اختتام أيام قرطاج السينمائة 2012

السنغال تسافر بالذهب في دورة إفريقية بامتياز

تونس – صالح سويسي
اختتمت مساء السبت الماضي بقاعة الكوليزي بقلب العاصمة فعاليات الدورة الرابعة والعشرون من أيام قرطاج السينمائي بحفل نشطه منذر القلعي معوضا بذلك رمزي بن ملوكة ومريم بن حسين منشطي حفل الافتتاح، هذه الدورة التي غلب عليها طابع الارتجال في كثير من نواحيها، بدأً من الافتتاح الذي أسال حبرا كثيرا حول سوء تنظيمه وعدم ملاءمته لأقدم تظاهرة سينمائية عربية إفريقبة، مرورا بفقرات حفل الافتتاح التي لم تكن عند المأمول حسب أغلب المتابعين والمهتمّين بالشأن السينمائي والثقافي في تونس، وبدا واضحا أنّ جانب الاجتهاد كان منعدما في تأثيث الحفل فضلا عن الاختيار غير الصائب لمنشطة السهرة ولو لا الخبرة الكبيرة والمهنيّة العالية لرمزي بن ملوكة لتحوّل حفل افتتاح قرطاج 2012 لنكتة يتناقلها الناس، وصولا إلى ما شاب بعض العروض من تعطيلات أجلّت عرض بعضها، ليختتم الكرنفال الارتجالي بحفل توزيع الجوائز والذي كانت تونس فيه غائبة او تكاد.

                        الجمهور لم يكن راضيا على التنظيم

مصالحة مع الجمهور أم مجرد ظاهرة؟
وبعيدا عن حفل الافتتاح وسوء تنظيمة وبعده عن تكريس تاريخ التظاهرة وإظهار أبعادها الحضارية والجمالية في دورة أولى بعد الثورة، كانت النقطة التي نعتبرها مضيئة فعلا وتشي بكثير من التفاؤل ألا وهي الإقبال الكبير وغير المتوقع على الأعمال السينمائية التونسية وخاصة منها الطويلة سواء المشاركة في المسابقة الرسمية أو في باقي الأقسام. فشريط النوري بوزيد “ما نموتش” والذي سبق أن فاز صاحبه بجائزة احسن مخرج عربي في الدورة الأخيرة لمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي حضيَ باستقبال جماهيري فاق التوقعات ورغم أنّ العرض تأجل في مناسبتين إلاّ أنّه كان سيتمّ أمام شبابيك مغلقة نظرا لنفاذ التذاكر في وقت مبكر بل وقياسيّ أيضا. ولم يكن شريط “خميس عشيّة” لمحمد دمق والذي احتضنته قاعة الكوليزي بمنأى عن هذه الحفاوة حيث شهد العرض ازدحاما وتدافعا وإقبالا هامّ أيضا، باقي الأعمال التونسية شهدت بدورها متابعة جيّدة سواء “مملكة النمل” لشوقي الماجري أو “الأستاذ” لمحمود بن محمود والذي نال جائزة أفضل سيناريو. فيما يتعلّق بالأفلام القصيرة والوثائقية كان الإقبال متفاوتا ولكنه في أغلب الحالات كان محترما جدا. قلنا أنّ هذا الإقبال ينبئ بمصالحة بين الجمهور التونسي وسينماءاته وهو أمر في غاية الأهميّة خاصة في هذه الفترة التي تشهد كسادا على مستوى الإنتاج خاصة لدى بلدان عرفت بصناعة السينما مثل مصر. ولكنّ البعض يرى أنّ هذا الإقبال ليس إلاّ ظاهرة لن تتواصل طويلا بحكم عدة اعتبارات لعلّ اهمها الوضع السياسي والاجتماعي المحتقن في البلاد، دون أن ننسى أنّ تذاكر العروض كانت بسعر رمزيّ جدا فضلا عن الاشتراكات المحفزة، وهو ما سيجعل الإقبال أقل بكثير خلال الأسابيع المقبلة في رأي بعض المتابعين.

جوائز المهرجان
خرجت المشاركة التونسية خالية الوفاض من دورة استثنائية على جميع الأصعدة، وهنا لابد أن نشرير إلى ضرورة الجلوس سريعا حول تفاصيل الدورة الرابعة والعشرين لواحد من أعرق المهرجانات السينمائية العربية للوقوف عند أسباب التراجع والبحث في الظروف التي تظافرت كي تكون دورة ضعيفة حتى لا نتجنّى وندّعي انها فاشلة مقارنة بدوراتها السابقة على الأقل وليس مقارنة بمهرجانات فتيّة أصبحت في الواجهة وبعيدا عن لغة المال قوّام الأعمال وهو ما لا نشك فيه أبدا، وجب التبنيه أنّ النوايا الطيبة لا تصنع مهرجانات كبرى وناجحة، ثمّة ما يجب أن يأخذ أولوية الحضور في أذهان القائمين على الأيام وهو التحضير المبكر والتنظيم الجيّد وحساب كل شاردة وواردة وعدم ترك ثقب واحد يمكن أن يدخل منه النشاز على عزف الأركسترا وتناغمها.

                             تتويج الزورق من السنغال

لم تحضَ السينما التونسية إلاّ بتانيت فضي في مسابقة الأفلام الوثائقية من خلال شريط “تدافع 9 أفريل 1938” سوسن صايا وطارق الخالدي وجائزة أفضل سيناريو لمحمود بن محمود صاحب شريط “الأستاذ”، عدا ذلك عادت أغلب الجوائز للقارة السمراء حيث نال شريط “الزورق” صاحب التانيت الذهبي جائزة الجمهور أيضا وفي سجلّ الجوائز نجد بوركينا فاسو ورواندا والموزمبيق وأنغولا، فيما اكتفت مصر بالتانيت الفضي للأفلام الطويلة بشريط “الخروج على النهار” لهالة لطفي. وفيما يلي تفصيل للجوائز:
جائزة الجمهور:الزورق – موسى توري من السينغال
ورشة المشاريع:
-جائزة الألكسو:العلم-فراس خوري من فلسطين
-المعهد الفرنسي للتعاون: بنتي -ليلى بوزيد من تونس
                          ليبرو-مهدي هميلي من تونس
-المركز الوطني للسينما بفرنسا: باكيتالاكي-آداما سالي من بوركينا فاسو
                                  زهرة من حلب-رضا الباهي من تونس
-TV5 Monde  : الزيتونة الحمراء-كريم بن صالح من الجزائر
-المنظمة الدولية للفرنكفونية: أسطول صغير نحو غزة-لطفي عاشور من تونس
                                نزيلات الجناح ج –محمد نظيف من المغرب
*مسابقة الأفلام القصيرة:
-تنويه خاص: ثلاث – سابين شماع من لبنان
-تانيت برونزي: ذكاء – ناري كليمنتين دوزا بيجمبو من رواندا
-تانيت فضي:تدافع: 9 أفريل 1938- سوسن صايا وطارق الخالدي من تونس
-تانيت ذهبي:حياة قصيرة – عديل الفاضلي من المغرب
*مسابقة الأفلام الوثائقية:
-تانيت برونزي: كل هذا وأكثر –  وسام شرف  من لبنان
-تانيت فضي: العذراء والأقباط وأنا – نمير عبد المسيح من مصر
-تانيت ذهبي: الرئيس ديا – عصمان وليام مباي من السينغال
*مسابقة الأفلام الروائية الطويلة:
-أفضل دور نسائي ثان:إيفا موغاليلا – مارغاريدا العذراء من الموزمبيق
-أفضل دور رجالي ثان:شادي حداد – رجل شريف من لبنان
-أفضل ممثلة:شيلاّ ليما -كل شيء هنا على ما يرام من أنغولا

                                                           حضور افريقي لافت

-أفضل ممثل:علي سليمان – الجمعة الأخيرة من الأردن
-أفضل سيناريو:الأستاذ – محمود بن محمود من تونس
-لجنة التحكيم:اليوم تاي- ألان غوميز من السينغال
-تانيت برونزي:  الخروج إلى النهار – هالة لطفي من مصر
-تانيت فضي:موت للبيع- فوزي بن سعيدي من المغرب
-تانيت ذهبي: الزورق- موسى توري من السينغال


إعلان