من وثائق أكاديمية مورلوك

حوار مع “جيرار كوران”، و”جوزيف موردر”

أجرى الحوار : “ديديه بوفلييه”
ترجمة : صلاح سرميني

عزيزي……..
بالطبع، وبدون أن تسألني، يُسعدني إعلامكَ بمُوافقتي على ترجمة، ونشر محادثة مورلوك التي جرت في عام 1994 مع السينمائيّ “جوزيف موردر”.
في فيلمThe Time Machine  (آلة الزمن) من إنتاج عام 1960، وإخراج “جورج بال”، يصل البطل الذي يسافر في المستقبل إلى العام 802701، وفي تلك السنة البعيدة يلتقي بالمورلوكييّن، ويشنّ عليهم حرباً طاحنة، ينتصر، ويُبيدهم، أو يعتقد بأنه قضى عليهم، لأننا في نهاية الفيلم لا نعرف شيئاً عن مصيرهم، هل سوف يعيشون، ويتغلبون على هذه الهزيمة ؟ أو يتجددون، ويبقون على قيد الحياة ؟
المُفاجأة المُفجعة للسينما، بأنه في عام 1968 ظهر مورلوكيّون جدد، وفي عام 1994 وصل آخرون أكثر شباباً، وفي عام 2012 جاء ناقدٌ سينمائيّ مورلوكيّ من مجراتٍ أخرى، وبحث بفضولٍ عنهم، فوجدهم مايزالون على قيّد الحياة أكثر من أيّ زمنٍ في الماضي، أو المستقبل، يعيشون كعادتهم في كهوفهم، ولم يتوقفوا أبداً عن إبداع أفلاماً جديدة تُزعج إحتشام، وروتين، ورتابة الـ “س.س.س” (وتعني : السينما الإستهلاكية الرائجة).
في عام 2012 المورلوكيّون ليسوا على إستعدادٍ للإنقراض.
جيرار كوران.

***

الخطاب التأسيسيّ الأول لأكاديمية مورلوك
أُعلمكم، بأنني لستُ مُتأثراً على الإطلاق بهذا الخطاب التأسيسيّ الأول لأكاديمية مورلوك، بهدوءٍ أريدُ أن أبصقَ على هذا الرئيس الحقير “جوزيف موردر”، لأنه إتصل بي، ودعاني للإنضمام إلى نادي البُلداء.
وبالآن ذاته، أطرطشُ بعض البصاق على رئيسنا الشرفيّ “رولان لوتم” آكل ديدان الأرض الحاصل على براءة إختراع عنها، وفي هذه المُناسبة، أقدمُ له دليلاً دعائياً فاقد الصلاحية، يعود تاريخه إلى عام 1978 يخصّ شركة 3 Suisses المُتخصصة ببيع الملابس الخارجية، والداخلية عن طريق المُراسلة.
أُلقي قيئاً فاتحاً على “غي بيزيتا”، ومُلوناً على “جان كلود ريمينيّاك” حيث يُبرهن موقعهما التأسيسيّ، وأقدميّتهما على تخلفهما العقلي.
أرسلُ شتائم سوقية باللغة الصينية إلى “آلان مارشا”، وبالبروتونية إلى “فرانسوا راؤول دوفال” تسمحُ له بإستلام عدداً من مجلة الإكسبريس بالفرنسية، وباللغة الرومانية القديمة إلى “دومينيك نوغيز”.
أتقيأ ما تبقى في معدتي من بقايا أكلة ملفوفٍ مطهيّ باللحوم المُقددة على “دانييل بيلبيرغ”.
أقذفُ شرائح بطاطس مقلية على “نويل غودا”.
أهدي بُرازاً من الكاميرون إلى “لوك موليه”.
أُصوّب ركلةً في ركبتيّ “جان دوشيه”.
وأخيراً، أفرغُ صندوقاً من زجاجات زيت الخروع في فم “فانسان  توليدانو”، هذا المُدمن الذي يجذبه أيّ سائل (صالون “نادي بيرنو” باريس، ـ 15 ديسمبر 1980).
***
ـ أجرى المُقابلة “ديديه بوفلييه” في قهوة “زيمير” بباريس بتاريخ 14 ديسمبر عام 1994، ونُشرت في كتالوغ (100 سنة من السينما،…30 سنة من أفلام السوبر 8)، والتي نظمّتها “سينما سبوتنيك” في جنيف (سويسرا)، يناير 1995.

