كل الميادين شاركت , وليس التحرير وحده
شاب متفوق دراسيا يتخرج في جامعته بتقدير امتياز , لكنه يفقد فرصة ان يكون معيدا في الكلية بسبب الفساد والمحسوبية فيصاب باحباط , وعلى اثر ذلك تتركه حبيبته بعد ان يضغط عليها اهلها بقبول الزواج من عريس اخر لديه كافة امكانات الزواج , كل هذه الظروف تجعل الشاب المحبط يخرج في مظاهرات ضد النظام ويرشق الشرطة بالحجارة .. تلك هي ملامح الفيلم الروائي القصير “الشرارة” الذي اخرجه الشاب اسلام بلال وفاز عنه مؤخرا بجائزة احسن فيلم روائي قصير في مهرجان روتردام بهولندا والذي اقيم هذا العام تحت شعار “حكايات الربيع العربي” .
القاهرة – محمد حسن
الفيلم هو اول تجربه سينمائية لمخرجه اسلام بلال الذي لا يزال يدرس السينما في احدى الاكاديميات الخاصة , والفيلم مدته 15 دقيقة .

يقول اسلام بلال مؤلف ومخرج الفيلم : “الشرارة” عبارة عن تجميع لعدة قصص حقيقية من واقع الحياة تعرض لها اصحابي , وكنت انا شاهد عيان عليها , ورأيتها اسبابا منطقية تجعل من الشاب العادي متمردا على فساد نظام لا يوفر له حياة كريمة ومن هذه القصص مجمعة استوحيت فكرة فيلمي “الشرارة” , واعتبر هذه المقدمات بمثابة شرارة اشعلت ثورة 25 يناير .
ويضيف : الفيلم يقول ان اضرابات 6 ابريل التي شهدتها مدينة المحلة في الدلتا عام 2006 هي الشرارة التي ايقظت الناس , وهي بروفة ثورة 25 يناير , ويهمني ان اؤكد هنا ان فيلمي يحتفي باضرابات 6 ابريل وليس بحركة 6 ابريل السياسية والتي تعاني انقسامات حاليا , مع احترامي لكل اعضاءها .
اكد اسلام ان تصوير فيلمه استغرق 5 اشهر تضمنت 20 يوم عمل على فترات متقطعه حيث كانت تواجهه صعوبات عديدة اثناء تصوير المشاهد الخارجية في الحدائق العامة والشوارع , لان الجهات المختصة كانت تمنعه وتطلب منه التصاريح , وكان يحاول ان يفهمهم انه يصور مشروع فيلم لانه لا يزال يدرس لكنهم لم يقتنعوا , لذلك صور عدد كبير من المشاهد داخليا حتى لا يحتك بتلك الجهات .
وعن الميزانية يقول اسلام :”صورت الفيلم على نفقتي الخاصة ولم تتعدى تكلفته الف جنيه لان كل الممثلين عملوا دون اجر ولم ننفق الا على الاشياء الضرورية جدا كالخامات التي نحتاجها للفيلم .

وابدى اسلام سعادته بفوز الفيلم في مهرجان دولي خاصة ان الفيلم يوضح ان الثورة قامت بعدة ميادين في محافظات مصر , وليس بميدان التحرير فقط .
وقال اسلام :”يجب ان يعرف العالم ان الشعب المصري انتفض عن بكرة ابيه , , وعديد من الميادين تحولت لساحات قتال يوم جمعة الغضب 28 يناير , وانا ركزت في فيلمي على اشتعال الاحداث بميدان في المحلة الكبرى , للتأكيد على ان الثورة عمت كل الميادين ولم تقتصر على ميدان التحرير وحده .
وعن تجاربه المقبلة قال اسلام :”لست مع تسييس الفن , وبالتالي قد لا تكون تجربتي السينمائية المقبلة لها علاقة بالسياسة , لكنها بالتأكيد ستكون ذات مغزى , وستناقش هموم الناس حتى ان كانت مشكلة اجتماعية ليس للسياسة دخل بها .
وعاد اسلام للحديث عن فيلمه فقال :”بطل الفيلم اشتعل غيظا لان ادارة الكلية استبعدته من التعيين بسلك التدريس وعينت ابن احد الاساتذة كان تقديره العام اقل من تقدير ذلك الشاب المحبط , ويزداد الطين بلة حين يستشهد شقيق البطل في احدى المظاهرات العمالية امام عينيه , فيشعر هنا باحباط اكثر واكثر , كما يمر بظروف تجعل حياته اكثر قتامه , ومنها مثلا حين يقرر الهروب من هذا الواقع الاليم والسفر خارج البلاد لايجاد فرصة حياة كريمة , لكن مكتب السفريات ينصب عليه ويأخذ منه 5 الاف جنيه هي تحويشة العمر بالنسبة له , ولا يوفر له فرصة سفر حقيقية , فيقرر المشاركة في كل الاحتجاجات لاسقاط هذا النظام الذي لا يوفر له حياة كريمة .