صاحب “داروين” يروي كواليس “مدينة الأشباح”

موقع”الجزيرة الوثائقية” يلتقي”نيك براندستيني”

اختار المخرج الوثائقي السويسري “نيك براندستيني” مدينة أمريكية صغيرة تدعى “داروين” لتكون مسرحا لأحداث فيلمه الوثائقي “داروين” المعروض حاليا ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية بمهرجان “كارلوفي فاري” في التشيك .

مخرج الفيلم

الفيلم عبارة عن 88 دقيقة تسجيلية لعدد قليل من الأفراد يعيشون حياة صعبة جدا في تلك المدينة القاحلة الواقعة بمنطقة خطيرة تدعى “وادي الموت”, حيث لا توجد حكومة ولا توجد مؤسسات دينية حتى, يوجد فقط هدوء قاتل, وفي المدينة كلها يعيش 35 فردا.
المكان إذن هو بطل الفيلم, وطوال الأحداث تتحرك كاميرا “براندستيني” حول عدد من الأشخاص الذين يعيشون في هذا المكان, منهم “مونتي” ذلك الفنان الهارب من ماضي أكثر قسوة من تلك المدينة, ومنهم أيضا عازف البيانو “ديل”, وأيضا يوجد شخص فوضوي يظهر بلحيته بين حين وآخر يدعى “روبن”, ولم يغض المخرج “نيك براندستيني” النظر عن الطفلة “ريال” التي أجريت لها عملية تحويل جنسي لتنتقل من عالم الإناث إلى عالم الذكور.
وعلى الرغم من قبح المنظر في هذا المكان والفوضوية التي تشع منه فقد كانت عدسة “براندستيني” هي الأكثر تحديا للقبح والفوضوية, فقد رأينا خلال مدة الفيلم أماكن طبيعية خلابة, كما أن سرد الأحداث وترتيب المشاهد لم يكن به فوضوية تلك المدينة, وإنما كان أكثر تنظيما, لتصل من خلاله رسالة محددة للمشاهد هي أن هذا المخرج يطرح حالة حقيقية ويوميات لأشخاص يعيشون في أمريكا التي هي أعظم دولة في العالم ولكنهم منفصلين تماما عن العالم.
التباين الواضح في اختيار الشخصيات التي سجلها “نيك” خلال فيلمه كان مقصودا, هكذا يقول خلال تصريحاته التي خصّ بها موقع “الجزيرة الوثائقية”, ويقول “نيك براندستيني”:
“عشت في أمريكا منذ عام 1977 حين كان عمري سنتان, وغادرتها عام 1981 وخلال تلك الفترة رأيت هذه المدينة، وظلت عالقة بذهني حتى الآن،  إنه مكان غريب, وعدد من يقطنوه لا يتعدى الـ 35 فردا.. حقيقة لا أعرف ما الذي يجعلهم يعيشون فيه, ثم إن هذه الشخصيات بينها تباين كبير, فلا يوجد حتى انسجام بينهما , “مونتي” الفنان يختلف كليا وجزئيا عن “روبن” ذلك الشخص الفوضوي, وكلاهما يختلف عن الطفلة “ريال” التي أصبحت ذكرا فيما بعد.

ويضيف :”حين ذهبت لهذه المدينة بعد أن كبرت, شعرت أن كل شخص يستحق فيلما مستقلا, لكنني بعد تفكير اخترت أن يكون المكان هو بطل الفيلم بينما تتحرك الكاميرا بين تلك الشخصيات المتباينة”.
وعن زمن تصوير الفيلم قال “نيك”: “استغرق التصوير ثلاثة أشهر جمعت خلالها مادة تسجيلية (خام) تزيد عن 11 ساعة, وفي مرحلة المونتاج اخترت من كل هذه المادة التسجيلية الخام 88 دقيقة فقط.
أكدّ المخرج أن هذا يعدّ أوّل عرض لفيلمه داخل أوروبا, وقال: أعتبر هذا شرفا ووساما على صدري حتى لو لم يحصد الفيلم أيّة جوائز, يكفيني المشاركة بالمسابقة في مهرجان بدأت دورته الأولى العام 1946 .


إعلان