بعد 22 عاماً…. السينما ظلمت ناجي العلي
“مات ناجي العلي، مهما كانت هوية القاتل ودوافع الاغتيال الكثيرة يجب أن نثبت هنا أننا نتحمل شيء من وزر اغتياله كان يهاجم ويجرح ويدمي ونحن نصفق يزداد ضراوة ونحن نضحك ونطلب المزيد صار مقاتلاً شرسا نيابة عنا ألا يٌذِّكر هذا بموقفنا اليوم من أطفال الحجارة جعلناهم أيقونات فازدادوا ضراوة صاروا يجترئون أكثر ويقتربون من الدبابة بنشوة من يسمع تهليل الجمهور لكن الطفل الفلسطيني يواجه الطلقة وحده، كنا مع ناجي العلي حين يلسع ويجرح ويضرم النيران لكنه كان وحده حين انطلق كاتم الصوت”.
ناجي العلي الحقيقي والفيلم
هذه العبارات كانت الأخيرة لـ “حسين صالح” في آخر عمل وثائقي وسينمائي عن الفنان الكاريكاتوري الراحل “ناجي العلي” بـ 19 آب عام 2004 ضمن برنامج ممنوعون الذي كان يُبث على قناة الجزيرة.
ولم توثق السينما العربية أكان درامياً أو تسجيلياً سيرة الفنان الراحل ناجي العلي سوى ثلاث مرات مرة ذكرناها سابقأً، والثانية في الفيلم الوثائقي “ناجي العلي – فنان ذو رؤية” الذي عُرض عام 2001 ضمن مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية، وقدم مخرج الفيلم العراقي قاسم عبيد المقيم في بريطانيا محاكمة لقتلة الفنان الراحل الذي اغتيل في العاصمة البريطانية عام 1987، وقدم المخرج العراقي مراحل تطور القضية الفلسطينية مترابطة بتطور شخصية الفنان الراحل.
وكان الظهور الثالث لناجي العلي في السينما هو في الفيلم الروائي “ناجي العلي ” من تأليف: بشير الديك، وإخراج: عاطف الطيب، وإنتاج سنة 1992 ومثل دور ناجي العلي الفنان المصري نور الشريف.
ونحن هنا لسنا بصدد إعادة قراءة لأحد الأفلام لكن نطرح تساؤل حول عدم اهتمام السينما العربية بهذا المناضل الفنان الذي امتلأت حياته بالتضحيات، ولم يهادن يوماً من الأيام، وكان رمزاً للحرية والإيمان والنضال من أجل العودة إلى فلسطين فريشته التي أوجدت رمز الطُهر الفلسطيني حنظلة -الذي عبر عن معاناة المواطن العربي، ولامس عذاب اللاجئ الفلسطيني- وقفت على خط المواجهة أمام أعداء الحرية، إلى أن تلقت رصاصة مكتومة الصوت في لندن بتاريخ 22 تموز 1987 إلا أن العلي صارع الموت لتاريخ 29 آب حيث فارق ناجي العلي الحياة وكله أمل أن يتذكره المواطن العربي وتبقى رسوماته مزروعةً في قلبه.
لذلك أيتها السينما العربية لماذا ظلمتي مناضلاً بوزن ناجي العلي، هل هناك سبب، أم أنكِ نسيته في ظل البحث عن الأفلام التي تُغني شباك تذاكركم وترفه عن جمهورٍ جهل ذاك الفنان، وفي الذكرى الثانية والعشرين لرحيله أذكركم بناجي العلي عله يزور عقول المنتجين والمخرجين وكتاب السيناريو، ليقدموه وينصفوه من خلال صناعة فيلم يليق باسم ناجي العلي، ويستطيع معالجة المفاصل الرئيسية والحساسة في حياة الفنان الراحل، وتعريف الأجيال الجديدة بذاك المناضل الذي قدم أسلوباً نضالياً فريداً من نوعه.