح نجوما فيما بعد ،
وذلك بهدف توصيل فكرة أننا نفكر في بكرة،و يشغلنا مستقبل السينما ،وكما ذكرت من قبل من أن السينما المصرية ولادة تخرج كل يوم براعم مؤهلة لأن تصبح نجوما.
التكريم يعنى للفنان أنه حاضر وموجود ويستطيع أن يقدم ،وأنه أستطاع لفت الأنظار كما أستطاع تحقيق الهدف من اتجاهه لهذا المجال ،لم يكن نكرة ،بل أنه أستطاع أن يكون موجودا على الساحة الفنية حتى مع حداثة سنه وخبرته،وهو بالنسبة لنا منتهى الأمل في بكرة.
كناقدة ماهى مفاتيح قراءة الفيلم السينمائى التى تجعل الجمهور فى حالة تواصل مع الناقد؟
خيرية البشلاوى:”أنا لم ادرس سينما وإنما درست الأدب ودرست النقد وقمت بدراسة الدراما وتعلمت السينما من خلال حرصى على حضور المهرجانات السينمائية ومن هنا تربت بداخلي ملكة النقد الفني من خلال جهد ذاتي ،بمعنى أنني أستطيع قراءة الفيلم ،فالفيلم السينمائي بالنسبة لي مثل الكتاب ولكن بلغة مختلفة وأدوات مختلفة ومصادر للمعرفة مختلفة ،أما كون الفيلم منتج شعبى وعليه أن يخاطب عدد كبير جدا من الناس فأنا أراه من منظور كيف يؤثر وماهو صدى تأثيره وبأي الأساليب تناول تقديم الفكرة وبأي لغة قدم بها صانعوه وعناصره المختلفة من إخراج وتصوير وإضاءة والأداء التمثيلي وقبل كل ذلك السيناريو حيث أنه يمثل العمود الفقري للفيلم الناقد لابد أن يمتلك درجة حساسية عالية في تذوق الفيلم وفى لمس الأشياء المؤثرة فيه وفى حجم توهجه وحجم الإبداع فيه و أيضا حجم الانطفاء فيه،فالناقد يرى الفيلم ككيان ،أو كقصيدة ابحث عن مكوناتها هل هو التصوير أم الإضاءة أم الحوار أم شخصية الممثل في بعض الأعمال وأعمال أخرى كحدوتة أترقب نهايتها إلى أين ستصل..وقبل كل ذلك فالنقد في النهاية هو عملية تمرس.
مؤخرا أطلقت بعض المسميات على النقد الفني فوجدنا مايسمى بالنقد العابر للحدود ،وآخر يطلق عليه النقد الساخن ..فماهو رأيك في هذه المسميات؟
النقد يخضع لمنهج وبالنسبة للسينما المصرية تحديدا هي التي تحدد منهج النقد، فلا يجوز أن ألتزم بمنهج النقد الصارم خلال قراءتي لفيلم هزلي أو خلال مشاهدتي لفيلم درامي له بعد اجتماعي وسياسي، الفيلم هو الذي يحدد المنظور الذي سيتعامل الناقد من خلاله وكل ناقد له منظور خاص به .
تحرصين على ألا تكون المسافة قريبة بينك وبين الفنانين..لماذا؟
أنا لست قريبة نهائيا من أي فنان،على الرغم من أنني أحبهم جدا، أنا لا اعرف الفنان ولا أراه سوى على الشاشة ولا أتعامل معه إلا من خلال عمله الفني ، لان العلاقات الشخصية بالتأكيد تؤثر على التعامل وتؤثر على المصداقية للناقد .