أيام الفيلم الملتزم في الجزائر

ملصق المهرجان

افتتح وثائقي ” الجزائر..ديغول و القنبلة” للمخرج الجزائري المغترب ” العربي بن شيحة ” أيام الفيلم الملتزم، الذي شهد متحف السينما الجزائرية ميلاد طبعته الأولى بحضور جمع من السينمائيين والفنانين وضيوف المهرجان، الذين أشادوا بالتظاهرة السينمائية التي ستعزز المشهد السينمائي في الجزائر من خلال هذا الفضاء الذي يضاف إلى سلسلة اللقاءات و المهرجانات السينمائية التي أطلقتها وترعاها وزارة الثقافة الجزائرية .

ولدى إشرافها على مراسيم افتتاح أيام الفيلم الملتزم الذي أقيم مؤخرا استعرضت ”زهيرة ياحي” مشرفة الأيام، برنامج الطبعة الأولى التي تشهد عرض أعمال كبار المخرجين  السينمائيين على غرار المخرج الأمريكي ” أوليفر ستون ” الذي زار الجزائر أيام قليلة قبل انطلاق التظاهرة و يغيب عن عرض فيلميه ”شخصية غير مرغوب فيها ” و ” كوماندانت ” لارتباطات مهنية، و كذا الجزائري رشيد بوشارب ” بفيلم ” غبار الحياة ” الذي رشح لجائزة الأوسكار عام 2006، حيث سيسجل بوشارب  غيابه أيضا بحكم استعداده للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي، ” إكوادور ” لجاك سارازان ”، ” نهاية الفقر ” لفيليب دياز، ” الأرض المفقودة ” لبيار ايفون دو اوارد ”،الذي سيطرح قضية الصحراء الغربية و بانوراما سينمائية أخرى تتوحد مواضيعها  في الماضي و الواقع الإنساني .
 
مشرفة أيام الفيلم الملتزم أكدت أن هذه الطبعة التي ظهرت نواتها الأولى خلال المهرجان الثقافي الإفريقي، ستكون تجريبية وتمهيدية لدورة ثانية ستعلن الميلاد الرسمي والتأسيس الفعلي لمهرجان الجزائر الدولي للسينما، والذي سيختار له تاريخ محدد حتى لا يتزامن ومهرجانات دولية أخرى، و حسب ما صرحت به المشرفة والرئيس الشرفي للأيام ” أحمد بجاوي ” فان قلة الإمكانيات المادية والميزانية المتواضعة حالا دون تحويل التظاهرة إلى مهرجان في عامه الأول، وهو ما وعدت به ”ياحي” في الدورة المقبلة التي ستتزامن العام المقبل و الذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال و الشباب، حيث سيتم توسيع  النشاطات و اللقاءات السينمائية لتتماشى مع الحدث الذي ستحتفل به الجزائر و الجزائريون بمناسبة مرور نصف قرن على الاستقلال .

و قد أشارت زهيرة ياجي في حديثها أن مفهوم ” الفيلم الملتزم ” لا يمكن حصره في مجال واحد لأنه يشمل العديد من المواضيع السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية التي تشكل الإنسانية محورها الأول و الأخير كالطفولة، المرأة و قضاياها … و لهذا خصصت هذه الدورة جانبا كبيرا للمرأة الفلسطينية من خلال تقديم مجموعة أفلام لمخرجات فلسطينيات و سيتم ذلك بحضور المخرجة رما ماري .

من فيلم “ديغول والقنبلة”

و كما كان منتظرا وقع وثائقي ” الجزائر … ديغول و القنبلة ” و مدته 52 دقيقة افتتاح الأيام، أين عاد العربي بن شيحة بالحضور إلى إحدى مخلفات فرنسا الاستعمارية بالجزائر التي أتلفت الأخضر و اليابس، و بالضبط ببلدة الحمودية الواقعة بمنظقة رقان الصحراوية، التي شهدت في 13 فبراير 1960 تنفيذ فرنسا – بأمر من الرئيس شارل ديغول – لأبشع جرائمها في حق الطبيعة و الإنسانية، بتفجير أول قنبلة ذرية بالمنطقة أو كم سمي آن ذاك ” اليربوع الأزرق ” التي خلفت 24 ألف قتيل فضلا عن أضرارها الصحية والبيئية التي لا تزال تأثيراتيها وانعكاساتها على سكان المنطقة حتى يومنا هذا، وما زاد من قوة العمل الشهادات الحية التي عززت ما ورد فيه من حقائق ومعلومات خاصة أن بن شيحة اعتمد على الأرشيف ليكشف ويميط اللثام عن التفجيرات التي تمت رغم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد السوفياتي سابقا روسيا حاليا و بريطانيا، فمن بين الشخصيات التي أثرت العمل بشهاداتها، بعض المفاوضين السابقين لاتفاقيات ايفيان كرئيس الوزراء الأسبق رضا مالك، محمد حربي وأهالي المنطقة، إلى جانب مؤرخين وشخصيات عسكرية فرنسية وبعض من تولوا تجسيد المشروع المتعارض و المناهض للقيم الإنسانية في تلك الفترة .
و عقب عرض فيلمه عبر العربي بن شيحة عن سعادته كونه كان من المدعوين وبحكم اختيار فيلمه ليكون فاتحة الأيام، فهو يعتبر من المخرجين الذين لديهم دراسات و بحوث حول السينما الملتزمة واهتمام كبير بهذا النوع السينمائي و لهذا كل أفلامه تدرج في هذا الإطار، و في تصريح للجزيرة الوثائقية عن محور الجزء الأخير من ثلاثيته السينمائية التي بدأها بوثائقي ” ريح الرمال … صحراء التحارب النووية ”، وبعدها ” الجزائر… ديغول و القنبلة ”، أكد أن ثالث شريط سيحمل عنوان ” ذاكرة الرمال ” و سيكون جاهزا في جويلية 2012 على أن يكون امتدادا لما سبق و تؤرخ كل هذه الأعمال لمرحلة هامة من تاريخ شعب و ماضي أمة و تكشف للعالم في كل مرة جرائم فرنسا الاستعمارية ووحشية قادتها .
هذا و تواصل العروض السينمائية لأيام الفيلم الملتزم بمتحف السينما الجزائرية إلى غاية 05 من ديسمبر،فبعد أن وقع  الافتتاح الفيلم الجزائري ” الجزائر … ديغول والقنبلة ”، سوقد اختتم فيلم المخرج الجزائري رشيد بوشارب ” غبار الحياة ” الدورة الأولى من الحدث السينمائي الذي سيتخذ من الجزائر العاصمة مستقرا له .


إعلان