غزة في ” كاميرات ” أطفالها ..
غزة _ أسماء شاكر
لم تعد غزة جغرافيا من وجع و حكايات مرعبة ، عن ذلك الموت الآني الذي يغتال فرح أطفالها ، بعد أن أعادت العيون الصغيرة صياغة الحياة بتفاصيلها النابضة ، بعيدا ً عن ذاكرة الحرب و الفقد و استعراض الطائرات الحربية الاسرائيلية في سماءِ أحلامهم ، و سقوف اكتشافاتهم الطفولية . محاولين تجاوز الواقع الرمادي الي عوالم ملونة، تسكن يومياتهم العادية، بكاميراتهم و زوايا رؤيتهم الخاصة !
” غزة في عيون أطفالها ” معرض للصور الفوتوغرافية و عروض لأفلام الفيديو آرت ، انُتجت بأيدي صغيرة لعشرين طفل تتراوح أعمارهم ما بين التسعة أعوام ، حتي السابعة عشر ، بعد عدة ورشات فنية تلقاها الأطفال في ” محترف شبابيك للمعاصر ” علي مدارشهرين متتاليين .
المعرض الذي افتتح بتمويل من مؤسسة أطفال الحرب-هولندا ، ضم ما يقارب 50 صورة فوتوغرافية ، و 8 أفلام فيديو آرت، سجل من خلالها الأطفال الحياة اليومية الاعتيادية لهم، باحثين عن نظريات التصوير و الظل و الضوء ، في كل ما يحيط بهم من ألوان في الشوارع و الأسواق ، وحيوية اللعب و المراجيح و ألعاب الكبار التي تستهويهم أحيانا ً، كذلك الطبيعة الملهمة في البحر بصياديه و أسماكه و مراكبه، دون أن ينسوا تدوين دراستهم أيضا و أعمارهم المدرسية في الصور، ورصد وجوه أطفال تشبه وجوههم .
التجربة الجديدة التي خاضها كلا من الفنانيين : باسل المقوسي ، شريف سرحان و ماجد شلا ، في تدريب الأطفال كانت غنية بالحياة كما بصفونها، حيث تعمدوا انتشال الأطفال من وسط الراكامات التي خلفتها الحرب ، للانطلاق بعيدا عن ذكرياتها و خرائبها ، و مساعدتهم بمهارات الكاميرا و المونتاج علي نقل واقع معيشتهم للعالم الدولي بشكل انساني و مجتمعي .. غير مسيس .
مؤكدين علي أن المعرض يعكس وجه البحث عن نوافذ للحياة ، بعيون الأطفال ، و اصرارهم للحصول علي أبسط حقوقهم في المواثيق الدولية و الانسانية … حقهم في الطفولة و الهوية .
![]() |
من المشاركات |