الفيلم الوثائقي يتفوق على الروائي في تطوان

تطوان (المغرب): أحمد بوغابة

أجمع الحضور بمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته 16، التي انتهت فعاليته يوم السبت 3 أبريل 2010، على تميُز الفيلم الوثائقي حيث كانت الأفلام المُدرجة ضمن المسابقة الرسمية في مستوى عال من الاحترافية دون تحيز إلى هذا الجنس السينمائي. كما نجحت هذه الأفلام الوثائقية في إثارة النقاش بين متتبعيها خاصة وأن إدارة المهرجان فسحت لها المجال بعرضها في القاعة الرسمية “سينما أبينيدا” إلى جانب الأفلام الروائية بعد أن كانت من قبل، في الدورات السابقة، مُهمشة وفي ظروف غير سليمة من الناحية التقنية. وبذلك أصبحت لفقرة الفيلم الوثائقي في الدورة 16 المكانة التي يستحقها كمنتوج فني أيضا في هذه التظاهرة المتوسطية التي احتفلت بذكراها الفضية، ربع قرن من الوجود في الساحة السينمائية المغربية.
وتميُز الأفلام الوثائقية قد صاحبه أيضا تميُزا في اختيار أعضاء لجنة التحكيم في نظر مجموعة كبيرة من متتبعي المهرجان، أكدته النتائج التي أسفرت عنها والتي استحسنها الجمهور والمتخصصين على حد سواء (أُنظر النصوص السابقة التي تتضمن لائحة الأفلام وكذا أسماء لجنة التحكيم المنشورة بموقع الجزيرة الوثائقية).

الأفلام الوثائقية الفائزة في هذه الدورة هي كالتالي:
• الجائزة الكبرى لمدينة تطوان ذهبت إلى الفيلم التونسي “العيش هنا” للمخرج محمد زران
• الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم وهي جائزة قناة الجزيرة الوثائقية حصل عليها الفيلم الفرنسي “عايدة” للمخرج تيل رويسكين
• جائزة قناة تي في 5 الفرنكوفونية كانت من نصيب الفيلم المصري “جيران” للمخرجة تهاني راشد
• ونوهت لجنة التحكيم بالفيلم الإيطالي “الطريق الخطأ” للمخرج سالفو كوصيا الذي منحته ميزة خاصة.

مدير الوثائقية المخرج احمد محفوظ يسلم جائزة الوثائقية لفيلم عايدة

هذه الطفرة في تطور موقع الفيلم الوثائقي بمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، واكبته قناة الجزيرة الوثائقية بدعمها للمهرجان مجسدا في عدد من النقط المادية والمعنوية والإعلامية منها على سبيل المثال لا الحصر الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم التي مولتها القناة وحضور مديرها العام شخصيا، السيد أحمد محفوظ، في لجنتها ومتابعته للمهرجان عن كثب لإحالة بعض الأفلام على قسم المشتريات بعد أن كانت الأفلام المعروضة في المهرجان ينتهي مشوارها بعد عرضها، وبذلك سيمنحها حياة جديدة للعرض على جمهور أوسع.
وكرمت القناة أيضا رئيس مؤسسة مهرجان تطوان السيد نبيل بنعبد الله ومدير المهرجان السيد أحمد الحسني بتسليمهما درع قناة الجزيرة الوثائقية من يد مديرها شخصيا السيد أحمد محفوظ، وهذه سابقة في المهرجان وتأكيد من لدن القناة على دعم كل من يدعم الفيلم الوثائقي في الأقطار العربية.
كما كانت الجلسة التقييمية التي جمعته بمدير المهرجان السيد أحمد الحسني خير دليل على هذا التعاون الإيجابي لصالح السينما بحيث تم تسطير بينهما آفاق العمل لمستقبل أفضل مادامت القناة وجدت مكانتها في هذه التظاهرة المغربية الكبيرة. وفي هذا اللقاء الخاص بين مديريْ القناة والمهرجان تم الاتفاق أيضا على التفكير في إعلان على تشكيل لجنة مشتركة في منتصف الصيف المقبل لدراسة مشاريع أفلام وثائقية عربية التي سترد على اللجنة لاختيار ثلاثة منها سيُعلن عنها في الدورة المقبلة للمهرجان والتي ستلتزم قناة الجزيرة الوثائقية بإنتاجها.

