جديدنا في رمضان.. وثائقيات بنكهة الشهر
يعتبر شهر رمضان من المحطات المركزية في البرمجة السنوية لكل قناة تلفزيونية عربية. والملاحظ أن جل القنوات العربية تكثف خلال هذا الشهر من البرامج الترفيهية درامية كانت أو حوارية أو مسابقات. لكن للجزيرة الوثائقية تصور آخر للمواد التلفزيونية اللائقة بشهر رمضان المبارك وهو تصور يتماشى مع رسالتها الإعلامية ومع خطها في الإنتاج القائم على التثقيف والإمتاع.

هذه السنة وككل سنة تركز الوثائقية في إنتاجها الجديد الخاص برمضان على الأبعاد الإنسانية والطريفة المرتبطة بتجربة الصوم باعتبارها تجربة دينية ونفسية واجتماعية. لذلك تصب أغلب برامجها هذه السنة في الأنشطة المرتبطة برمضان وهي أنشطة ترفيهية ذات طبيعة خاصة. هذا إضافة إلى تسليط الضوء على الخصوصيات المحلية للتقاليد الرمضانية التي تختلف من دلوة لأخرى ومن مدينة للمدينة لذلك سنجد سلسلسة “رمضان ومدينة” وهي من السلاسل التقليدية في القناة إضافة إلى وثائقيات جديدة تصب في هذا الاتجاه مثل فيلم “رمضان ومدينة القدس” الذي يعرفنا على خصوصيات الحياة الاجتماعية والعادات في مدينة القدس تحت الاحتلال. وكذلك الشأن بالنسبة لفيلم “رمضان.. أنا والقرآن” الذي يعفنا على إحدى خصوصيات العادات الرمضانية لدى عائلة مسلمة في سنغفورة.
الرياضة والسياسة في رمضان …
نشاط فريد ويبدو بعيدا كل البعد عن شهر الصيام نظرا للجهد الذي تتطلبه الرياضة وخاصة كرة القدم التي ترهق الصائم. ولكن في بعض البلاد العربية تصبح هذه اللعبة ذات مذاق خاص.
ففي فيلم “الدوري الرمضاني بالمغرب” نتعرف على ظاهرة جديدة في العاصمة الدار البيضاء وهي ظاهرة الدوريات الكروية الرمضانية التي تقام لأول مرة من طرف جمعيات الأحياء المدينة القديمة والأحياء المجاورة لها والتي تترأسها جمعية كريال سنطرال و جمعية رحال. ويعرفنا الفيلم على كواليس التنظيم وخبايا المنافسة وأهم المدارس الكروية ولعل من الطريف أن للفتاة حضور في هذه الدوريات وهي سابقة فريدة من نوعها في المغرب.

نفس الظاهرة سنتعرف عليها في فيلم عن الدوري الرمضاني في مصر حيث يرى المشاهد خصوصية الأحياء ألمصرية في تنظيم الدوريات الرمضانية.
ومثلما اكتسبت رياضة كرة القدم نكهتها الرمضانية كذلك الأمر مع العمل السياسي الذي عادة ما يخبو في رمضان ولكن فيلم “إفطار سياسي” يقدم وجها آخر من وجوه تلون النشاطات السياسية بنكهة الشهر. “الإفطار السياسي” يتناول ظاهرة حديثة نسبيا تتمثل في انتشار الإفطار الرمضاني للقوى السياسية المختلفة والتي أصبحت تمثل بديلا للتواجد الفعلي في المجتمع في ضوء غياب الأطر الحزبية الفاعلية، وتعد هذه الظاهرة نوعا من الإبداع المجتمعي في ظل التضييقات السياسية والأمنية على العمل السياسي ما قبل الثورة المصرية.
رمضان .. الاستعداد الفني والإعلامي..
تتناول بعض الأفلام التي أنتجتها الجزيرة الوثائقية مظاهر الاستعداد الفني والإعلامي الذي يكتسي سمة خاصة سواء في مستوى الدراما الرمضانية أو الأغنية أو على المستوى التغطيات الإعلامية.
ففيلم “رمضان الصحفي” يتناول مظاهر استعداد المؤسسات الصحفية لشهر رمضان ومدى تأثير الشهر الكريم علي المواد الصحفية المنشورة، حيث تخصص الصحف والمجلات أبواباً وصفحات خاصة برمضان، كما تنتج أقسام التصوير والرسم الكاريكاتيري أعمالاً مميزة بنكهة الشهر الفضيل، يزور هذا الفيلم تلك المؤسسات الصحفية ويتجول في أقسامها المختلفة لنلتقي الصحافيين الذين يقدمون ويشرفون علي هذه المواد الرمضانية الخاصة .
كذا الأمر بنسبة لفيلم رمضان غنائي الذي يقترب من أحد صانعي تلك الأغاني الرمضانية ولنرى عن قرب كيف يستعد للشهر وكيف يتخير الأعمال والأساليب التي تتداخل كي تخرج الأعمال الغنائية بنكهة رمضانية. أما فيلم رمضان الدرامي فيتناول الإنتاج الدرامي الذي يكثر تقديمه خلال الشهر الكريم في مسلسلات وأعمال فنية تمتلئ بها الشاشات العربية ، وذلك من خلال الاقتراب من أحد صانعي تلك المسلسلات التي تلقى صدى خلال الشهر.
الخصوصية الوثائقية…
يمكن للوثائقي أن يكون وسيطا تثقيفيا مهما في شهر رمضان سواء في نشر الثقافة الدينية القائمة على التسامح والتراحم أم الثقافة الاجتماعية للتعرف على الخصوصيات المحلية المرتبطة بالتاريخ الاجتماعي لكل مجتمع ويتجلى ذلك ببهاء في رمضان. لذلك فإن الشهر الفضيل ليس مناسبة لرواج الدراما والبرامج الترفيهية فقط وإنما للوثائقي نصيب وهو النصيب الذي يمنحه المتفرج لنفسه كي يثقف نفسه ويستزيد من الثقافة بعد الترفيه.. وهذا ما تطمح الوثائقية إلى توفيره كخدمة ثقافية في لبوس حسن.