خطاب الملك مرشحا بقوة للاوسكار
بعد فوزه بجائزة أحسن انتاج من رابطة المنتجين الامريكين
لمى طيارة
يعتبر فيلم King’s Speech ( خطاب الملك) احد اهم الافلام المنتجه في عام 2010 وهو من اخراج “توم هوبر” ومن بطولة “كولين فيرث”البريطاني الاصل و”جيوفري ريش” الاسترالي المولد الذي سبق له وان حصل على جائزة الاوسكار في عام 1997 ، كلاهما ممثلان بارعان ، لهما وزنهما السينمائي وحضورهما ، مما يجعلنا وقبل مشاهدة الفيلم نتوقع اننا سنتابع فيلما ذا اداء سينمائي رفيع .
تدور احداث فيلم ” خطاب الملك” حول الدوق الاسكتلندي الأصل ، الذي أصبح فيما بعد ” جورج السادس” ملكا وامبراطورا لبريطانيا أبان الحرب العالمية الثانية ، ومع معرفتنا ومنذ الدقائق الاولى للفيلم بتلك المشكلة التي يعاني منها هذا الدوق والتي تتمثل في التلعثم وصعوبه النطق ، سيتشكل لدينا كمشاهدين هاجسا وخوفا مشتركا ،على هذا الرجل، الذي نعرف مسبقا انه أصبح ملكا فيما بعد ، ولان هذا الدوق كان يعاني صعوبة في التواصل الخطابي مع الشعب وكان يود التخلص منه ، حتى قبل ان يفرض عليه منصب الملك بعد تخلي شقيقه الأكبر الملك إدوارد عن العرش بسبب زواجه من الأمريكية مسز سومبسون ، فقد حاول وعانى الأمرين مع الأطباء دون جدوى ، الى ان التقى “بجيوفري ريش” الذي يلعب دور المعالج النفسي و الذي استطاع بدوره وبطريقته الذكية والعلمية مساعدته لتجاوز مراحل كبيرة من ضعف النطق .
تأتي أهمية هذا الفيلم ليس فقط للأداء الرائع لأبطاله ، وليس فقط لأنه يتحدث او يخوض بجرأة وأريحية حول شخصية الملك “جورج السادس” ملك بريطانيا الأسبق ووالد إليزابيت ملكة بريطانيا الحالية وما يعنيه ذلك من كشف لسيرة حياة شخصية عامه لها ثقلها السياسي ، بل أيضا لأهمية البعد الإنساني الذي يطرحه الفيلم من خلال عرضه لأحد الأمراض النفسية التي تسبب لبعض الأشخاص عقدا نفسية تجعلهم ينغلقون على أنفسهم و يحتجبون عن مخاطبة الناس والتواصل معهم .
![]() |
ملصق الفيلم |
كولين فيرث وجائزة افضل ممثل في الجولدن جلوب
نال النجم ( كولين فيرث)1960 عن دوره في فيلم ( خطاب الملك) جائزة أفضل ممثل في فيلم درامي في «جولدن جلوب “وهو ليس بالأمر الجديد على هذا النجم فلقد عرفناه بأدواره الهامة في أفلام مثل MAM Mia ،وشكسبير ان لوف وغيرها ، وهي ادوار كشفت عن أداء تمثيلي متميز استحق عليه ترشيحات وجوائز ،أما عن دوره في ” خطاب الملك” فقد كان لتكوينه الجسماني والحركي واللفظي دورا هاما في نجاحه ، فقد جعلته تلك المواصفات فنانا متمكنا من أدواته وأظهرته كممثل بارع ، أحسن تقديم شخصية (المتلعثم) بجمال وواقعية ، لدرجة تماهت شخصيته الحقيقية ولبست الحالة النطقية السيئة للبطل فبدت جزءا من واقعه الحقيقي، ورغم الخطورة والشعرة الفاصلة التي يمكن ان يقع بها الممثل ( ربما الضعيف فنيا ) في أداءه لهكذا ” كاراكتيرات ” او نماذج لما قد تحمله من خطر الوقوع في حالات من المبالغة لدرجة تبدو معه الشخصية كوميدية وهو ما لايمكن ان يحدث في ( خطاب الملك) الذي يدور حول شخصية لها بعدها السياسي والقيادي ولها تأثيرها على المجتمع ، الا ان السيناريو المحبوك بشكل جيد والمرسوم بطريقة رائعة جعلت للشخصية اطارا ذا حدودا قوية، حجزت الممثل ضمنها ولم تسمح له بتجاوزها.
حصاد ” خطاب الملك” من الجوائز
حصد فيلم( خطاب الملك ) والذي افتتح به مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة ، جائزة أحسن إنتاج من رابطة المنتجين الأمريكيين “جوائز جيلد” والتي بدورها ستؤهله لنيل إحدى جوائز الأوسكار- بحسب رأي المنتجين للفيلم – رغم أنهم ، كانوا يتوقعون أنه سيكون في المرتبة الأخيرة بين العشرة أفلام المرشحة لجائزة أفضل إنتاج.
وسبق له وان حصد خمسة جوائز خلال مهرجان السينما المستقلة البريطانية.، منها جائزة “ا?فضل فيلم مستقل بريطاني” وجائزة ا?فضل ممثل”لكولين فيرث”وجائزة ?فضل ممثلة ثانوية للبريطانية “هيلينا بونهام كارتر”، وجائزة أ?فضل ممثل ثانوي للا?سترالي “جيوفري راش”، بالا?ضافة إلى جائزة ا?فضل مو?لف سيناريو التي كانت من نصيب “ديفيد سايدل”.
كما نال جائزة الشعب في مهرجان تورنتو السينمائي وهو من أهم المهرجانات التي تقام في أمريكا الشمالية ، رغم انه لا يتضمن مسابقة رسمية ولا حتى لجان تحكيم .
![]() |
وقد تصدر( خطاب الملك) ترشيحات أكاديمية الفيلم البريطانية لعام 2011 المزمع عقده فى 13 فبراير المقبل ، اي بتاريخ يسبق حفل توزيع جوائز ” الأوسكار” بأسبوعين تقريبا ، حيث حصل على 14 ترشيحا ، وهذا يعود بطبيعة الحال لكون قصة الفيلم تدور فى بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية وحول الملك البريطاني ، ولان صناع الفيلم بريطانيون .
يبقى سؤال واحد يحيرنا ونحتاج للإجابة عليه من المعنيين بالحقل السينمائي ، الى متى ستبقى السينما العربية بعيدة كل البعد عن هكذا مشاركات وعن هكذا جوائز ؟والى متى سنختبئ تحت شعار (المحلية سبيلنا الى العالمية )؟ ولكن للأسف لا جواب لهاذ السؤال .