أمبروطورية دلال تحت مجهر الجزيرة

 

 

دلال المغربي

عاصم الجرادات

شعب ألف انتظار الأخبار السارة، وآخر يتكون من 68 رهينة وأصبحوا في عداد القتلى، وثروات من القوة والإرادة والتصميم، وحكومة من المناضلين ممن لا يهابون الموت ويعشقون الشهادة، وزمانٌ في شهر مارس/آذار 1978، وأرضٌ ممتدة بين شارع قرب مستعمرة (معجان ميخائيل) باتجاه تل أبيب، كل ذلك مقومات لأمبروطورية دلال، وهو عنوان الفيلم الوثائقي الذي عرضته قناة الجزيرة الإخبارية ضمن برنامج تحت المجهر.
ويروي مخرج الفيلم أمجد المالكي قصة عملية كمال عدوان التي خطط لها الرجل الثاني في حركة فتح الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد”، ويقدمها من خلال الأوقات التي سبقت العملية، ووثق ذلك من خلال شهادة والدة دلال المغربي التي زارتها قبل أن تتوجه إلى الالتحاق بإخوتها من منفذين للعملية بالإضافة إلى عرض الرسالة التي وجهتها دلال لوالدها معبرة فيها عن انزعاجها لعدم وداعه.
وينتقل الفيلم للحديث عن العملية بلسان الناجيين الوحيدين وهما (خالد أبو اصبع “أبو صلاح” – حسين فياض “فياض” ) مع عرض صور فوتوغرافية فريدة، فأخذ الشاهدان يرويان القصة كاملةً، مع التركيز على دلال المغربي كيف كانت تتصرف، وما ردة فعل الجميع على وجودها معهم، وتسجل نقطة مهمة للمخرج على التعامل مع التفاصيل الدقيقة للعملية، وعدم تجاوز فكرة على حساب أخرى وقدم بعض الأفكار بتركيز أكبر لأهميتها، وأثر على العواطف من خلالها ونذكر هنا مشهدين وهما لحظة إخراج دلال للعلم الفلسطيني فكان فياض يروي المشهد ويثير فينا شعوراً غريباً، وعززه في لحظة تحدثه عن ردة فعل دلال المغربي عندما طلب منها التوجه نحو مطار بن غوريون وكيف رفضت الطلب، وتظهر مع ذلك مشاهد تمثيلية ربما دخولها أضفى نوعاً من كسر الروتين والرتابة على عرض الشهادات، ولكن المشاهد الدرامية أو التمثيلية عانت من بعض المشاكل في الأداء فكانت غير مقنعة فأعطى شعوراً بأن المخرج أدخلها فقط لكسر الروتين وليس لإغناء الفكرة.
وبعد نهاية العملية باستشهاد دلال ومجموعتها (دير ياسين) باستثناء رجلين وهما فياض وأبو صلاح اللذان تعرضا للضرب والاعتقال، عاد المخرج إلى أسرة الشهيدة ذو العشرين ربيعاً مستذكراً معها ذكرياتها الجميلة.
وبعدها عرج الفيلم نحو أزمة رفات دلال المغربي عام 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله وإسرائيل التي أثارت تساؤلات حول اختفاء رفات الشهيدة المُغربي على الرغم من انتظار أسرتها لها ولكن سرعان ما أعلن زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله أن الشهداء الذين تم استعادة رفاتهم لم تكن بينهم دلال المغربي وكل ذلك قدمه الفيلم بعرض سريع بعض الشيء، وهذا يُبرر لأن محور القصة هو العملية الاستشهادية التي لم تحقق هدف أبو جهاد وهو الوصول إلى تل أبيب إلا أنها قدمت رموزاً من الصمود وأسطورة من التحدي اسمها دلال المغربي.
ويسجل لمخرج الفيلم أنه عرض ما حصل مع فياض وأبو صلاح بعد العملية، وكيف حصلا على الحرية من الأسر، وماذا حل بهما بعدها، وأين يقيمان وماذا يعملان حالياً.  


إعلان