فيلم رقصة الأسد: الفن النبيل

رقصة الأسد حدث تقليدي في الحضارة الصينية. لكن من أين جاءت؟ ثمة أساطير دينية مرتبطة بالمصدر الذي جاءت منه هذه الرقصة المقدسة، المسماة “بهاراتاناتيام”، وتقول الأساطير إنها جاءت من الهند بالدرجة الأولى. وفقا للخرافات والقصص المتوارثة عبر الأجيال، وصلت رقصة الأسد إلى الصين أثناء عهد سلالة الهان، في وقت ما من القرن الميلادي الأول، ربما عبر المبشرين البوذيين الذين سافروا عبر طريق الحرير الشهير.
وقد دخل الأسد الصين في الأغلب على شكل صور ورسوم على التحف والمنسوجات الفنية. لكنه جاء في بعض الأحيان على شكل مواد للتجارة، أو حتى كجزء من التقدير. ثم أصبحت رمزية الأسد المتطورة راسخة لتمثل أمورا عديدة مثل: الوقار الملكي، والفخامة، والنفوذ، والسيادة، والنبل.

ورقصة الأسد رمز لمدرسة متكاملة تشمل فنون القتال والتراث أخلاق اللعب النظيف، وقد تعدت هذه الرقصة حدود الصين نحو العالم الخارجي، وفي هذا الفيلم نتابع تجمع عالمي لفرق هذه الرقصة الذين أتوا من جميع أنحاء العالم من اجل زيارة قبر المؤسس في الصين وتقديم التحية والتكريم اللائقين به . وقد احتاج أمر معرفة مكان القبر وتحديد هويته على جهود كبيرة ومتعاقبة قام بها أتباعه الأوفياء حتى توصلوا لمعرفته.
رقصة الأسد كانت مرتبطة لوقت طويل بأنظمة الكونغ فو الصينية واليوم تقدم هذه الرقصة تمرينا قويا للأوعية الدموية والقلب إضافة لوضعية الوقوف والوزن في مسار تقليدي جميل.
يروي هذا الفيلم قصة رأس الأسد الأول وتنقله بين الأماكن، ثم قصة المعلم الأول الكبير الذي أسس هذا النوع من الفن، ويحتوي على مجموعة من الخبراء والمسئولين والمقاتلين الذين يتبادلون رواية قصة هذا الفن وتداعياته الاجتماعية بشكل متتابع، ويمرون على مختلف الجوانب المحيطة بهذه اللعبة ليشرحوها ويسلطوا عليها الضوء كي يستزيد المشاهد من المعلومات الشيقة.

كما يسجل الفيلم قيام أول مسابقة رسمية لرقصة الأسد عام 1983 وأقيمت في ماليزيا على الأرض مباشرة قبل أن تتطور المسابقات التالية لتصبح على الأعمدة وفق قياسات خاصة تتطلب مهارات غير عادية.
كما نتابع في الفيلم مهارات نادرة للرقص، حيث نشاهد رقصات مختلفة يقوم بها أبطال هذه اللعبة، كما نستمع للفروق بين مختلف مدارسها كما في ماليزيا وسنغافورة وهونج كونج والصين الذي يعتبر البلد المؤسس، كما تعود بنا الكاميرا صحبة ضيوف البرنامج للحديث عن تاريخ اللعبة وكيف أنها ارتبطت في الثمانينات والتسعينات بالعصابات الإجرامية المتقاتلة وكيف ساهمت الأفلام السينمائية في عدم استقرار صورتها بين الناس، مما تتطلب جهودا إضافية لإزالة هذا اللبس.


إعلان