عبد الهادي مبارك : وشجون السينما العراقية

كان الفنان الأقدم ممن أسهموا في تشكيل صناعة السينما في العراق, فقد شارك كعامل كلاكيت في أول فيلم روائي عراقي أنتج عام 1948 للمخرج الفرنسي أندريه شوتان, وكان من بطولة إبراهيم جلال,, بعدها عمل كومبارس منشد في فيلم” ليلى في العراق” للمخرج المصري احمد كامل مرسي الذي أنتج واخر الاربعينيات… ومساعد للمخرج  التركي لطفي عمر عكاظ فيفيلم “أرزو وقنبر” انتاج الشركة التركية أيرمان كارد شلار,في سنة  1950
نحن في حضرة عبد الهادي مبارك هذا الرجل العالمة في تاريخ السينما في العراق إنه أوائل المساهمين في تأسيس أول تلفزيون في الشرق الأوسط والعالم العربي, تلفزيون العراق عام 1956.
كان قد أخرج العديد من الأفلام السينمائية أولها فيلم “عروس الفرات” سنة 1957, وفيلم “بديعة” في أواخر الثمانينيات. كذلك فيلم”الحب كان السبب”, وعمله مديرا عاما لتلفزيون كركوك في الستينيات, كما أنه اخرج العديد من المسلسلات أبرزها مسلسل عيونها والنجوم الذي كتبه عادل كاظم وخماسية بعنوان “البيرغ” للكاتب عادل كاظم, ومسلسل “الرجل الذي أحب” للكاتب صباح عطوان, ثم مديرا مفوضا لشركة بابل للإنتاج السينمائي والتلفزيوني في منتصف ثمانينات القرن الماضي.
التقينا عبد الهادي مبارك فوجدناه ومازال متوقدا بالنشاط رغم عبوره العقد الثامن من عمره المديد, فكان هذا الحوار في مشكلات السينما العراقية..

*******

عبد الهادي مبارك 

* أستاذ عبد الهادي نرحب بك في موقع الجزيرة الوثائقية ونبدأ معك مباشرة بسؤال يشغل السينمائيين العراقيين اليوم وهو: كيف يمكننا تطوير الحركة السينمائية في العراق, والبعض يضع اللوم على المؤسسة, باعتبارها لا تبذل جهدا كافيا للحصول على تمويل للأفلام العراقية التي ستنتج ؟؟
أنا لا أعتقد أننا يجب أن نتوقف فقط عند دور المؤسسة في موضوع الإنتاج لماذا؟. أولا الدولة ليست لديها القابلية لأن تنشئ صناعة سينمائية, فليس هناك أموال تخصصها لقطاع السينما, لعدم توفر الاستعداد المعنوي والشخصي, وحجتهم في ذلك تقول : لقد أنتجت أفلاما عراقية فماذا حققت سوى أن حُفظت في العلب لضعف مستواها الفني… وهذه أقوال مؤلمة بحق العاملين في الوسط السينمائي..؟؟!!

* إذن أين تكمن المشكلة الرئيسية: هل أن إعادة بناء أو تنشيط أو تطوير صناعة السينما في العراق هو قرار سياسي يجب أن ينبع من داخل مؤسسة الدولة المسؤولة عن إدارة الشأن الثقافي ومن ضمنه السينما؟؟
هذا أمر ممكن, ولكن تعتريه بعض العقبات… الآن لكي نحمي السينما ونحتضنها يجب أن نقوم بجهد وعمل جماعي. أي أن نشكل مجموعات، نحن كلنا السينمائيين، نتجمع لخلق سينما مستقلة, نستطيع تمويلها ذاتيا. كأن نلتقي مثلا خمسين سينمائيا وعندها نضع الحجر الأساس لتأليف قاعدة مهنية وحقيقية لصناعة سينمائية فاعلة.

* هل أن أزمة السينما العراقية بعد التغيير في  2003(من وجهة نظركم وخبرتكم الطويلة منذ عام1948) أزمة أفكار أم هي في نقص التمويل؟؟
بالتأكيد هي أزمة تمويل! حينما يتوفر التمويل ستحضر الأفكار,عندها سنصنع عملا سينمائيا متماسكا من خلال النظر في الأفكار وتقويمها وتقديرها وتوجيهها في خدمة السينما الجديدة. وكما قلت آنفا إن التجمع السينمائي والذي سيتخصص في اختيار السيناريوهات, ويشرف على كل عمليات الفيلم الفنية من الورق حتى نسخة العرض.

* إذن ما واجبات الدولة إذا كنا نحن السينمائيين نقوم بمهماتها. علما وأن لديها مخصصات مالية كبيرة جدا, ففي العاصمة مثلا هناك مجلس محافظة بغداد وأمانة بغداد والحكومة المحلية, وكذلك ميزانيات المحافظات العراقية, فما تعليقك؟
كما قلت لك التجمع السينمائي هو الذي سيتحدى إهمال الدولة للفن السينمائي, وبالتالي سيسترعي انتباه المسؤولين, ويجعلهم ينظرون باهتمام لما سننجزه من أفلام, بعدها سيأتي الدعم… ولكننا يجب أن نتحرك أولا لنحمي السينما العراقية من الزوال .. فالسينما العراقية ستنهض فقط من خلال السينمائيين.

صورة عن وضع السينما العراقية

* سأعيد صياغة السؤال بشكل أوضح: أليست السينما صناعة ؟ ألا تحتاج بنية تحتية، مختبرات، كاميرات، معدات، بلاتوهات، أشرطة. هل هذه واجبات الدولة أم واجبات الأفراد؟!
نعم هذه واجبات الدولة والأفراد والمجتمع المدني المتقدم. والبنوك التجارية الحكومية والأهلية..

* أخيرا ما هي مشاريعك السينمائية الجاهزة للتنفيذ؟
فيلم سينمائي, روائي طويل, عنوانه “طيور بلا أجنحة” وفيلم آخر بعنوان”العراقي”..


إعلان