“عيون في كل مكان” يُوثق واقع اطفال مخيم جرمانا
![]() |
عاصم الجرادات
عندما تلك القاعة المدرسية في إحدى مدارس وكالة الغوث في مخيم جرمانا بالعاصمة السورية دمشق ستجد نفسك ليس أمام معرض تصوير ضوئي ليافعو المخيم بل أمام صورة توثيقية لواقع الطفولة في المخيم.
فالمعرض المُقام تحت رعاية وإشراف UNRWA و اليونسيف و المؤسسة العام للاجئين في الشرق الأدنى (الغابار) أتى ضمن مشروع لتنمية الإبداعات والمقدرات لدى اليافعين، وحمل المعرض عنوان “عيون في كل مكان”، وتضمن العديد من النشاطات لكن الملفت للنظر كان هذا المعرض الصغير في الحجم ولكن الكبير في المعاني فتشاهد تلك الصور السوداء والبيضاء توثق لحالة غريبة لأطفال المخيم فمن المؤكد أن محمد علي ذاك الطفل المصور الذي أطلق العنان لكاميرته لتلتقط صورة أحد أطفال المخيم وهو ينظر من أسفل باب بيته لها دلالات تعبر عن واقع الخوف من النظر إلى المستقبل الذي ينتظره، وننتقل إلى صورة التقطها الطفل عبد الهادي لطفلة صغيرة على سطح منزلها ترتدي ثوب الصلاة وتقرأ القرآن وخلفها مئذنة مسجد لكن الجمالية في الصورة تكمن في طريقة التقاطها لأنها من فتحة مقابلة لسطح الفتاة تعبر عن التضييق بالتقاط الصور في المخيم، بالإضافة سياقات آخري لسنا بصدد ذكرها، وظهر اللعب والتسلية لدى الأطفال أيضاً في العديد من الصور لتأكيد أن رغم المعاناة، فإن الطفولة والفرح مازال موجوداً في مكان غزاه الحزن والأسى.
وهناك بعض الصور لمظاهر أثرية في دمشق لكنها كانت لا تلقَ أي إعجاب مقارنة بالصور الأخرى من زوار المعرض على حسب ما ذكره المشرف على المعرض المُصور عوني محمد.
وشارك في المعرض عشرة من اليافعين وهم: محمد علي، عبد الوهاب أحمد صالح، محمد المصري، مرة ناصر، عمار عودة، أحمد يوسف، محمد الشافعي، وعد إسماعيل، عبد السلام عبد الله، وفاطمة أبو عيشة.
ويذكر أن عوني محمد مصور صحفي عمل في العديد من الصحف المحلية والدولية وهو خريج معهد عالي للفنون التطبيقية اختصاص تصوير ضوئي.