جمال حماد في شهادته: دور نجيب كان حاسما

فى إطار الإحتفالات بمناسبة مرور 57 عاما على قيام ثورة 23 يوليو 1952 نظمت إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الأسكندرية ندوة أدلى فيها المؤرخ العسكرى اللواء جمال حماد بشهادته حول الثورة ،مشيرا إلى أنها حازت على إهتمام الكتاب والمحللين بصورة أكبر بكثير من أى حدث تاريخى آخر شهدته البلاد
وأضاف أن الكثير من الكتابات حول الثورة لم تتسم بالموضوعية؛ حيث تأثرت بأهواء وميول أصحابها، فحرص البعض على نفاق الحكام من أبناء الثورة إلى حد اعتبارهم أن تاريخ مصر يبدأ من فجر يوم23 يوليو 1952،بينما عدد آخرون مساوئها وجردوها من صفة الثورية وأطلقوا عليها صفة الإنقلاب العسكرى.
وأكد اللواء حماد أن الثورة لم تكن كلها سلبيات، كما أنها لم تكن حدثا عابرا، بل نقطة تحول فاصلة في تاريخ الشعب الذي لم يكن الجيش سوى الأداة المنفذة لإرادته، لافتا إلى أن خروج الملك فاروق من مصر مثل تتويجا لنضال أبناء مصر جميعا،وألمح إلى أن من شاهد مسلسل الملك فاروق خرج بتصور أن عهده كان متميزا وأنه كان شخص جيد رغم أنه حين إندلاع الثورة كان هناك تأييد شعبي كبير لها مما يدلل على أن الناس كانت ساخطة.

المؤرخ جمال حماد

وألمح إلى أن ما يفرق بين الانقلاب العسكري والثورة هو أن الأول يغير وجوه دون تغيير سياسات، وبالتالي فالوصول للسلطة لديه غاية وليس وسيلة، بينما الثورة تعني إزاحة النظام السياسي القائم بكافة معتقداته، ليحل محله نظام جديد،مشيرا فى ذلك إلى أن الضباط الذين شاركوا في الثورة لم يكن الحكم هدفا لديهم قط، بل كانوا يحملون أرواحهم على أكفهم؛ حيث كانت نسبة النجاح المتوقعة للثورة آنذاك قليلة لا تتعدي20%.
وأرجع اللواء جمال حماد عدم تحقق وعد الديمقراطية التى وعد قادة الثورة أنه سيتم الإعلان عنها بعد ستة أشهر من إستقرار الثورة،إلى عاملين أولهما:فساد الأحزاب التى كانت قائمة آنذاك والتى كانت تتصارع على الحكم ويملأها الفساد أما العامل الثانى :فتمثل فى بعض المستشارين لمجلس قيادة الثورة واللذين ظلوا يطالبون الضباط الأحرار بالإستمرار فى الحكم خاصة عقب ماتحقق بالفعل.
كما أشار إلى أن الفترة من 1923 وحتى قيام الثورة ،والتى عدها البعض فترة حقيقية من الديمقراطية والليبرالية ،إلا أن الواقع حينها يناقض ذلك ،فحزب الأغلبية الوفد لم يتولى الحكم في خلال تلك الفترة سوى لمدة سبع سنوات متقطعة نتيجة تدخل حكومات أحزاب الأقلية وتزويرها للانتخابات.
وفي ذات السياق، انتقد جمال حماد محاولات البعض التهوين من دور اللواء محمد نجيب في الثورة بوصفه بأنه كان هامشيا، متسائلا باستنكار:هل من يشارك فى الثورة وهو يعلم أنه فى حال فشلها سيكون أول من يتم إعدامه بالرصاص يعد دوره هامشيا ؟!
وأضاف أنه لولا انضمام اللواء نجيب للثورة ما كانت ستنجح نظرا للشعبية الهائلة التي كان يتمتع بها لدى الجيش والتي لم يكن يحظى بها أي من الضباط الآخرين.
ونوّه إلى أن نجيب ظلم ظلما بيّنا وعومل معاملة مهينة للغاية عقب أزمة مارس، لافتا إلى أن هناك ضباط آخرين كان لهم دور حيوي في إنجاح ثورة يوليو إلا أنهم اعتقلوا وظلموا،وهم أحمد شوقى ،ورشاد مهنى ويوسف صديق ،وعبد المنعم أمين.

وطالب المؤرخ العسكرى مهاجمى الثورة بعقد مقارنة بينها وبين “أم الثورات “،وهى الثورة الفرنسية التى مازالت فرنسا تحتفل بها فى إحتفالات ضخمة ،على الرغم من أنها كانت مليئة بالدماء والإرهاب.

جدير بالذكر أن المؤرخ العسكرى اللواء أركان حرب جمال حماد كان هو من كتب بيان الثورة الأول الذى أذيع على الناس وتلاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عبر أثير الإذاعة،وهو من مواليد 1921م،وتخرج من الكلية الحربية فى منتصف إبريل عام 1939م.وإنضم إلى حركة الضباط الأحرار عام 1950،كما عين مديرا لمكتب القائد العام للثورة اللواء محمد نجيب،ثم كلف بعد ذلك بالإنتقال للعمل ملحقا عسكريا لمصر بين عامى 1952 و 1957 فى كل من العراق والأردن ولبنان وسوريا.أصدر عدة كتب عن ثورة يوليو وأسرارها حتى لقب بمؤرخ الثورة.   


إعلان