    

 رئيس مؤسسة المهرجان نبيل بنعبدالله                        رئيس المهرجان احمد الحسني

واستغلت قناة الجزيرة الوثائقية أيضا وجودها الإيجابي بتطوان لعقد لقاء على هامش المهرجان مع الأستاذ حميد العيدوني كرئيس لشعبة البحث السينمائي والسمعي البصري بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان  لتفعيل إتفاق سابق بينهما يهدف لتخصيص دراسات الأفلام الوثائقية من خلال مجموعة من الأفلام المُنتجة من لدن القناة وعقد ندوات ولقاءات مباشرة مع بعض المخرجين والمنتجين المغاربة والعرب تكب كلها في تبسيط الفعل الوثائقي وذلك في إطار انفتاح قناة الجزيرة الوثائقية على المحيط الجامعي الذي يتضمن أقسام السينما.
مشاريع أخرى في طور التفكير والإعداد بالنسبة للسنة المقبلة كمشروع تنظيم لقاءات مهنية طيلة أيام تهم الفيلم الوثائقي بالخزانة السينمائية بطنجة.

كما أتاح الحضور الشخصي للسيد أحمد محفوظ في فعاليات المهرجان فرصة لعدد كبير من السينمائيين ومدراء المهرجانات، سواء في المغرب أو في أقطار المحيطة بحوض المتوسط، لمناقشته في مشاريعهم مما يؤكد الحضور الفعلي للقناة الوثائقية في المشهد المرئي العربي ومدى اهتمامهم بها. ونفس الاهتمام خصته به وسائل الإعلام بمختلف تجلياتها من خلال لقاءات صحفية لتقريب القارئ والمستمع والمشاهد أكثر إلى شاشة قناة الجزيرة الوثائقية التي نوه بها الكثيرون بصوت مرتفع.

لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي صحبة رئيس المهرجان احمد الحسني

أما نتائج مسابقة الأفلام الروائية، الطويلة والقصيرة، التي ترأس لجنتها “بيير هنري دولو” فلم يكن الإجماع حولها إذ تعددت الآراء في ما يخصها ومرت بعضها في صمت لكون هناك من اعتبر الفيلم الإيطالي الفائز بالجائزة الكبرى فيلما تلفزيونيا عُرض على الشاشة الكبيرة باعتباره ميلودراما تقليدية ينقصها الوعي الفني. وفي ما يلي نتائجها:

الأفلام الروائية الطويلة
• الجائزة الكبرى لمدينة تطوان للفيلم الإيطالي “إرفع راسك” للمخرج أليساندرو إنجيليني
• جائزة محمد الركاب الخاصة بلجنة التحكيم للفيلم التركي “10 إلى 11” للمخرجة بلين إيسمير
• جائزة عز الدين المدور للعمل الأول كانت من نصيب الفيلم الإسباني “أوري” للمخرج ميغيل أنخيل خمينيس كولمنار
• جائزة أحسن دور رجالي للممثل الإيطالي سيرجيو كستيلو عن دوره في فيلم “إرفع رأسك”
• جائزة أحسن دور نسائي للممثلة الإيطالية مارغاريتا باي عن دورها في فيلم “الفضاء الأبيض”
الأفلام القصيرة
• الجائزة الكبرى لمدينة تطوان للفيلم التونسي “أن تحيى” للمخرج وليد الطايع
• جائزة الابتكار للفيلم اليوناني “الكلب” للمخرج نيكوس هارالمبابولوس
• جائزة لجنة التحكيم الخاصة كانت من نصيب الفيلم الإسباني “ميتروبوليس فيري” للمخرج خوان غوتي

أما جائزة الجمهور الخاصة بالفيلم الطويل فقد ذهبت إلى الفيلم المغربي “المنسيون” للمخرج حسن بنجلون.

أفلام الأطفال
لا يتضمن المهرجان مسابقة خاصة بأفلام الأطفال لكن تُخصص هذه التظاهرة ورشات سينمائية خاصة بالأطفال في مستويين لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 8 و15 سنوات بنسبة للفئة الأولى و15 إلى 18 بالنسبة للفئة الثانية. تحتوي هذه الورشات على التلقين النظري في الأيام الأولى من المهرجان ثم العمل على ترجمتها على الشاشة في المرحلة الثانية من خلال إنتاج أفلام يؤطرها متخصصون في السينما والتربية. وقد تم عرضها في حفل الاختتام قبل إعلان الجوائز استحسنها الحضور لعفويتها وصدقها وبساطتها وهي خطوة لترجمة الهواية إلى فعل سينمائي هاوي قد تمكن بعضهم من شق طريقه في فنون السينما.   


إعلان