حوار مع المدير التنفيذي لمهرجان الدوحة تريبيكا
عبد العزيز الخاطر أحد شباب قطر الواعدين تم تكليفه مديرا تنفيذيا لمهرجان الدوحة تريبيكا في دورته الرابعة. وهو يحاول أن يعطي انطلاقة قوية لمهرجان يبلغ من العمر أربع دورات كانت كافية لتنكشف الاستراتيجية الملائمة لتطوير السينما في قطر. التقيناه على مشارف نهاية المهرجان لنتحدث معه عن المهرجان ومؤسسة قطر للأفلام.

أستاذ عبد العزيز أنت تترأس الدورة الرابعة لمهرجان الدوحة التريبيكا وقد ورثت تركة محترمة من الإنجازات فكيف استلمت هذه التركة
الدورات الثلاث التي مرت من عمر المهرجان ساهمت في وضع أساس جيد للمهرجان ويتمثل هذا الأساس في الانفتاح على السينما العالمية وأيضا في استقطاب السينمائيين العرب ودعم صناعة السينما العربية والخليجية وخاصة في قطر ونحن فخورون جدا بتجربة “صُنع في قطر” التي ننتظر منها مستقبلا واعدا في تنمية صناعة السينما في قطر.
كونكم في مؤسسة الدوحة للأفلام تمثلون مؤسسة ومهرجانا في الوقت نفسه فما هي رسالتكم؟
مهرجان الدوحة للسينما يمثل جزءا من مهمة مؤسسة الدوحة للأفلام لأن المؤسسة تقوم بدور تكويني على مدار السنة من ورسات عمل ودورات تدريبية لكتابة السيناريو والإخراج وغيرها من متعلقات العمل السينمائي. وتتابع المبدعين الشباب في مراحل تكوينهم السينمائي إضافة إلى عروض الأفلام طبعا. ويأتي المهرجان ليتوج هذا الجهد المقام على طول السنة.
سؤال: نحن زرنا مقرات مؤسسة الدوحة للأفلام وكانت رائعة ولاحظنا أنها عامرة بالشباب الناشط فهل هذا أمر مقصود منكم؟
هناك الكثير من الشباب الناشط في مجال السينما في قطر. وإقبال الشباب على هذه الأنشطة يعود إلى تركيبة السكان في قطر حيث تمثل نسبة السكان دون سن 18 عاما نسبة كبيرة جدا. ونحن نسعى لتشجيع فئة الشباب والأكيد أنكم ستشاهدون شبابا آخرين يلتحقون بهذه المؤسسة وسترون مستوى راقيا منهم وهناك أفلام في الطريق.
وما مدى الاستفادة من الكفاءات العالمية والعربية؟
طبعا الاستفادة جيدة وملحوظة سنة بعد سنة وعلى سبيل المثال فيلم “الأصولي المتردد” للمخرجة الهندية العالمية ميرا ناير والذي عرضناه في حفل افتتاح هذه الدورة، ساهم فيه بعض الشباب القطري وتلقوا خبرة مميزة أثناء عمل الفيلم. وهذه هي غايتنا وهي توفير فرص مميزة للاحتكاك بالسينمائيين العالميين لمزيد الخبرة
على ذكر الأصولي المتردد الذي يعالج قضية معاصرة وهي صورة المسلم وأسباب تشويهها والبحث الموضوعي في هذه القضية، هل جاء إنتاجكم لهذا الفيلم صدفة أم يحمل وراءه رسالة حضارية مدروسة؟
نحن نعتقد أن السينما لها رسالة حضارية راقية والأصولي المتردد الذي عالج موضوع الهوية وسياسة التشويه المتبادل بين الشرق والغرب. وأراد أن يفحص أسباب هذه الحرب الثقافية والإيديولوجية. فالرسالة هي توسيع باب الحوار بين الشرق والغرب والسينما هي إحدى الجسور المهمة لإنجاح هذا الحوار.
التقينا الكثير من المخرجين وكلهم يشعرون بالامتنان من تمويل مؤسسة الدوحة للأفلام لأفلامهم.. وخاصة مخرجي المغرب العربي الذين اكتشفوا وجها آخر من وجوه الثقافة الخليجية؟
طبعا سيستمر هذا الدعم بل سيتطور في مجالات التنظيم للوصول إلى الإتقان. ونسعى إلى استقطاب الكفاءات العربية مغربا ومشرقا وربط جسور تواصل بين المبدعين العرب في مجال السينما سواء بالدعم المادي أو بتبادل الخبرات وهذا كله سيعود بالفائدة على السينما القطرية والخليجية والعربية أيضا.
كلما يطرح موضوع التمويل إلا ويطرح معه موضوع شروط الممول وخاصة الشروط السياسية والإيديولوجية فهل لديكم شروط تفرضونها على المخرجين والسينمائيين عموما؟
مؤسسة الدوحة للأفلام تهدف لتطوير السينما وقد أعطينا فرصا للكثير من السينمائيين لكن ليست لنا شروط تحد من حرية التعبير، نحن نريد من السينمائي أن يعبر بحرية في عمل متوازن وناضج وهو ما يجعله يبلغ مستوى إبداعيا عاليا.
دعم الفيلم الوثائقي في مهرجان الدوحة السينمائي هل هو خيار مدروس أم سببه قلة مشاركة الأفلام الروائية؟
بالعكس هناك 34 دولة شاركت بأفلام وثائقية وهذا دليل على أن مشاركة الأفلام الوثائقية في مهرجان الدوحة السينمائي هو محاولة منا لإتاحة الفرصة لهذه النوعية من الأفلام، وقد خصصنا لها جائزة ذات قيمة لأننا نعرف أن التعبير الوثائقي مختلف عن التعبير الروائي.
العلاقة بين المهرجانات السينمائية الخليجية الحالية هل هي تنافس أم تكامل ؟
نحن لا ننظر لهذا الموضوع من باب التنافس بل بالعكس نحن نرى أننا نكمل بعضنا بعضا، هدفنا واحد وهو النهوض بصناعة السينما. لذلك حضر الإخوان من مهرجان دبي ومن مهرجان أبو ظبي هذه الدورة ونحن أيضا نذهب إليهما ونحضر مهرجاناتهم ونستفيد من تجاربنا.
ضعف الجمهور بصراحة هو نقطة الضعف الأبرز في المهرجان رغم أن دورة هذه السنة حلت ضيفا على سوق واقف الشعبي في الدوحة، فهل لكم استراتيجية مستقبلية لكيفية جلب الجمهور إلى فعاليات المهرجان؟
الواقع أن هذا الأمر نضعه دائما في حسباننا لذلك لدينا استراتيجية تتم على مدار السنة لجلب الجمهور إلى السينما فنحن نعرض الأفلام في الحي الثقافي “كتارا” وفي متحف الدوحة الإسلامي وأماكن أخرى والهدف من هذا النشاط هو أن ندعم ثقافة الأفلام لدى الجمهور.
هل لكم كلمة توجهونها للشباب القطري الذي يريد العمل في المجال السينمائي؟
أقول لهؤلاء الشباب إن العمل في مجال السينما ممتع ومشوق ولكنه ليس عملا سهلا وبالإرادة يمكنه النجاح، وبالتوفيق للجميع.
