“المحيطات” جمال الاعماق على شاشتك

 فيلم يسرد قصة جمال المحيطات و يسبر أغوارها عارضا علينا ما لم نشهده من قبل

عزالدين الهيشو

في شهر أبريل/ نيسان كان لمحبي الحياة البحرية و عشق الفيلم الوثائيقي  موعد مع الفيلم الوثائيقي الطويل “المحيطات”، و هو فيلم من إخراج الفرنسيين جاك بيرين وجاك كلوزد ( رشح لنيل جائزة الاوسكار عام 2003   عن فيلم   “الرياح الرحالة” ). “المحيطات” هو فيلم يظهر قوة الحياة التي تذب في الكثير من أبحر العالم، حياة مهددة من طرف الإنسان، كما يكشف عن الحياة النباتية و السمكية في بحار كوكبنا، و يسبر أغوار الأعماق في محاولة لإكتشاف كيف تعيش الأسمك و الأخطار التي تهدد الكثير من الأنواع مثل: الحيتان الحدباء ، تنين البحر ، وقناديل البحر والدببة القطبية ، وأسماك القرش الأبيض ، و طيور البطريق و شعاب المرجانية.
ثماني سنوات  هي المدة التي إستغرقها العمل لكي يخرج إلى الوجود، أربع سنوات هي مدة التصوير جاب خلالها جاك بيرين وجاك كلوزد كل أبحر و محيطات العالم، بدء من جزر البهاما مرورا البحيرات الاستوائية و فنزويلا وجزر غالاباغوس ، والمكسيك ، وكندا ، واستراليا ، وجزر الأزور واليابان وإيطاليا و اليونان و الجبال الجليدية القطبية إنتهاء بالقارة القطبية الجنوبية.
جاك كوستو كان الرائد بلا منزع في تصوير الأفلام عن الحياة البحرية  تحت الماء. الذي كان يؤكد ” يجب علينا القطع مع الخطابات الكارثية ، وإقناع الناس بأهمية حماية كوكبنا”. ومع تعميم فكرة التصوير تحت الماء و إتقان تقنيات الضرورية في إستخدام الكميرة في تصوير و إلتقاط اللقطات المناسبة في أعماق المحيطات، إنتشر هذا الصنف من الأفلام الوثائيقية. و قد أستخدمت آلات تصوير خاصة في تصوير هذا الفيلم، تمتاز بسرعة إلتقاط الحركات السريعة، كما تم توظيف وسائل هيدرودينميكية تسمح بتتبع الأسماك السريعة أثناء سباحتها مثل: سمكة التونة والدلافين، وهذا ممكن جاك بيرين وجاك كلوزد من تصوير مشاهد جميلة وخلابة.

جاك بيرك وجاك كلوزد

الكاميرا تسعى في رحلتها لتصوير مشاهد قل مثيلها عن هذا العالم المجهول، متجولة بين كل قاطني هذا الجزء من العالم كبيرها و صغيرها، فالفيلم لم يركز على نوع معين من الأسماك بل تناول المحيطات وسكنها بمعناها العام و الواسع :أسماك القرش ، سمك أبو سيف ، وشعاب المرجانية ، فقمة الفراء ، ونجوم البحر ، سرطان البحر والسردين والتونة ، والحيتان وأسماك الانقليس والأخطبوط والحبار العملاق و حيوانات الفظ ، والسلاحف الخضراء ، والحبار والنسور البحر ، وقنافذ البحر وطائر الغاق ، والأسماك الضفدع ، أبقار البحر ، البحر الأسود الفراء غالاباغوس، لكنهم جميعا يعيشون تحت التهديد بالإنقراض ، ليس فقط من قبل الحيوانات المفترسة، ولكن أيضا من خلال العامل الإنساني، ، وثائيقي يبين كيف يلويث البشر قاع البحر، وإلحاق الأضرار بحياة الكثير من الأنواع ، مثل سمك القرش ، والتي تجرد من زعانفها بعد وقوعها في شبك صيادين، لكي يلقى بها لاحقا في البحر كي تموت.

ملصق الفيلم

وقد صرح جاك بيرين أثناء تقديم الفيلم: “لكي نحكي قصة المحيطات لم نلجأ إلى الإحصائيات، بل أردنا فتح الباب امام قصة سحرية خيالية. جمال من عجائب الطبيعة، الشعاب المرجانية، وشجاعة الدلافين في دفاع عن نفسها و ورقصة رشيقة للحيتان الحدباء، و مشهد البحر الهائج خلال العاصفة و صمت متحف الأنواع المنقرضة”  كل هذا في محاولة لإثارة مشاعر الجمهور.
 الفيلم يزخر بعلومات مهمة ومفيدة حول الحياة البحرية، وثائيقي يبين ما لايشاهد دائما. كما أن تنوع الذي إمتاز به العمل على مستوى المشاهد المصورة أظف بعدا جماليا على لقطات الفيلم من حيث تعدد الألوان وشكل اللقطات. لقد حقق الفيلم رقمه القيس الأول كأغلى فيلم وثائيقي، حيث كلف إنتاجه خمسون مليون أورو، فهل يحقق يترى رقم آخر ؟


إعلان