اليهود بين الشتات والمزاج
دراسة مقارنة عن “يهود مصر” و”ال جوستو”
رامي عبد الرازق
اليهود تلك الكلمة شديدة الحساسية التي ما ان تُنطق او يتم رصدها او الشعور بما يشير إليها داخل اي فيلم روائي كان او وثائقي, طويل كان ام قصير, حتى تشحذ حواس المتلقي وتستنفر مشاعرهم وتستفز مخزون الكراهية او النفور او التوجس في داخلهم, ونحن نتحدث هنا عن المتلقي العربي تحديدا وليس عن اي متلقي اخر في العالم.
ضمن عروض الدورة الخامسة لبانوراما الفيلم الاوربي في القاهرة(3 إلى 9 أكتوبر)عرض فيلمين هامين يتماسا في عدة نقاط شكلية إلا ان تماسهم العضوي الأكبر والاهم هو حديثهم عن”اليهود” الاول هو”ال جوستو” اي”المزاج”للمخرجة الفرنسية من اصل جزائري”صافيناز بوسبيه”وإنتاج جزائري-فرنسي, أما الثاني هو”عن يهود مصر” للمخرج الشاب”امير رمسيس”وهو إنتاج مصري.
بداية تبدو عناصر التماس او التشابه الشكلي واضحة, فكلا الفيلمين ينتميان للسينما الوثائقية, صحيح ان”ال جوستو”يعتمد في بعض مواضعه على اسلوب اعادة بناء الاحداث او الواقع reconstruction خاصة في البداية عندما ارادت المخرجة ان تحكي لنا كيف بدأت رحلتها مع البحث عن عازفي الموسيقى الشعبية الجزائرية القدامى, وهو ما لم يحتويه الفيلم المصري في اي موضع, ولكن تظل البنية الوثائقية واحدة تقريبا خاصة في اعتماد كلا الفيلمين على الشهادات المروية واستعادة الزمن عبر الحكي واستخدام الصور الفوتغرافية في التعليق البصري على مونولوج الشخصيات واستخدام المواد الأرشيفية للمدن والاحداث التي يتم الحكي عنها سواء القاهرة او الاسكندرية في الفيلم المصري والجزائر العاصمة(القصبة) في الفيلم الجزائري.
القصدية والاكتشاف

في الفيلم المصري تبدو الفكرة واضحة من العنوان”عن يهود مصر”هناك رغبة جلية يتم التعبير عنها منذ البداية في التعليق الصوتي القصير والوحيد الذي يضمه الفيلم حيث يقول المعلق ان الهدف هو البحث والتحري وتقصى الحقيقة حول طبيعة وجود اليهود في المجتمع المصري خلال القرن العشرين وتحديدا منذ بدايته وحتى خروجهم عقب حرب السويس عام 1956.
اما في الفيلم الجزائري فإن ذكر اليهود يأتي مع البحث حول فرق عازفي الموسيقى الشعبية الجزائرية حين تكتشف المخرجة ان نصف الفرق تقريبا كان من اليهود الجزائريين أو من اصل جزائري وان اغلبهم يعيش الان في فرنسا بعد ان خرجوا من الجزائر عقب الاستقلال عام 1962.
على مستوى البناء يتسم الفيلمين في الاجزاء الاولى-وتلك ليست صدفة-بالاعتماد على التعليق الصوتي في البداية فقط ثم يفرد شريط الصوت والبناء البصري للفيلم إلى حديث الشخصيات وروايتها عن حياتها وشهاداتها عن التاريخ والزمن الماض, وعندما قلنا انها ليست صدفة قصدنا ان هذا النوع من البناء السردي يعتمد على فتح طاقة صغيرة للمتلقي في البداية عبر التعليق الصوتي ثم تركه يتصاعد مع شهادات وروايات الشخصيات التي يحملها المخرج مسؤلية ان تسرد للمشاهد بدن التجربة الوثائقية.
وبينما يزيد الجوستو على يهود مصر في افراده مشاهد كاملة للاغنيات الشعبية حتى ان يمكن ان يصنف كونه فيلم وثائقي موسيقي إلا أن كلاهما يلتقي في نقطة صوتية وموسيقية هامة وهي استخدام التيمات الموسيقية الكلاسيكية في التعبير عن دواخل الشخصيات وحنينها لعوالمها القديمة وتحسرها على زمنها الفائت.
ففي حين تستخدم صافيناز في الفيلم الجزائري تيمات من الاغاني الشعبية الجزائرية وتسجيلات غنائية للمطريبن القدامي او بروفات للمطربين الحاليين, يستخدم امير تيمة اغنية ليلى مراد الشهيرة “اما انا مهما جرى حفضل اصون عهد الهوى”وهي المقطع الذي يقدمه في البداية بصوت ليلى مراد عند التعرض لوجود اليهود في الوسط الفني المصري خلال النصف الاول من القرن العشرين, واشهر فنانيهم التي تأتي على رأسهم ليلى مراد, واختيار هذا الكوبيله تحديدا له دلالاته الانسانية والعاطفية والسياسية على حد سواء خاصة ان اغلب شخصيات الفيلم من اليهود المصريين المهاجرين تفصح من البداية عن حنينها الجارف لمصر ولطفوتهم وشبابهم في القاهرة والاسكندرية ويعيد امير مع زميله في الانتاج الموسيقار هيثم الخميسي تقديم التيمة الموسيقية للكوبليه في نهاية الفيلم عندما تعترف كل شخصية صراحة بحسرتها على مغادرة مصر مجبرة ليتخذ معنى الاغنية معاني اعمق عبر توزيعها موسيقيا على صولو البيانو البطئ.
فرنسا المنفى الأجباري

يتقطاع الفيلمين فيما يخص خروج اليهود من المجتمعات العربية مصرية كانت او جزائرية في نقطة هامة جدا وهي اختيار اليهود من كلا البلدين لفرنسا كمنفى اجباري ومما لا شك فيه ان ثمة يهود اخرين من مصر والجزائر قد سافروا إلى كل الدنيا ومنهم من ذهب إلى اسرائيل بالطبع ولكن الفيلمين يتحدثان عن اليهود الذين خروجوا مجبرين من البلدين نتيجة الظروف السياسية والتغيرات الاجتماعية والانثربولوجية في التراكيب النفسية لكلا المجتمعين المصري والجزائري دون اغفال عنصر التقارب الزمني الحاد, فخروج اليهود من مصر اجباريا بدأ منذ عام 1956 بعد حرب السويس بينما بدأ فعليا في الجزائر بعد الأستقلال عام 62 اي بعد اقل من ثمان سنوات من بدء خروجهم من مصر.
كلا المخرجين سافرا إلى فرنسا للقاء الشخصيات اليهودية التي تحكي عن نشأتها في مصر والجزائر عن شبابها واصدقائها وجيرانها في شكل اقرب للتحليل العضوي لطبيعة المجتمعات العربية قبل ثورات الاستقلال وكيف كان المجتمع يحوي من الافكار الليبرالية والعلمانية الواعية ما جعله يستوعب ديانات وطوائف واجناس كثيرة لم تكن تشعر بأي تفرقه او بكونها اقلية مذهبية او عرقية وسط اكثرية مسيطرة او متحكمة بل على العكس تماما.
ان كلا الفيلمين يفضحان بشهادات”اليهود”المهاجرين او المُهجرين ومن خلال مقارنتهم داخل عقل المتلقي المصري او الجزائري الحالي كيف انقلب المزاج الاجتماعي وكيف حلت قيم التعصب الديني والتفرقة المذهبية والأستكثار بالعددية ونفي الاخر وتحقيره بل تكفيره في كلا المجتمعين, بدل من ان تزداد الشعوب نضجا وتحضرا عقب استقلالها عن تبعية الغرب ومشاكلاته السياسية وسيطرته الأقتصادية.
