“الجزيرة الوثائقية”تُحاور الممثلة”جودي دينيش”
منحت ادارة مهرجان “كارلوفي فاري” هذا العام الممثلة الانجليزية الشهيرة “جودي دينش” الكرة البلورية خلال حفل افتتاح الدورة السادسة والأربعين في الأول من يوليو الجاري, وذلك تكريما لتاريخها الفني الطويل, وقد اشتهرت “جودي دينش” بتقديم دور الأم في أفلام “جيمس بوند”، كما سبق وأن فازت بالعديد من الجوائز الدولية في مقدمتها جائزة الأوسكار.
“الجزيرة الوثائقية” إلتقت بالنجمة البريطانية الشهيرة قبل رحيلها من “كارلوفي فاري”, لتتحدث عن تكريمها خلال افتتاح دورة هذا العام, ورأيها في السينما الانجليزية, كما تتحدث عن الرسالة الإنسانية التي يجب أن تتبناها السينما العالمية وأشياء أخرى خلال هذا الحوار..

بداية كيف ترين تكريمك هذا العام في مهرجان كارلوفي فاري؟
– أعتبره وساما من الطراز الأول لا يقل عن أرفع الأوسمة والجوائز التي سبق وأن حصلت عليها خلال مشواري الفني والذي بدأته عام 1957 , وذلك لثلاثة أسباب, السبب الأول أن “كارلوفي فاري” مهرجان عريق بدأت أولى دوراته عام 1946, والسبب الثاني أن التكريم لم يكن مجرد منحي الكرة البلورية, وإنما جاء معه عرض فيلمي “جون اير” كفيلم افتتاح لدورة هذا العام أي تكريم بطريقتين, والسبب الثالث انني وجدت رئيس دولة التشيك بنفسه في استقبالي , وهذه حفاوة واهتمام لم أراها في أي دولة أخرى, ولكل هذه الأسباب فانا أعتز جدا بهذا التكريم وأعتبره شرفا لا يقل عن شرف فوزي بالأوسكار من قبل.
السينما الانجليزية لها تاريخ عريق, هل ترين أن مكانتها الحالية تليق بهذا التاريخ؟
– الحقيقة لا, مقارنة بهذا التاريخ ينبغي أن تكون السينما الانجليزية في المقدمة, لكن شيئا ما قد حدث..على ما يبدو تقصيرا, ولذلك أناشد القائمين على صناعة السينما في بريطانيا إعادة النظر فيما يفعلونه وترتيب أوراقهم من جديد حتى يضعوا السينما الانجليزية في المكانة التي تستحقها, وعموما السينما فن إنساني عابر للحدود وفوق كل الجنسيات, والقضية ليست تنافس بين الدول, وإنما أن يكون هذا الفن مشارك أساسي في تقدم الحضارة الإنسانية.
وهل ترين أن السينما العالمية تقوم بالدور المنوط بها؟
– هناك محاولات جيدة وتجارب سينمائية تناقش هموم وأوجاع البشر بشكل حقيقي, ولكن أحب أن أوضح أن هذا ليس كل شئ, فالأهم من مناقشة الهموم هو أن يكون للسينما دور في الارتقاء بحياتنا وتحسين أوضاعها, بذلك يكون للفن دور ايجابي في تقدمنا البشري.

زوجك كان فنانا وابنتك فنانة هل تساهم عائلتك “الفنية” في اتخاذ قراراتك في السينما؟
– شيئ رائع أن تكون عائلتك كلها تعمل في الفن, لأن ذلك يحدث تناغما وانسجاما, لكن هذا لا يعني أبدا تدخل طرف ما في اتخاذ قرارات الطرف الآخر, لقد تزوجت الفنان “مايكل ويليامز” عام 1971, وحين أنجبنا “فينتي ويليامز” لم نفرض عليها الفن, بل عاشت بحرية واختارت أن تكون ممثلة, وكنا نوضح لها الخطوط العريضة بينما نترك لها التفاصيل لتحددها هي, وبهذا لم يكن يتدخل أي منا في حياة الآخر فيما يخصه من قرارات فنية, والأمر كذلك حتى الآن, بعد وفاة “مايكل” منذ عشر سنوات.
وما أكثر الأعمال التي تعتزين بها في تاريخك الفني؟
– أحب كل الأعمال التي شاركت بها, وخاصة أعمال “وليام شكسبير” التي قدمتها على المسرح وفي السينما فيلم “السيدة براون” الذي قدمت خلاله دور الملكة فيكتوريا, وفيلم “شكسبير في الحب” وفيلم “جولدن آي” أو “العين الذهبية”, وكلها أعمال أعشقها وأشاهدها إلى الآن لأنها تذكرني بذكريات جميلة وجوائز لا يمكن أن أنساها.