“وادي الذئاب ” معارك إثارة وتعريج على فلسطين

عاصم الجرادات – تركيا
israele gelmedim filistine geldim”” وتعني هذه العبارة التركية “أنا جئت إلى فلسطين وليس إلى اسرائيل” فهي العبارة الأقوى في الفيلم حيث جاءت على لسان بطل الفيلم بعد سؤال أحد الجنود الاسرائليين له لماذا جئت إلى اسرائيل؟. فهذه العبارة تحمل العديد من الرسائل المًبطنة منها أن هناك دولة فلسطينية لابد لها من الحياة والاعتراف بها، وأيضا أصبح لزوماً إنهاء الاحتلال ومظاهر الظلم الصهيوني الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.
يعرض “فيلم وادي الذئاب فلسطين” تصور خيالي لرد فعل الأتراك على ما حصل لسفينة مرمرة ليسلط الضوء على جرح الشعب الفلسطيني من خلال مشاهد توثق إلى درجة كبيرة ما يحصل في القرى والمدن الفلسطينية فقد نجح المخرج في رسم مشهد درامي ولكنه يصح أن يكون وثائقياً عندما صور كيفية هدم قوات الاحتلال الاسرائيلية لأحد بيوت المناضلين الفلسطينين، وقتل طفله المقعد وأمه العجوز، ويروي الفيلم قصة ثلاثة رجال أتراك جاؤوا إلى فلسطين لكي يصفوا أحد رجال المخابرات الاسرائيلية لأنه المسؤول عن ما حدث لسفينة مرمرة، حيث تبدأ الأحداث أمام أحد الحواجز الاسرائيلية حيث يرفض الجنود الاسرائيلون مرورهم ومرور أحد النساء وعندها يدور حوار بين الجندي و”مراد علم دار” بطل الفيلم وتبدأ معه المعارك الافتراضية بين الثلاثي التركي وقوات الاحتلال الاسرائيلية وأثناء دخولهم يصطحب “مراد علم دار” تلك المرأة التي رفض الجندي ادخالها لتصاب بعد ذلك ويُكتشف أنها أمريكية يدخلون الثلاثة بصحبة المراة الأمريكية إلى بيت عائلة شاب فلسطيني يتعاون معهم، وهنا تعود الواقعية للفيلم بعد سلسلة معارك تحمل طابع المبالغة التي تصنف ضمن الإثارة اللازمة لجذب المشاهدين ، ومن أهم تلك المبالغات أن الثلاثي بالإضافة لشاب الفلسطيني استطاعوا اقتحام أحد المراكز الأمنية الحساسة التي تدار منها العمليات العسكرية الاسرائيلية، وتحطيمه ومن ثم اعتقال قائد أو رئيس أمني اسرائيلي، وتفجير مقر عسكري بما فيه من طائرات ومعدات وبعدها تهريب العديد من مخازن الأسلحة وكل ذلك يقوم به فقط 4 أشخاص، وربما تبرر هذه المشاهد على أنها تقدم رموز كثير ة منها أن لا مستحيل أمام الإرادة والعزيمة وأنه لابد أن يأتي يوماً تسقط فيه العنجهية الاسرائيلية، وكذلك من ناحية فنية يبرر ذلك على أنه في النهاية فيلم إثارة وهذه المشاهد لازمة لتقديم الرؤية الاخراجية الأفضل للفيلم رغم ذلك أسجل بعض الثغرات التي وقع بها الفيلم منها أنه بعد تحطيم المقر الأمني عاد ذاك المسؤول الاسرائيلي المطلوب من الثلاثي التركي للمقر المحُطم ليفتح أحد أجهزة االحاسب ويتعرف على الأشخاص الذي ارتكبوا تلك الفعلة فكيف لأي شخص أن يستوعب أو أن يصدق ذاك المشهد فبعد الدمار الذي شاهده في المشهد السابق بكل بساط يبقى جهاز حاسب صالح للاستعمال.

أما عن المعركة النهائية التي خاضها الثلاثي بصحبة رجال فلسطينين بعد تزويدهم بسلاح يًشكل روئية تسجيلية لماحدث في مخيم جنين وفي العديد من المناطق الفلسطينية لذلك وُفق المخرج في صياغته لكن أنهه بطريقة تقليدية غير ملفتة للأنظار ولا تحمل الطابع الصادم الذي لابد أن يكون في الفيلم ليبقى راسخاً في ذهن الجمهور فهو اعتمد أن البطل التركي يقتل الاسرائيلي فقط دون أي حوار جاد مفعم بالرسائل السياسية
وهناك نقطة تسجل للكاتب والمخرج في ادخال شخصية الفتاة الأمريكية حيث فتحت أفاق في الحوار ورسمت المعاناة اليومية الفلسطينية وكيفة مشاهدة تلك الفتاة لها، وكيفية تأثرها بها بطريقة تدريجية كنايةً على أن صياغة رأي مؤيد للقضية الفلسطينية لا يأتي من موقف مباشر إنما هي عملية بطيئة لا بد من دراستها بتأني لتخلص إلى نجاح.
 
– لقطات:
أثناء حضوري الفيلم التفت إلي أحد الحضور من الأتراك ليقول لي “أنا أعلم أن هناك مبالغة لكن لابد أن تعرف أن اسرائيل عندما تنتج أفلاماً عنها تبالغ أكثر من ذلك”.
– تم منع الفيلم من العرض في ألمانيا.
– لقي الفيلم حضور جماهيري كبير في جميع المدن التركية في العرض الأول
في 28 – 1 – 2011.


إعلان