بعضا من حصاد 2012 (الجزء الأول)

في العدد الأخير من مجلتنا على الآي باد لسنة 2012 اخترنا أن نقطف من منتوجنا السنوي ما تيسر من دراسات نراها مهمة وجديرة بإعادة النشر. ما اخترناه تم نشره في الموقع سابقا. وهي دراسات ومقالات كان لها صدى متميز لدى القراء.
أول هذه القطوفات هو نص انفردنا بنشره على مستوى الإعلام العربي وهو أول نص نقدي تحدث عن السينما في العالم. هذا المقال صدر في صحيفة لوكوريي (البريد). صدر يوم 30 ديسمبر 1895 فيما كان أول عرض قام به الإخوة لوميير يوم 29 ديسمبر 1895. وسيجد القارئ في هذا النص القصير ارتباك الكاتب والصحيفة أمام هذا الاختراع الجديد الذي سيقلب الثقافة البشرية وإلى الأبد. فصعب عليهم وصفه ولا حتى تسميته.

ثم اخترنا مقالا قويا في لغته وأفكاره ومرجعياته لأنه قادم من صلب الفلسفة والتفكير الفلسفي حيث فكك الباحث التونسي توفيق صويلحي على امتداد أكثر من عشرين صفحة رحلة العلاقة بين الصورة والفلسفة منذ القديم مرورا بدافنشي وصولا إلى الفلسفة الحديثة ومجال السينما ليفكك سؤالا طريفا وهو : هل أخطأت الفلسفة الصورة ؟؟ ليحتوي المقال على غوص عميق في النظريات الجمالية للتراث الفلسفي العالمي. ونعتقد أن هذا المقال ضروري جدا لفهم التوجهات الفلسفية التي درست الصورة وإشكالياتها الفكرية والمنهجية.
أما الناقد والأكاديمي الأردني عدنان مدانات فكتب عن التمثيل في الفيلم الوثائقي. متتبعا دور الشخصية في الفيلم الوثائقي منذ البدايات مع دزيكا فيرتوف وإيفنس وغيرهما وصولا إلى النزعات السينمائية الحديثة وحتى بعض المحاولات العربية الجديدة. فقد أهملت السينما الوثائقية الإنسان في البداية ثم سرعان ما جعلت منه مركز رسالتها ومصدر إلهامها. وتتناغم هذه الدراسة مع سابقتها في تسليط الضوء على العلاقات العميقة والخفية بين الفكر ومركز الإنسان فيه وبين السينما الوثائقية وتوجهاتها المتأثرة بالرؤى المتغيرة للعالم وللبشر. لذلك بدأت السينما الوثائقية تصور البشر باعتباره حقيقة ماثلة أمام الكاميرا وتطورات إلى صناعة حقيقة، ما، عن البشر وإعادة تركيبها لأن أولئك البشر لم يعودوا موجودين في مرمى الكاميرا.
ومرة أخرى يلتقي مقال عدنان مدانات بالترجمة الحصرية لأول مقال نقدي في التاريخ حيث تختزل الجملة الختامية في المقال “سيصبح الموت غير أزلي”.. عمق الفكرة التي انتهت إليها السينما الوثائقية والسينما عامة. فالسينما الوثائقية التي بدأت بإعدام البشر أمام حضور الطبيعة والمشهد عادت لتحييه وتبالغ في إحيائه بتركيب أشلاء الذاكرة، بواسطة شخصيات وأدوار، فيما يعرف “بالدوك – دراما”. 
أمير العمري يعرّف قارئه على مفهوم يُتداول في الأدبيات السينمائية وهو  “السينما الخالصة”. وهي بوابة للنظر في أفق جديد فتحته السينما متأثرة مرة أخرى بفلسفة الفنون والنقد الجمالي بشكل عام وهو أفق المتلقي ولعل النموذج المتميز للسينما الخالصة جسدته أفلام هيتشكوك الذي كان ينحو نحو التأثير في المتلقي بواسطة المونتاج أي بواسطة التقنية. هذه السينما تغلّب التقنية على المضمون أي صناعة الصورة على صناعة الفكرة. واعتبرت أن السينما ليست شعرا ولا خطبة ولا بيانا سياسيا ولكنها قد تكون كل ذلك، إنها صورة لها دلالة متعددة الأبعاد فلذلك وجب العكوف على الصورة ولا شيء غيرها. فيموت النص لتلد الصورة.

ثم اخترنا لقرائنا في هذا الحصاد دراسة نراها قيمة للناقد الفلسطيني بشار ابراهيم الذي أماط اللثام عن وثائق سينمائية غاية في الأهمية متعلقة بذاكرة النضال الفلسطيني الذي بدأ منذ أواسط السبعينات يعرف انضمام الكاميرا إلى البندقية لتكون سلاحا آخر يفيد القضية وينفعها أكثر من أي سلاح. فيعرض بشار ابراهيم عدة وثائق مهمة قابلة لأن تكون مادة وثائقية مميزة. نظرا لقوة القصة وعمق المعنى البشري الكامن فيها الذي يختزل ملحمة بشرية صنعت جمالياتها في النصف الثاني من القرن العشرين إلى اليوم وهي جماليات النضال الفلسطيني. ويأتي اختيارنا لهذا المقال في إطار إضافة بعدٍ عملي تطبيقي للمقالات النظرية آنفة الذكر.
سنختار لقرائنا على امتداد عددين ما نعتبره دراسات مرت على موقعنا واستقرت في رحم الذاكرة الالكترونية على الشبكة العنكبوتية ولا بأس في استعادتها للقراءة وإعادة النظر… والاستفادة.. ربما.

للتحميل
http://itunes.apple.com/us/app/mjlt-aljzyrt-alwthayqyt/id489190316?mt=8


إعلان