“جوزيف موردر”، واحدٌ من مؤسّسي مجموعة مورلوك (في عام 1971، الجيل الأول)، وهو رئيسها لمدى الحياة، ويعيش حالياً في المنفى (أو عائدٌ من المنفى، هو نفسه لا يعرف بالضبط).
“جيرار كوران”، مورلوكيّ من الجيل الثاني (1980)، واحدٌ من مؤسّسي أكاديمية مورلوك،….ومن هواة سباق الدراجات الهوائية.
بدأت الحكاية في نهاية عام 1969(والتي يُقال عنها بالفرنسية بأنها السنة الشهوانية) مع ثلاثة أشخاص (غي بيزيتا، جان كلود ريمينيّاك، وجوزيف موردر) لم يكونوا عاقلين في إحدى مدارس السينما بباريس، ومع نهاية دراستهم، فشلوا في إمتحانات التخرّج،…ولكنهم، كانوا الوحيدين الذين أنجزوا أفلاماً فيما بعد.

***

جوزيف موردر : …..ذهبنا في عطلة إلى منطقة Cévennes، وبالتحديد قرية صغيرة نائية إسمها Chamboredon–par–Chamborigaud مع بعض أعضاء مدرستنا، وبصحبة مُلهمتنا، ومستشارتنا السرية “سيغريد أبيرلان” التي كنا نعشقها جميعنا،…وهناك أنجزنا فيلماً من بطولة “جان كلود ريمينيّاك”، صور كلّ واحدٍ منا مشهداً منه، كانت فترة شبابية متحررة، نتنزه، ونسبح عراة في الطبيعة، ونمارس أشياء كثيرة ممتعة، كان “بيزيتا” يوشوش نفسه متذمراً،…بينما كنت أجوب في الحقول، و”ريمينيّاك” ينتفض مثل طيرٍ غاضب،..وهكذا، أنتجت تلك المغامرات فيلماً بطول 23 دقيقة.
وبشكلٍ ما، يمكن إعتباره بيان المورلوكييّن الأوائل، وفيما بعد، إرتكبنا جريمة إنجاز أفلاماً أخرى، كان عنوان أحدها “البقال” حول قصة بقال يسكن في أسفل العمارة التي كنت أقطن فيها،…وأنجز “جان كلود ريمينيّاك” فيلماً بعنوان “كليشي”، لقطة واحدة ثابتة مع إمراتيّن مسنتيّن تجلسان في حانة، تتحدثان مع بعضهما، وبينهما كلبهما الصغير يحاول بأيّ وسيلة التخلص منهما، لأنه كان منزعجاً من الضوء، بينما أنجز “غي بيزيتا” فيلماَ بعنوان “حقنا في الكسل” حول مصنع آلات كتابة، أنجزناه بطريقةٍ كلاسيكية، ولكننا وضعنا في شريط الصوت نصّاً لاعلاقة له بالموضوع إطلاقاً.
كما بدأ البعض من المورلوكييّن بإنجاز ملفاتٍ سميناها “أرشيف مورلوك”، تستند فكرته على تصوير المظاهرات في باريس، وعيد العمال في الأول من مايو، وطقوس الدفن (جان بول سارتر على سبيل المثال)، بدأت تلك المبادرة يوم وفاة “ديغول” في 9 نوفمبر 1970، ولكن، فعلياً، كنا قد صورنا مسبقاً ملفاتