اختتام قرطاج :فوز “ميكرفون” من مصر بالتانيت الذهبي
والسينما التونسية تفوز بصابون نظيف
كمال الرياحي – تونس
اختتمت أيام قرطاج السينمائية فعالياتها مساء الأحد بالمسرح البلدي بالعاصمة حيث توج الفائزون في مسابقات المهرجان والمقتصرة على البلدان العربية والأفريقية وتنافس في إطارها 13 فيلما طويلا و11 فيلما قصيرا كما تم تنظيم ولأول مرة مسابقة وطنية للأفلام القصيرة وأخرى للأفلام الوثائقية.
وأشرف على هذا الاختتام السيد عبدالرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث بحضور عدد كبير من الضيوف وعشاق الفن السابع.
أحمد عبد الله يستلم التانيت الذهبي عن فيلمه “ميكروفون”
وقد فاز فيلم ” ميكروفون” سيناريو وإخراج أحمد عبدالله من مصر إنتاج 2010 بجائزة التانيت الذهبي للأفلام الطويلة “الجائزة الكبرى” في الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية الملتئمة بتونس من 23 إلى 31 أكتوبر الجاري.
ويروى هذا الفيلم قصة خالد الذي يعود إلى الإسكندرية بعد سنوات من الغياب فيلتقي صدفة بمطربي هيب هوب على الرصيف لتبدأ رحلة عبر موسيقى الروك فوق أسطح البنايات القديمة ورفقة شباب يرسمون في العتمة لوحات صادمة على الجدران.
و تحصل على جائزة التانيت الفضي للأفلام الطويلة فيلم“رحلة إلى الجزائر” سيناريو وإخراج عبدالكريم بهلول من الجزائر إنتاج 2010.
التانيت الفضي للمخرج فيلم “رحلة إلى الجزائر” عبد الكريم البهلول
أما جائزة التانيت البرنزي للأفلام الطويلة فقد كانت من نصيب فيلم” الجامع” سيناريو وإخراج داود أولاد السيد من المغرب إنتاج 2010.
وأسندت جائزة أحسن ممثل لآسر ياسين عن دوره في فيلم “رسائل البحر” من مصر ونالت جائزة أحسن ممثلة دونيز نومان عن دورها في فيلم “شيرلي أدامس” من جنوب أفريقيا.
ومنحت جائزة لجنة تحكيم الأطفال إلى فيلم “سامة النخيل الجريح” لعبد اللطيف بن عمار من تونس.وفاز بجائزة الجمهور فيلم “رحلة إلى الجزائر” للمخرج عبد الكريم بهلول من الجزائر.
وصدر “تنويه خاص” بفيلم “كل يوم هو عيد” اخراج ديما الحر من لبنان انتاج 2009.
وبخصوص نتائج المسابقة الدولية الرسمية للأفلام القصيرة نال شريط “صابون نظيف” من إخراج مليك عمارة من تونس جائزة التانيت الذهبي لهذا الصنف وأسند التانيت الفضي إلى شريط “بومزى” للمخرج وانورى كاهيو من كينيا وتحصل شريط ” ليزار” إخراج زلالم ولد ماريام من اثيوبيا على جائزة التانيت البرنزى.
من جهة أخرى أسندت جائزة رئاسة منظمة المرأة العربية وهي جائزة أحدثت لأول مرة في هذه التظاهرة إلى الشريط القصير ” أحمر باهت ” من مصر إخراج محمد حامد.
وفيما يتعلق بالمسابقة الوطنية للأفلام القصيرة تحصل على الجائزة الأولى شريط ” العيشة” إخراج وليد الطايع من تونس في حين نال الجائزة الثانية شريط “الأنشودة الأخيرة” من إخراج حميدة الباهي من تونس.
وفي مجال الأفلام الوثائقية تحصل على التانيت الذهبي فيلم “فيكس مي” من إخراج رائد أنظوني من فلسطين.
“صداع” .. الفيلم الوثائقي الفائز بالتانيت الذهبي
أما جائزة اتصالات تونس فقد منحت لفيلم ” السراب الأخير” من إنتاج سي تي في وإخراج نضال شطا من تونس وهو فيلم بصدد الإنجاز.
وفي إطار المساعدة على انجاز الأفلام أسندت منحة من طرف القناة الفرنسية الخامسة إلى مخرج مغربي في حين أسند المركز السينمائي الفرنسي منحة لمخرج مصري لإنجاز عمله السينمائي.
وقد جاءت الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية في سياق الاحتفال بالسنة الدولية للشباب والسنة الوطنية للسينما فضلا عن احتضان تونس للدورة الأولى للأيام السمعية البصرية بالتعاون مع فرنسا لذلك كانت التظاهرة محملة بعناقيد الفرح والتلاقي والتبادل المثمر سواء على صعيد الأفلام التي جاءت من كل حدب وصوب من أوروبا وأمريكا وآسيا وفاق عددها المائتين جرى عرضها ضمن أقسام وتكريمات متنوعة خارج المسابقة الرسمية أو على صعيد التفكير في مستقبل السينما ضمن ورشات وندوات مختصة جمعت المهنيين والنقاد واهل الذكر في مجال السينما تعزيزا لفلسفة المهرجان الرامية إلى دعم التعاون جنوب ” جنوب وتشجيع ” سينما المؤلف ” في مواجهة طغيان الأفلام التجارية.
اختتمت الدورة وسط تذمر واستياء التونسيين ومحبي السينما من الإخفاق المتوقّع للأفلام التونسية المشاركة والتي بدت ضعيفة وغير قادرة على المنافسة.
وقد تواصل الارتباك في التنظيم حتى حفل الاختتام حيث وقع إبعاد الصحفيين إلى الطابق الثالث لمن تحصل على التأشيرة طبعا. وقدّمت الجوائز لفائزين دون أن تعرض حتى لقطات من الأفلام الفائزة مما جعل الاختتام يخيّم عليه سوادا مضاعفا بفعل الإنارة السيئة.
والأكيد أن هذه الدورة ستطرح أسئلة كبرى حول مستقبل المهرجان الذي بدا متخبطا بين جمهوريتين فرنسا وإيران والتي بدا حضورها غريبا بخلقها لجوائز موازية ترفع شعارات غريبة من نحو الفيلم الإسلامي كما ستكون مراجعة إخفاقات هذه الدورة ضرورية للبحث في مستقبل السينما التونسية. وسنعود لإخفاقات هذه الأيام قريبا.