مهرجان سينمائي تضامني مع الشعب الفلسطيني

شادي ايوبي – اثينا

اختتم مهرجان التضامن مع الشعب الفلسطيني فعالياته بنجاح ملحوظ بعدما عرض عدة أفلام تتعلق بالقضية الفلسطينية واللاجئين وحق المقاومة.
ورغم تزامن المهرجان مع التظاهرات وأحداث الشغب الأخيرة التي جاءت على خلفية إجراءات التقشف الحكومية الجديدة، فقد كان عدد الحضور جيدا خاصة من فئتي الشباب والنساء.
وعرض المهرجان خلال خمسة أيام متتالية 23 فيلما من إنتاج فلسطيني أو لمخرجين ومنتجين أجانب أهدوها لفلسطين، وذلك بهدف توعية الجمهور اليوناني بتطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة وظروف العيش الصعبة التي يعيشها المواطنون الفلسطينيون تحت الاحتلال.
المهرجان استضاف كلا من المنتج يورغوس أفييروبولوس والمخرج يانيس كاريبيذيس اللذان تحدثا عن وثائقيهما “قادمون يا غزة” وحييا الجمهور المتضامن مع القطاع المحاصر وأهله، وقام يونانيون وعرب بقراءة أشعار وكلمات بالعربية واليونانية، لكن القدرات المادية المتواضعة للمهرجان منعته من استضافة مخرجين ومنتجين أجانب كما أوضح المنظمون.
ومن الأفلام التي تم عرضها وثائقي ” قادمون يا غزة” ليورغوس أفيروبولس الذي أنتجته الجزيرة، وتم افتتاح المهرجان به، و”كفر قاسم” لبرهان علوي، و”الجدار الحديدي” لمحمد العطار، و”كهف ماريا” لبثينة خوري، و”نقطة صدام” لجوليا باشا ورونيت أفني، و”الوقت المتبقي” لإيليا سليمان.
وعرض كذلك فيلم “لبنان” لصاموئيل ماوز، و “في البيت” لسافيريو كوستانزو، و”أساطير منطقة حرب” و”عرس في الجليل” لميشال خليفي، و”تحت القنابل” لفيليب آراستينغي، و “باليستاين بلوز”  لندا سينوكروت، و”الجنة الآن” لهاني أبو أسعد.
فيليساريوس كوسيفاكيس منظم المؤتمر أوضح للجزيرة الوثائقية أن المهرجان يأتي متابعة لمسيرة بدأت منذ العام الماضي، وتهدف بطبيعة الحال للتضامن مع الشعب الفلسطيني وإظهار حقه والظروف التي يحياها في الداخل الفلسطيني وبلاد الشتات واللجوء، مشددا على أن المهرجان سيستمر بشكل سنوي وسيعرض كل جديد في المجال بهدف متابعة رسالته.

وأعرب كوسيفاكيس عن اعتقاده أن الأفلام المعروضة هي من أفضل الأفلام التي تم إنتاجها عن القضية الفلسطينية وأنها تعتبر من الأفلام التي تعطي أبعاد تلك القضية بشكل واضح وجلي، وتم اختيارها من بين العديد من أفلام السينما والأفلام الوثائقية التي  تناولت القضية الفلسطينية وأخرجها فلسطينيون وأجانب.

أحداث أثينا

وأضاف كوسيفاكيس أنه كان هناك اهتمام واضح منذ البداية بالمهرجان والأفلام التي يعرضها، لكن التظاهرات التي اندلعت خلال الأسبوع الماضي في أثينا وتطورات إلى أحداث دراماتيكية ساهمت في تخفيف نسبة الإقبال على المهرجان وذلك بسبب الجو المتوتر الذي ساد العاصمة أثينا لأيام عديدة، على أن نسبة الحضور بقيت مرضية خلال جميع أيام المهرجان.
وأوضح كوسيفاكيس أن الدافع الإنساني وراء المهرجان جعل القائمين عليه يهتمون أولا بالنواحي الأخلاقية والأبعاد الإنسانية له، وهو الأمر الذي دفعهم للتبرع بواردات المهرجان لحملة ” سفينة إلى غزة” التي تستعد لتسيير أسطول من السفن نهاية الشهر الجاري لفك الحصار عن قطاع غزة وتوصيل مساعدات ومواد إغاثية وإنسانية لسكانه، لكنه علق أن الخطوة في حد ذاتها تعتبر خدمة إعلامية كبيرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
واعتبر المنتج اليوناني أن الإعلام اليوناني اهتم بالمهرجان إلى حد ما، لكن الأحداث في أثينا منعته من إجراء التغطية المطلوبة، لملاحقته الأحداث الساخنة شان الإعلام في كل مكان، لكنه أكد على اهتمام فئات الشباب الذين شكلوا معظم الحضور، والنساء اللواتي نلن نصيبا مهما من تغطية الأفلام المعروضة، كما أن عددا من الأفلام المشتركة في المهرجان كانت من إنتاج أو إخراج نسائي.
وقدر كوسيفاكيس أن تجاوب الجمهور مع المهرجان كان جيدا، حيث كانت هناك مطالبات عديدة باستمرار المهرجان خلال السنوات القادمة وتحويله إلى مناسبة فنية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، واصفا ذلك الشعب اليوناني بأنه من أكثر الشعوب الغربية معرفة بتفصيلات ودقائق القضية الفلسطينية واهتماما بها.
واختتم كوسفاكيس حديثه للجزيرة معتبرا أن الفن يمكن أن يتحول إلى داعم كبير لقضايا الشعوب العادلة، لا سيما فن الأفلام والأفلام الوثائقية مذكرا بالمبدأ القائل ” ألف كلمة لا تساوي صورة واحدة” مضيفا أن الفن السينمائي يضم داخله جميع الفنون الأخرى،  وأنه من الأسهل أن يفهم الجمهور المعاني والرسائل من خلال عرضها ضمن عمل مرئي وهذا بالضبط ما حاول المهرجان تقديمه.


إعلان