الفيلم التركي “شجرة السنار”: لم يستطع تكريم الأم
عاصم الجرادات
قبل أن أبدأ بتقديم قراءتي للفيلم التركي “شجرة السنار” المُعد لعيد الأم أتقدم بالتهاني لكل أمهات الشهداءالأمة العربية، وإلى أمي التي أغيب عنها للمرة الأولى في عيدها … كل عام وأنتن المطر ونحن الأرض…
بعد حضور الفيلم نقف عند سؤال جوهري هل هذا الفيلم استطاع تكريم الأم في عيدها أم قدم الأم كسلعة لابد من استغلالها في هكذا يوم.. فالإجابة جاءت أن الفيلم لم يخرج من المألوف، ولم يقدم سوى قصة عادية لكن تميز برمزية شجرة السنار حيث شبهها بالأم التي يجتمع تحت ظلها جميع الأولاد والعائلات، حتى من الناحية الإخراجية لم يستطع المُخرج تقديم صورة جمالية سوى في تلك المشاهد عند شجرة السنار حيث أبدعت كاميرا المخرج من خلال وضعنا في معايشة تلك الطبيعة لكن المشاهد العامة الآخرى فشلت عندما أترف المخرج في تقديم المنازل الفخمة ومعداتها وربما حاول كسر تلك الحالة من خلال عرض مقتنيات الأم القديمة وكأنه يرمز إلى أن الأم على الرغم من الرفاهية التي تعيشها لاتتخلى عند الماضي من هنا يدخل الفيلم في معالجة الشيخوخة التي يفشل المجتمع في استيعابها حيث تصل الأم إلى مرحلة التصرف مثل الأطفال لكن المجتمع لا يستطيع التعامل معها مثلهم وهنا تخرج تلك المشاكل التي يبني عليها الفيلم أساسياته.
![]() |
ملصق الفيلم |
واستطاع الفيلم على الرغم من رتابة الأحداث من تقديم بعض المشاهد الرائعة التي تسجل للمخرج وأهمها هي لقطة وفاة الأم حيث في لحظة الموت ينام حفيدها الصغير على صدرها ويعد هذا المشهد منقذ حقيقي للفيلم من حالة فشل فلن أستطيع استيعاب فيلم كهذا ينتهي بحالة درامية طبيعية لكنه لا بد من إيجاد صدمة هادئة ومؤثرة في نفس الوقت ولكن قدم الفيلم في مشهده الأخيرة عبارة غير مكتوبة حيث يقول بها حتى لو غابت الأم فإن ذكراها يجمعنا من خلال مشهد للأسر الأربع وهم يجلسون في ظل شجرة السنار التي طالما عشقت أمهم تلك الشجرة وجعلتها بداية لأي طريق جديد أو حياة جديدة تخوضها.
ومن العوامل التي أنقذت الفيلم هي الأداء الرائع لذاك الطفل (سلام) حفيد البطلة الأم فقدم دوره بطبيعية غريبة وبقوة افتقدها بعض الممثلين الرئيسيين في الفيلم.
لم يستطع المخرج استغلال بعض الأحداث في التأثير على المشاهد وخاصة مشاهد دخول الأم إلى المستشفى لكن كما ذكرت سابقت أن الطفل هو الوحيد الذي قدم المتعة والجذب وصنع التأثير للمشاهد لما يحمله من عفوية.
لقطات:
– الفيلم بدأ عرضه في دور السينما التركية بتاريخ 18 – 3 – 2011 لكن المُلفت للنظر أن تركيا لا تحتفل بعيد الأم بيوم 21-3 من كل عام بل تحتفل به في الأسبوع الثاني من شهر أيار مايو من كل عام.
– لم يلق الفيلم في عرضه الأول الكثير من المشاهدين لأسباب عديدة منها أنه صادف عرضه الأول وجود مباراة في الدوري المحلي بين أكبر ناديين في تركيا.
بطاقة الفيلم:
سيناريو وإخراج:هاندان ابكتشه
الممثلين:نورغون يشيلتشاي
نيجانت إيشلار
سيتار تانروين
حسين أفني دانيال
دينيز ديها لوستر