رهاب “المنجل الرهيب”.. آخر الأفلام البحرينية
![]() |
المخرج علي العلي
انتهى المخرج البحريني الشاب علي العلي من تصوير فيلم يتناول المعاناة الإنسانية للمرضى المصابين بأحد الأمراض الوراثية المنتشرة في منطقة الخليج والمعروف تحت اسم فقر الدم المنجلي.
ويروي الفيلم الذي بلغت كلفة إنتاجه 11 ألف دينار بحريني (حوالي 4147 دولار ) قصة شاب يقع في حب إحدى الممرضات في المشفى لكنه يقوم بإخفاء إصابته بالمرض عنها. وهو الأمر الذي يتحول لاحقاً بعد معرفتها إلى عائق يحول دون ارتباطه بها.
واستقي الفيلم الذي تدور أحداثه على مدى 45 دقيقة من قصة واقعية وهو يحمل اسم إحدى الشخصيات الرئيسة “ليلى”.
![]() |
ولا يقتصر الأمر على البطل المدعو “علي” والذي يقوم بدور الشخصية الرئيسة إنما على جميع أفراد عائلته اللذين ينخر في أجسادهم المرض نفسه الذي يدعى أيضاً بـ”السكلر”. فأخوه “سعيد” يعيش تحت وطأة عقدة مستحكمة تتمثل في عدم تفهم أستاذه الأجنبي إلى الظروف الصعبة التي يستتبعها مرضه. كما تصطدم أخته مبكراً برهاب العنوسة من جراء موقف المجتمع النابذ للزواج من المصابين بهذا النوع من الأمراض.
وقال المخرج علي العلي “يبين الفيلم معاناة هذه الشريحة من جانب اجتماعي والتأثير النفسي الذي يلحقه بالمريض أكثر من الجانب الصحي”.
وأضاف في حديث مع “الجزيرة الوثائقية” أمس مستدركاً “أهملنا الجانب الصحي لأنه معروف (…) الحقيقة أن معاناة مرضى السكلر تبدأ من لحظة الخروج من المشفى وليس في داخله” على حد تعبيره.
ويبلغ عدد المصابين بمرض السكلر الذي ينتج عن نقص خلايا الدم الحمراء في الدم في البحرين حوالي 18 ألف مصاب أغلبيتهم من فئة الشباب.
![]() |
فيما أعلنت وزارة الصحة عن وفاة 16 مصاباً بسبب مضاعفات المرض منذ مطلع هذا العام 2009. في الوقت الذي سجلت 18 حالة وفاة العام الماضي 2008.
ولفت العلي إلى أن الفيلم “كان من المفترض أن يأخذ الصبغة الوثائقية لولا الخوف من أن لا يلقى الصدى اللازم لدى الجمهور”.
وأوضح “تميل الوثائقيات إلى الجمود ويقتصر جمهورها على نخب محدودة، خصوصاً مع هذا النوع من القضايا. لذا كان لجوءنا إلى الدراما لإثارة عناصر المعاناة” على حد تعبيره.
وشارك في تمويل الفيلم كل من وزارة التنمية التي قدمت الحصة الأكبر من الكلفة الإنتاجية. إضافة إلى شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) والشركة المنتجة الموسومة “عمران ميديا” تحت إشراف جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر.
ورداً على سؤال، قال العلي “الفيلم لم يعرض حتى الآن لذلك يصعب التكهن بما إذا كان سيلقى الصدى الكافي” مستدركاً “لكن أعتقد أن القصة فيها واقعية إنسانية كبيرة الأمر الذي يمكن أن يشعر معها كل واحد من الجمهور أنه داخل العمل”.
وأضاف رداً على سؤال آخر “العمل سيعرض قريباً” من دون أن يعطي توقيتاً دقياً أو الجهة التي ستتولى عملية العرض.
لكن متحدثاً باسم جمعية البحرين لمرضى السكلر صرح في وقت سابق عن “تسويقه على عدد من الفضائيات الخليجية”. كما ألمح زكريا كاظم إلى “طباعة حوالي 3000 نسخة في قرص مدمج وطرحها للتوزيع”.
وكتب سيناريو الفيلم الشاب حسين المهدي. فيما شارك في التمثيل كل من علي دسمال في دور البطولة ومريم يوسف التي تلعب دور الممرضة. إضافة إلى الممثلين أحمد عيسى وأمينة القفاص وسلوى الجراش في الشخصيات الثانوية.
![]() |
والمخرج علي العلي هو المدير الفعلي لشركة “عمران ميديا”. وفيلم “ليلى” هو العاشر في رصيده الإخراجي. حاز على عدة جوائز عن عدد من الأفلام التي أشرف على إخراجها، بينها جائزة أفضل سيناريو عن فيلمه “مريمي” 2009 في ملتقى الأفلام خلال مهرجان بالأردن. وجائزة أفضل ديكودراما عن فيلم “صرخة ألم” 2008. ومن أفلامه الأخرى: “الحصاد المر” 2009 و”شهوة الدم” 2007 و”الحل الجذري” 2006 و”عباس الوطن” 2006 و”اليقظة” 2005 و”الطريق إلى جهنم” 2004.