لقاء مع كلوني حول “الرجال الذين يحدقون بالماعز”
الممثل المعروف جورج كلوني يتحدّث لمحمد رُضا عن أحد فيلميه الجديدين: “الرجال الذين يحدّقون بالماعز”
****
هل توافق على أن موضوع الحرب العراقية وموضوع العلاقات العربية- الأميركية متوفّر في ثلاثة من أفلامك إلى اليوم بدءاً من “ثلاثة ملوك” ولاحقاً “سيريانا” والآن “الرجال الذين يحدقون بالماعز”؟
نعم ولا أعتقد أن هذا أمر سلبي والشيء الطريف فيه هو أنك لو قرأت كتاب جون رونسن [مؤلف “الرجال الذين يحدّقون بالماعز”] ستجد أنه مبني على قصّة حقيقية. الأطرف من ذلك هو أن ما قد يبدو غريباً للمشاهد أكثر من سواه في هذا الفيلم هو الجزء الحقيقي من الأحداث أي ما حدث بالفعل. أليس هذا شيء مجنون؟ الأكثر غرابة هو ما حدث بالفعل والأحداث التي قد تبدو معقولة هي تلك التي تم تأليفها
تقصد أنه كانت هناك وِحدة خاصّة مهمّتها استخدام الظواهر غير الطبيعية لإنجاز انتصارات عسكرية؟
صحيح. هذا جزء من التاريخ العسكري الأميركي وكانت الغاية هي الاستعداد لاستخدام هذه الظواهر ضد وحدات مماثلة في جيوش الأعداء. … أمر كاف لأن تضحك طويلاً لكن هذا ما حدث.
البعض قد يتساءل ما علاقة ذلك بالحرب العراقية هل هو موضوع مهم مثلاً؟
بوضوح وبجدّية، يمكن اعتبار الماعز رمزاً لما فعلناه بالبشر في غوانتانامو. هناك ناحية مهمّة وهي أن بعض أغراض اللجوء إلى الظواهر غير الطبيعية كانت البحث عن كيفية تجنّب خوض المعارك بالأسلحة التقليدية والاستعاضة عنها باعتماد تلك الظواهر وبالتالي الاستغناء عن الحرب بأسرها. للأسف السعي إلى السلام قاد إلى تعذيب الناس في غوانتانامو.
![]() |
الرجال الذين يحدقون بالمعاز
لقد قمت بتمثيل أنواع مختلفة من الكوميديات. هذا الفيلم يختلف مثلا عن فيلمك السابق Leatherheads كما يختلف عن Up in the Air
صحيح . إنه يختلف فعلاً عن Up in the Air لأنه ليس فيلماً كوميدياً في الحقيقة. إنه دراما مؤلّفة من أشياء طريفة عديدة تحدث فيه، لكنه ليس كوميديا. “الرجال الذين يحدّقون بالماعز” صُمّم ليكون كوميديا منذ البداية على نسق فيلم “كاتش 22” [كوميديا عسكرية ساخرة أخرجها سنة 1970 مايك نيكولز- المحرر]. ساخر بالتأكيد لكن في صلب الموضوع هو قضيّة جادّة جداً.
هل يسرّك تمثيل أفلام كوميدية؟
نعم. أستمتع بها وبالتأكيد نجحت في عدد كبير منها وفشلت في عدد آخر. لا أعتقد أن هذا له علاقة بنوعية الكوميديات التي مثّلتها … أو ربما له علاقة لا أعرف. لكني أريد أيضا الرجوع إلى شيء آخر ذكرته حول أفلام العراق. هذا الفيلم ليس واحداً منها. بعض أحداثه تدور في الطريق إلى العراق كما لابد تعرف، لكنه ليس عن الحرب العراقية وليس عن العراق مطلقاً. إنه عن سخافة الحرب وسخافة بعض ما قمنا به من أعمال أو تصرّفات.
بدأ كل شيء في عهد الرئيس ريغَن. أليس كذلك؟
أعتقد أنه بدأ قبل ذلك العهد. كنت شاباً صغيراً حين عانى الجيش الأميركي من جرّاء الحرب في فييتنام. عانى من نظرة المدنيين إليه ومن عدم قدرته على إنجاز انتصار ومن السمعة التي علقت به جرّاء القوّة العسكرية التي سقط مدنيون بسببها…. كل شيء.
كان البعض يحاول أن يُعيد تأسيس وجهة نظره في أميركا. البعض شعر أنه علينا أن نقيّم ما حدث ونستفيد منه. أن نتجنّب تكراره … لكن هذا لم يحدث. أو على الأقل ليس بالصورة الكاملة.
أنا معك بالطبع. ليس “الرجال الذين يحدّقون في الماعز” عن الحرب العراقية بل عن مفهوم الحرب في كل مكان، لكني حاولت أن أعرف رأيك في الأفلام التي تناولت الحرب العراقية ولم تحقق أي نجاح..
ما أعتقده. أنني جاهرت بموقفي طوال سنوات وأنجزت أفلاماً مثل “Good Night, Good Luck” و “Syriana” فإنني لا أجد الحديث في هذا الموضوع، مرّة أخرى، أمرا جديداً: أعتقد أن الفشل جاء نتيجة عاملين. مشكلة تكمن عند كل طرف من المسألة. ذلك الطرف الذي مع الحرب وذلك الطرف المعادي للحرب. هذه المشكلة هي أنا على حق وأنت غبي إذا لم تكن تؤمن بما أؤمن به. هذا المبدأ يتولاّه كل طرف ويواجه به الآخر، لذلك لم نصل إلى نتيجة. لذلك بقيت الحرب العراقية سجالاً من دون نتيجة حاسمة عند الرأي العام الأميركي. حين تم تحقيق أفلام عن الحرب الفيتنامية حدث ذلك بعد سنوات من نهاية تلك الحرب. لكن من الصعب أن تحقق أفلاماً عن حرب لا زالت دائرة. لذلك كان قرارنا فيما يخص هذا الفيلم هو أنه إذا ما تحدّثنا عنها، فسنتحدّث عنها جزئياً