الدورة الثالثة و العشرون لجائزة غويا..العرب غائبون
في الأول من فبراير من كل عام تمنح أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في إسبانيا جوائز غويا، وذلك بهدف مكافأة أفضل المهنيين والفنانين في كل تخصصات القطاع السينمائي، وتستمد هذه الجائزة اسمها من الرسام الشهير الإسباني فرنسيسكو غويا الذي عاش في القرن18، وكان أول حفل لتسليم جوائز غويا قد نظم سنة 1987 بمسرح لوب دي فج بالعاصمة مدريد.
في حفل ضخم لم تغب عنه أجواء تشويق وترقب، أعلن عن أسماء الفائزين بجائزة غويا في نسختها 23 التي تمنحها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية بإسبانيا. عكس كل الأعوام الماضية حظي حفل توزيع جوائز غويا لهذه السنة بتتبع ضعيف من قبل الأسبان بسبب انشغالهم بالأزمة الاقتصادية لكن محبي الفن السابع لم يفوتوا فرصة حضور المهرجان لمعرفة المتوجين، لقد كانت المنافسة قوية بين فلمين هما ” آغور” و”الزنزنة211″ بسبب تقارب المستوى الفني لهذه الأعمال، وقد حققت الأفلام المرشحة أعلى الإيرادات في اسبانيا.
![]() |
فيلم “الزنزانة 211” الذي حصد جل الجوائز |
كانت مفاجأة المهرجان حصول الفيلم الإسباني ” الزنزانة 211″ للمخرج دانيل مونسون على 8 جوائز من أصل 27 جائزة، أفضل فيلم، أفضل إخراج، أفضل سيناريو، أفضل دور رجالي، أفضل مونتاج و أفضل موسيقى تصويرية .
وقد قدم دانيل مونسون فيلمه في قالب درامي اجتماعي، يتطرق لدورة العنف داخل السجون، و يحكي قصة أحد حراس السجن الذي يتم اختطافه من قبل نزلاء. الفيلم يقدم نقداً للمجتمع الإسباني وصوره النمطية والسلبية حول المساجين والتهميش الاجتماعي الذي يتعرض له السجناء داخل السجون.
وقد سجل هذا العام مشاركة قوية للسينما الأوروبية وأمريكا اللاتينية، فيما يلاحظ الغياب الدائم للسينما العربية عن الترشح لهذه الجائزة .أما جائزة أفضل فيلم أوروبي فكانت من نصيب ” متشرد مليونير” لمخرجه البريطاني : داني بويل، الفيلم يعالج قصة جمال مالك، الشاب الفقير الغير متعلم الذي نشأ في الأحياء العشوائية (الأحياء المشاع) في الهند، وتحديدا في بومباي، حيث يشارك جمال في النسخة الهندية من برنامج من سيربح المليون ليدهش الجميع بإجابته على الأسئلة سؤالا بعد سؤال. وليثير أيضًا شك مقدم البرنامج الذي لا يقف صامتًا أمام الفوز المتكرر لجمال.
فيلم “متشرد مليونير”
وكان حضور الفيلم الوثائقي قويا في هذه الدورة نظراً للعدد الكبير من الأعمال المرشحة من طرف النقاد للحصول على جائزة أفضل فيلم وثائقي والتي عادت لـ” غرابو، الرجل الذي أنقذ العالم ” للمخرج إدمون روش . وتعود أطوار الفيلم إلى سنوات الحرب العالمية الثانية، ويسرد حكاية عميل إسباني الملقب بـ غرابو، كان عميلا مزدوجا (نازي ـ برطاني)، و كيف أنقذ العالم من خلال تسريبه لمعلومات خاطئة للطرف النازي عن المكان والتوقيت المتوقعين للإنزال الذي كان يعده الحلفاء في الحرب العالمية الثانية والذي عرف لاحقا بإنزال نورماندي .
![]() |
الفيلم الوثائقي الفائز “غرابو”
المواضيع العامة التي حاولت الأفلام المتوجة معالجتها تتراوح بين موضوعي العنف و الصراع الاجتماعي و إنعكاسته على الفرد و سلوكه وطريقة تفكيره، وكان الأسلوب الواقعي في تناول هذه المواضيع جلياً في التقنيات الفنية الموظفة في الأفلام المشاركة و البنية السردية للفيلم .
ويسعى القائمون على هذه الجائزة النهوض بالأعمال السينمائية الإسبانية والناطقة باللغة الإسبانية و الأوروبية والرقي بها، لكي تترقي إلى المستوى المنافسة العالمية.