افتتاح مهرجان كان .. الثورة فوق السجادة الحمراء

 يعتبر حفل افتتاح مهرجان كان الحدث الأبرز في المشهد السينمائي العالمي حيث تتوجه أنظار الصحافة العالمية نحو السجادة الحمراء لتلتقط وجوه الفن السابع وأساطير الفن السينمائي وهي تصعد نحو قاعة الاحتفال. وقد سجلت هذه السنة حضور حوالي 4000 صحفي وناقد سينمائي إضافة إلى الجمهور القادم من أصقاع الأرض.

بيرتول��تشي يستلم السعفة الشرفية

بين بيرتولوتشي ودينيرو .. مسارات الفن

ابتدأت حفلة هذه السنة بتكريم واحد من أعمدة السينما في العالم وهو المخرج الإيطالي السبعيني بيرناردو بيرتولوشي الذي حضر على كرسي متحرك ليستلم السعفة الشرفية عن مجمل أعماله. والطريف أن رئيس لجنة التحكيم الممثل الشهير وربير دينيرو كان بطلا لفيلم بيرتولوتشي وهو فيلم Novecente   وهو الفيلم الذي حضر به دينيرو لكان سنة 1976. علما أن أول حضور لدينيرو في كان كان مع سكرسيزي عن فيلمه “الطريق الصحيح” سنة 1974.  دينيرو  استذكر في هذه الدورة صولاته وجولاته في كان حيث حصل على السعفة الذهبية مرتين مرة سنة 1986 عن فيلمه “المهمة” وسنة 2008 عن فيلم “ماذا حدث بالضبط”. واعتبر أن كان يخدم السينما وليس العكس محيلا على صرامة الاختيار للأفلام وسعي اللجنة إلى ترشيح أفضل أفلام العالم مهما كانت جنسية صانعه. والدليل على هذه الصرامة أن ما يناهز 2000 فيلما تقدمت للمسابقة الرسمية ولم تصل إلى اللجنة سوى 20 فيلما ستدخل المسابقة

  الحضور العربي.. الثورة والسينما

لجنة التحكيم يتوسطها روبير دينيرو

عربيا تميزت دورة كان هذه السنة بحضور لافت للسينما العربية في أكبر تظاهرة سينمائية عالمية. حيث كان للثورات العربية الفضل في تسليط الضوء على السينما العربية. وتمثل الحضور في وصول فيلم “لا خوف بعد اليوم” لمسابقة الكاميرا الذهبية. والفيلم من إنتاج التونسي  الحبيب عطية بالاشتراك مع وزارة الثقافة التونسية و الجزيرة الوثائقية. وقد نال الوفد التونسي نصيبا من تصفيق الجمهور وإعجاب الحاضرين بالثورة التونسية. وبنفس الإعجاب قوبل الوفد المصري حيث ستكون مصر ضيفة شرف المهرجان وسيتم عرض حوالي 10 أفلام مصرية على هامش المهرجان تتحدث كلها عن الثورة المصرية وكسر الممنوعات. كما تسجل سوق المبيعات المنتظمة على هامش كان وجود حوالي 70 فيلما عربية. وفي هذا الصدد يذكر حضور ثاني فيلم كويتي في سوق كان مما يدل على السعي الحثيث للسينما العربية للتعريف بنفسها في المحافل الدولية وعلى رأسها كان.   

 فيلم الافتتاح .. غابت كارلا 

مخرج فيلم الافتتاح وودي ألين (يمين)
والممثلة الفرنسية ليا سيدو
والنجم اون ولسن

فيلم الافتتاح حمل عنوان “منتصف الليل في باريس” وهو للأمريكي وودي ألين بطولة أوين ولسن وماريان كوتيار كما تشارك في التمثيل سيدة فرنسا الأولى كارلا بروني سركوزي وهو الأمر الذي جعل الفيلم محط أنظار الصحافيين رغم أنه غير مشارك في المسابقة الرسمية. وقد امتنعت بروني عن حضور افتتاح كان لأنها اشترطت على الصحافة عدم الحديث عن حملها فرفضت إدارة المهرجان هذا الشرط.

  جيل وإيناز شاب وشابة أمريكيين يعدان لحفل زواجهما ويقضيان أياما في باريس. تلتحق بهما أم إيناز التي لديها أعمال في فرنسا. يعجب جيل بجمال باريس ويقرر الاستقرار في مدينة الأنوار ولكن حماته وأهل زوجته يرفضون قراره. فيتعرف على عائلة أمريكية في فرنسا تحاول مساعدة الثنائي على الفرار عن عائلتهما فأخذ جيل يطوف المدينة ليستلهم منها مشروع رواته الجديدة وفجأة تدق الساعة منتصف الليل لتتوقف أمامه عربة قديمة تأخذه إلى باريس في العشرينات من القرن الماضي. وهناك سيلتقي بكبار مشاهير الفن والأدب كسالفادور دالي وهيمنغواي وكول بورتر والشاعر إليوت وغيرهم.. وهناك سيعيش قصة حب من الزمن الجميل. 

فلمان مهرّبان …

من الأمور اللافتة في مهرجان كان هذه السنة هو وصول فيلمين مهربين من إيران أحدهما لجعفر بناهي والثاني لمحمد رسولوف. وهما المخرجان الذين اعتقلتهما السلطات الإيرانية بتهمة الإساءة للنظام وتعكير صفوه. ففي مارس 2010 تم القبض على بناهي وهو يصور فيلمه عن أوضاع الحريات في إيران ولم تعتقه الحكومة إلا بعد ضغوطات كبرى وحملات من كبار الفنانين العالميين وهو الآن تحت الإقامة الجبرية. ويذكر أن مهرجان كان في السنة الماضية قد اختار بناهي عضو لجنة تحكيم وهو في السجن وتأثر الجمهور بمقعده الشاغر في حفلة الافتتاح.

تمكن بناهي ورسولوف من تهريب فيلميهما خارج إيران ليصلا إلى المهرجان أحدهما في قرص مضغوط والآخر في ذاكرة محمولة  واعتبرت خطوة جريئة ولافتة في دورة هذه السنة. ليؤكد المهرجان عن دعمه لقضايا الحرية وانعتاق الشعوب لذلك كانت الثورات العربية هذه السنة الصاعد الأبرز على السجادة الحمراء.


إعلان