تجربة الوثائقي اليوناني جديرة بأن تحتذى
قالت إيريني غافالا مسؤول الإنتاج الدولي في التلفزيون الوطني اليونانيEΡΤ إن الأفلام الوثائقية خطت خلال الخمس سنوات الأخيرة خطوات مهمة باتجاه المهرجانات والعروض الدولية للفيلم الوثائقي، وذلك كنتيجة طبيعية لتزايد الاهتمام اليوناني الداخلي بهذا النوع من الأفلام.
وأوضحت غافالا أن التلفزيون اليوناني المتعاون مع يورو فيجيون تلقى خلال الفترة الأخيرة عروضا متزايدة من قبل المؤسسات الأوروبية المختصة بالفيلم الوثائقي بعد أن حرص في نفس الفترة على تجويد نوعية الإنتاج ورفعها إلى المستوى الذي تحقق فيه المعايير والمتطلبات الدولية.
وأضافت أن التلفزيون اليوناني انتقل خلال هذه الفترة من المرتبة السادسة والثلاثين في الإنتاج والعرض الوثائقي إلى المرتبة الثانية بعد التلفزيون الألماني آي آر دي،من أصل المؤسسات الأوروبية الخمس والأربعين المشاركة في المهرجانات الأوروبية، لتصل بذلك إلى مصاف القنوات التلفزيونية الأوروبية المحترفة وذات الباع الطويل في إنتاج الأفلام الوثائقية، وتتخطى مؤسسات عريقة مثل البي بي سي.
وحول الوضع الحالي للوثائقي اليوناني قالت غافالا إنه تم توقيع ثلاث اتفاقيات مع مؤسسة “آرتيه” للتعاون بشكل دائم في مجال الوثائقيات المختلفة، فيما تمت المشاركة مؤخرا في مهرجانات دولية للفيلم الوثائقي حيث تميزت أفلام يونانية عديدة ونالت جوائز مهمة.
وحسب غافالا فقد لقي الوثائقي اليوناني قبولا جماهيريا يونانيا ملحوظا قبل التميز الدولي، حيث تم إشراك الجمهور اليوناني في عملية انتقاء الأفلام المرشحة للاشتراك في المهرجانات الدولية وذلك عبر مسابقة أجريت على الموقع الالكتروني للتلفاز الرسمي.
![]() |
إيريني غافلا
وعن اهتمامات الوثائقي اليوناني الحالية قالت إنها توسعت مؤخرا بشكل واضح لتشمل موضوعات التاريخ والاجتماع والمرأة والأمراض المنتشرة أخير مثل الإيدز والبيئة والمجال الأخير يلقى اهتماما ملحوظا في الفترة الأخيرة داخل وخارج اليونان، ويحظى المجال السياسي باهتمام كذلك من الجمهور اليوناني.
ويحاول الوثائقي اليوناني مواكبة الأحداث والمناسبات، حيث تعرض أفلام تتناسب مع المناسبات الوطنية والتاريخية التي مرت بها اليونان خلال الفترات التاريخية المختلفة، ويحاول الفيلم الوثائقي هنا أن يكون رديفا ومعينا للكتب التاريخية المختصة وأن يساعد بشكل عملي على هضم فترات التاريخ اليوناني.
وحول هذه السياسة قالت إن الذي تبين للمعنيين أنه من الأفضل، بعدما تم إنتاج المئات من الأفلام الوثائقية، أن يتم ربطها بشكل دائم بالمناسبات وأن لا يتم عرضها بشكل غير متناسب مع الأحداث، بحيث يعلم المشاهد مسبقا أن أي مناسبة وطنية أو تاريخية سيرافقها فيلم وثائقي يشرح أبعادها وتسلسلها التاريخي وتأثيراتها.
وكان الاعتقاد السائد لدى المنتجين والمهتمين اليونانيين أن الإنتاج اليوناني لا يمكن أن يخرج الى المحافل الدولية ويتميز فيها لأنه لا يهم الأجانب ، لكن هذه النظرية تم تخطيها مؤخرا بعد ظهور سلسلة من الوثائقيات اليونانية أخذت حظا كبيرا من الدراسة والجهد مما أدى الى تميزها عالميا، وبعد بروز منتجين يونانيين عارفين بما يجري على الساحة الدولية.
وحسب غافالا فهناك عادة شريحة اجتماعية معينة تهتم بشكل مركز بالفيلم الوثائقي، حيث إن أغلبها من الرجال متوسطي العمر(فوق الأربعين عاما) المنتمين الى طبقة اجتماعية فوق المتوسطة ومثقفة في غالب الأحيان، فيما يفضل الشباب وصغار السن اليونانيين والأوروبيين بشكل عام، وسائل اتصال مختلفة مثل الإنترنت والاستماع الى الموسيقى، حيث لا يرغبون بشكل عام بالجلوس أمام شاشات التلفزيون، بل يرغبون بمتابعة ما يهمهم في الوقت الذي يهمهم، كما يهمهم التواصل مع المصدر وإبداء رأيهم في الموضوعات كما يحدث في التعليقات التي تتيحها مواقع الإنترنت.