واقع السينما العراقية وآفاقها المستقبلية
لم تتحرك عجلة السينما العراقية منذ أواسط تسعينات القرن الماضي بسبب الحصار الاقتصادي والتوجه الشمولي للنظام السابق. وعلى الرغم من التغيير الجذري الذي حصل في العراق عام 2003 إلا أن قاطرة السينما ظلّت مركونة مثل امرأة مطلّقة في محطة مهمّشة ومنسية ضمن المشهد الثقافي العراقي حتى قام بعض السينمائيين الشباب في الداخل والخارج بجهود فردية مستقلة وأنجزوا بضعة أفلام روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، هذا إضافة إلى إنجازهم لبعض الأفلام الروائية القصيرة، بينما كنا، نحن المعنيين بالشأن السينمائي العراقي، نتوقع ثورة سينمائية جديدة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، فيما كانت الدولة منهمكة بالتحاصص، والمصالح الشخصية والحزبية، والاقتتال على المناصب الإدارية وما إلى ذلك. ومع ذلك فقد شهِد العقد الأول من الألفية الثالثة عدداً من الأفلام العراقية الروائية والوثائقية والقصيرة لمخرجين عراقيين أمثال قاسم حول، هادي ماهود، جمال أمين، محمد الدراجي، عدي رشيد، عباس فاضل، سمير زيدان، قتيبة الجنابي، قيس الزبيدي، فاروق داود، محمد توفيق، رانية توفيق، قاسم عبد، ميسون الباججي، جودي الكناني، بشير حاجم، طارق هاشم، عدي صلاح، خالد زهراو، عامر علوان، شوكت أمين كوركي، حسن علي، هونر سليم، لوند عمر، مهدي أوميد، هنار فرهاد، فكري بروشي وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعاً.
وحينما كثرت الضغوطات على وزارة الثقافة العراقية وغيرها من القنوات المعنية بالثقافة البصرية قررت الوزارة إنتاج ثلاثة عشر فلماً روائياً ووثائقياً لمخرجين عراقيين من مختلف الأجيال ومن بين هذه الأفلام نذكر “المسرّات والأوجاع” لمحمد شكري جميل، “بغداد حلم وردي” لفيصل الياسري، “صمت الراعي” لرعد مشتت، “اغتيال مع سبق الإصرار” لفاروق القيسي، “باسطو الأمن” لهاشم أبو عراق، “الواسطي” لطارق الجبوري وغيرها من الأفلام التي نتمنى أن ترى النور فعلاً في عام 2013 وهو العام الذي سيقترن بكون بغداد عاصمة للثقافة العربية.

وعلى الرغم من أن وزارة الثقافة العراقية قد قامت ببعض مسؤوليتها تجاه الخطاب البصري، إلاّ أنها لم تفِ العديد من المخرجين السينمائيين العراقيين حقوقهم الطبيعية بالحصول على تمويل مادي لإنجاز مشاريعهم السينمائية المؤجلة. ولكي نستجلي واقع السينما العراقية الآن وآفاقها خلال السنوات القليلة القادمة انتهزنا الفرصة وطرحنا السؤال التالي على خمسة نقاد سينمائيين معنيين بالنقد السينمائي العراقي والعربي والعالمي حضروا الدورة السادسة لمهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي وهم الناقد السينمائي الدكتور سلمان كاصد، المحرر الثقافي في صحيفة “الاتحاد” الإماراتية، والناقد السينمائي علاء المفرجي، محرر الصفحات الثقافية والسينمائية في صحيفة المدى، والناقدة السينمائية منى سعيد، محررة في مجلة “المرأة اليوم” الإماراتية، والناقد السينمائي عبد العليم البناء، محرر في صحيفة “المواطن” و الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم الذي يكتب في عدد من الصحف والمجلات العراقية. أما سؤال الاستفتاء فقد جاء على وفق الصيغة التالية:
“كيف تقيّم واقع السينما العراقية بعد التغيير الجذري الذي حصل في العراق، وهل تعتقد أنها سوف تأخذ المسار الصحيح على صعيد الإنتاج كماً ونوعاً خصوصاً وأن بغداد ستكون عاصمة للثقافة العربية عام 2013 وأن هناك نية لانتاج 13 فلما روائياً ووثائقياً طويلاً وقصيراً؟”
![]() |