لم يكن غريبا ان يختار كلا الفريقين”يهود مصر ويهود الجزائر” فرنسا للذهاب إليها كمنفى اجباري فيهود مصر والمصريين كانوا ولا زالوا يعتبرون فرنسا وباريس المدينة الاكثر تحضرا ورقيا وفنا وحرية في العالم, ربما اكثر من امريكا نفسها, كما انها اقرب لمصر جغرافيا من دول اخرى وكان اغلبهم كما رووا في شهاداتهم يمتلكون ثقافية فرنسية رغم عيشهم تحت وطاة الاحتلال الانجليزي وكانوا يتحدثون بالفرنسية في البيت واغلبهم درس في مدارس الليسية الفرنسية العلمانية سواء في القاهرة او الاسكندرية, ولهذا لم يكن من الغريب اختيارهم فرنسا كمنفى.
اما يهود الجزائر فقد تم ترحيل بعضهم وخروج اخرين مجبرين إلى فرنسا على اعتبار انهم محسوبون من وجهة نظر السلطة الجديدة على الفرنسيين والسيطرة الفرانكوفونية ولهذا لم يكن مستغربا ان يستوطن كل من يهود مصر والجزائر المنفيين اجباريا فرنسا كمنفى بعيد-قريب من وطنهم الام.
سفر الخروج
ركزت صافيناز في”ال جوستو”على فترة ما قبل خروج العازفين اليهود من القصبة وعندما وصلت لاسباب الخروج الحقيقية مرت عليها بسرعة تاركة المتلقي يستعين بمعلوماته التاريخية عن المسألة او يكتفي بالأشارات السياسية التي قدمتها عن تلك الفترة على لسان الشخصيات اليهودية والمسلمة التي تحكي عن المرحلة.
أما امير في يهود مصر فقد توقف كثيرا حول اسباب الخروج وافرد لها مساحة واسعة على مستوى البناء المعلوماتي او البصري واستعان ايضا بشهادات اليهود المصريين عن فترة نزع الجنسية عنهم واجبارهم على المغادرة وامضاء اقرارات بعدم العودة, بالأضافة إلى التأكيد على تلك المعلومات عبر مصادر اخرى متمثلة في د. رفعت السعيد ود. محمد ابو الغار من دارسي وعارفي تلك الفترة التاريخية كي لا يصبح صوت الحكايات”اليهودية”عن الخروج من مصر احادي النبرة. وقد صدق كلا المؤرخين على كلام الشخصيات اليهودية تماما كما صدق العازفين المسلمين في فيلم صافيناز على شهادات زملائهم من اليهود الجزائريين المنفيين دون ان يعلم اي من الطرفين ما رواه الاخر وهنا تأتي قوة البناء الفكري للفيلمين وقدرتهم على التعامل مع القضية السياسية الشائكة بالكثير من الموضوعية والحيادية لانه لا يوجد اسهل من اتهامهم بالعمالة أو التواطؤ مع الشهادات اليهودية التي تفضح-خاصة في الفيلم المصري-الاسلوب المخابراتي والبوليسي الضيق الافق الذي تعاملت به الثورات العربية مع مواطنيها اليهود والذي استغلته اسرائيل نفسها فيما بعد لتتهم الانظمة العربية بمعاداة السامية.
ومن مواطن الكوميديا السوداء او السخرية القدرية ان كلا الفريقين من اليهود المصريين والجزائريين وعلى حسب شهاداتهم وروايات من عاصروهم كانوا من المنخرطين في العمل السياسي الوطني ضد الأستعمار الفرنسي والانجليزي على حد سواء, وكلاهما كان ضد فكرة انشاء دولة اسرائيل وضد فكرة الهجرة اليها او تقديم اي مساعدات لها وكم كانت دهشتهم كبيرة عندما وجدوا انفسهم يعاملون كأعداء وجواسيس في البلد التي ولدوا ونشأوا فيها ودفنت بأرضها عظام اجدادهم ولم يطالبوا يوما بان يكون لهم فيها اي مكانة خاصة او مختلفة عن بقية افراد شعبها.
