AVATAR صراع البقاء بلغة بصرية مبهرة

عاصم الجرادات

بعد 15 عاماً من العمل بصحبة 800 شخص استطاع جيمس كاميرون أن يضع “AVATAR” في صالات السينما العالمية بميزانية وصلت إلى 300 مليون دولار.
أخذ المخرج كاميرون الجمهور في رحلة خيالية خلال ساعتين ونصف إلى كوكب باندورا الذي تشابه صفاته خصائص كوكب الأرض، حيث يوجد فيه كائنات مشابهه للبشر يسمون “نافي”  يتميزون بطول القامة ولون بشرة أزرق.
ويحكي فيلم “أفاتار” قصة فريق فضائي يحاول عام 2154 استكشاف ذلك الكوكب في مهمة صعبة لاكتشاف أسرار سكان هذا الكوكب وخصائصه البيولوجية والكيمائية للاستفادة منها على الأرض وتوفير مصدر لا ينضب من الطاقة.
ويتبع الفريق عملية نقل عقول بعض البشر إلى أجسام سكان باندورا للتجسس عليهم، وهنا يظهر جاك” (سام ورثتنقتون) وهو جندي أمريكي سابق مُقعد، يرحل مع “نورم” (جويل مور) و”جرايس” (سيقونري ويفر) إلى  الكوكب متقمصين شخصيات مشابهة لسكانه، لينقلون الصورة هناك إلى قادتهم في الفريق، ولكنه سرعان ما يشعرون وبالأخص “جاك” أنهم يعيشون حياة متناقضة الانتماء، فهو أمام صورتين الأولى هي  كوكب باندورا الذي يملك الثقافة  والتاريخ والمثيلوجيا لا تقل عن التاريخ البشري، والصورة الثانية هي اكتشافه لنية وهدف قادته من أبناء البشر بتهديم الشجرة العملاقة، وكل من يقطنها لكي يتم السيطرة عليها، فهو هنا يقع في حب أحد فتيات الكوكب ليبدأ بالدفاع عن الكوكب كأنه أحد أفراده لينتهي به الأمر لمواجهة مباشرة مع قائده ليهزمه بمساعدة عشيقته، وينتهي الفيلم بنصر كاسح لأبناء باندورا.

من الفيلم

ولم يخل الفيلم من الإسقاطات الكثيرة فمنهم من أسقط بعض أفكار الفيلم إلى أن الإنسان يسعى إلى تدمير البيئة من أجل جمع الثروة المادية، في حين ذهب فريق آخر أن بعض المجموعات العسكرية والقوى العظمى تسعى لاحتلال أراضي الضعفاء، والسيطرة على ثرواتها الطبيعية، وهناك فريق ثالث قارن بين كوكب باندورا وقارة أمريكا عندما قضوا القوات العسكرية القادمة من أوروبا على الهنود الحمر، لكن المخرج أنهى الفيلم بطريقة كلاسيكية وهي انتصار الخير على الشر وفوز الضعيف صاحب الحق والأرض على الغزو القادم.
عج الفيلم بسلسلة كبيرة من الثروة البصرية التي أبهرت الجميع، فاستطاع المخرج تقديم كوكب كامل بجميع مخلوقاته وطبيعته من خلال صور ثلاثية الأبعاد متقنة ومعدة بدقة بالغة فشاهدنا الذئاب والكلاب والفيلة والطيور والأدغال وكذلك السكان في تصور خاص وفريد للمخرج كاميرون.
ونستطيع القول أن الفيلم تكاملت فيه الصورة المبهرة مع النص المتقن ليظهر عمل سينمائي إبداعي يستحق النجاح وإيرادات عالية في شباك التذاكر.
ونختم بعبارة استعرناها من رأي النقاد حول الفيلم عندما قالوا عنه ” “إنه نقل السينما للمستقبل”.
  


إعلان