في”ال جوستو”يتحدث العازفين عن انخراطهم في العمل السياسي مع الجبهة الشعبية للتحرير من خلال الاغنيات التي كانت تحتوي على شفرات سرية للقاء الخلايا المسلحة او الأفراح والحفلات التي كانت تقام لكي يتم عقد الاجتماعات السرية بين قادة الجبهة داخلها دون ان تشعر بهم المخابرات الفرنسية.
اما في مصر فقد استعرض المخرج نماذج كثيرة من اليهود الذين كانوا ضمن الحركة العمالية والشيوعية المصرية وكيف انهم كانوا يحاربون الصهيونية قلبا وقالبا بحكم انتمائهم لايديولوجية فكرية مختلفة من ناحية, وبحكم رفضهم لفكرة وطن اليهود في اسرائيل من ناحية اخرى, وقد افرد الفيلم جزء كبير من زمنه للتركيز على قصة هنري كوريل المناضل اليهودي المصري الذي طرد في الخمسينيات وظل جزءا من حركات التحرر العربي والأفريقي حتى اغتيل في اواخر السبعينيات نتيجة نشاطه السياسي ضد الامبريالية وقوى الاستعمار.
بل ان قصة هنري كوريل تشكل نقطة تماس رائعة بين الفيلمين خاصة عندما يتحدث معاصريه في الفيلم المصري عن دعمه لثورة الجزائر ووقوفه مع الشعب الجزائري في معركة التحرير ضد فرنسا التي نفي اليها اجباريا فيما بعد, عند هذه النقطة يمكن ان نقول ان كلا الفيلمين ودون قصدية وبسبب حديثهم المشترك عن فئة معينة-اليهود-تعرضت لنفس الظروف اصبح بينهم ما يشبه التكامل الفكري والزمني والتاريخي والسياسي.
الشتات والمزاج

وعند الحديث عن خروج كلا الفريقين من مصر والجزائر عمد كل من صافيناز وامير على ان تنعكس فكرة الشتات على الجزء الخاص بالحديث عن المنفى الاجباري ليس من خلال وجهة النظر الدينية اليهودية التي تقدم فكرة الشتات على انها مبرر اليهود للانتقام من اهل الارض جميعا او كما وظفتها الصهيونية على اعتبارها السبب الرئيسي في تكوين وطن قومي يهودي او دولة يهودية في فلسطين, ولكن الشتات في كلا الفيلمين هو شتات فكري وشتات هوية وانتماء وهو شتات له علاقة بتغيرات عضوية داخل المجتمعات العربية وصعود تيارات متطرفة تنادي بأقصاء الأخر وتعتبره عدو لله والوطن.
وقد وضح هذا اكثر ما وضح في فيلم”أمير”وذلك في الفصل الخاص بالعلاقة بين الاخوان المسلمين وبين اليهود المصريين ابان حرب 1948 واعلان قيام اسرائيل, حيث اتجه الاخوان في غباء سياسي وتطرف ديني لمهاجمة اليهود المصريين الذين كانوا بالامس فقط يأكلون معهم ويعيشون بينهم ويعتبرون جزءا من نسيج مجتمعهم, هذا الجزء الخاص بعلاقة الأخوان باليهود المصريين يلقي نظرة هامة على الوضع السياسي الحالي في مصر, رغم ان المشهد السياسي لا يحتوي على يهود لكنه يحتوي بالطبع على نفس المرجعية الفكرية المتطرفة والأقصائية والمتشجنة بلا عقل أو دراية.
ويتوقف كل من أمير وصافيناز امام طبيعة المجتمعات العربية الحالية سواء على مستوى السلطة او الشعب من خلال زاوية رغبة اليهود المهاجرين او المنفيين في زيارة بلادهم الأم, في فيلم”امير” تفصح الشخصيات في النهاية على ان ثمة رغبة دفينة بداخلها جميعا في زيارة مصر بل ان بعضهم تمكن من زيارة مصر بالفعل في بداية الثمانينيات بعد توقيع كامب ديفيد, والتي يجمع معظمهم على رفضها لرفضهم في الأساس فكرة دولة اسرائيل, هنا تبدو فكرة الوطن اكثر عمقا وتجذرا لديهم ربما اكثر ممن يعيشون في مصر الان, ليس لانهم يهود بل لانهم ذاقوا معنى النفي والطرد, ان اغلب الشخصيات اليهودية التي تتحدث في فيلم يهود مصر لا تحاول ان تستدرج عطف المشاهد او تقدم نفسها في ثوب الضحية او الشهادة وانما اغلبهم بحكم تكوينهم السياسي والثقافي يبدون كمناضلين منفيين بكل ما تحمله ملامح المناضل المنفي من جلد وما تعكسه عينيه من عزة وتعال على موقفه الضعيف.
اما في فيلم”الجوستو”والكلمة تعني”المزاج”اي الهوى الشامل او العاطفة المشبعة للأنسان نجد ان المخرجة تقوم بمحاولة لم شتات الفرقة الموسيقية القديمة عبر اصطحاب العازفين الجزائريين لزيارة مارسيليا ولقاء مواطنيهم وزملائهم واصحاب شبابهم من العازفين اليهود الجزائريين المقيمين في فرنسا منذ الخروج الكبير.
ان لم الشمل الذي تقدم عليه المخرجة من خلال حفل تحيه الفرقة كاملة يصنع من الموسيقى زمن اخر يعيد الجميع لشبابه ويعيد المتلقي إلى ايام قديمة كان السؤال فيها عن ديانة احدهم عيب كبير وخطأ اجتماعي لا يليق, وتفلح المخرجة التي هي نفسها صاحبة فكرة الحفل والتي انتجت فيما بعد البوما كاملا للفرقة المعاد شملها او المجتمعة بعد شتات خمسين عاما, تفلح في تحقيق”المزاج” المشبع لكلا الفريقين عندما تقدم لهم فرصة العزف مرة اخرى مع بعضهم, ولكن في فرنسا للأسف وليس في الجزائر, وقد اعترفت المخرجة في حوار صحفي لها انها حاولت ان تلم شتات الفرقة في الجزائر ولكن الظروف السياسية والامنية حالت دون ذلك تماما, ولم يكن امامها سوى اخراج العازفين من الجزائر إلى فرنسا بعد أن اصبحت المجتمعات العربية اقل رحابة مثلما كانت قبل قرن واحد فقط من الزمان.
عهد الهوى
قد يتصور البعض ان كلا الفيلمين في تبنيهم لعرض وجهة نظر اليهود الذين خرجوا رغما عنهم من بلادهم نتيجة الظروف السياسية ان هذا التبني نوعا من مغازلة الغرب او ض��ان الرضا السامي للوبي اليهودي في اوروبا والعالم ولكن المتلقي المحايد يدرك ان كلا الفيلمين يهاجمان في اكثر من موضع فكرة التفرقة العنصرية على اساس المذهب الديني او الأصل العرقي وان ازمة اليهود في مصر والجزائر تحديدا وبشكل عام سببها انهم وقعوا تحت طائلة تلك الفكرة التي عذبتهم اكثر مما عذبت الشعوب التي خرجوا منها وان دولة اسرائيل بكل عنصريتها وتطرفها كانت سببا رئيسيا في معاناة الملايين من يهود العالم الذين كانوا يعتبرون انفسهم مواطنين عاديين في دولهم وليسوا مميزين او”سامين”عن احد في شئ.
كذلك كان من ايجابيات الفيلمين انهم استطاعوا ان يعقدوا مقارنة في ذهن الملتقي العربي بين واقع المجتمعات العربية التي كانت في اوج تطورها الحضاري والانساني قبل نصف قرن فقط وبين حال تلك المجتمعات حاليا وحتى بعد الموجة الثانية من الربيع الثوري, لم يتحدث كلا الفيلمين عن الواقع الحالي ولكن تكفي الأشارة لما كان كي نتبين اين صرنا ولنتساءل ما الذي ادي بنا إلى ما وصلنا إليه وكيف السبيل للخروج مما نحن فيه والعودة لما كنا عليه قبل سنوات قليلة من عمر الزمن!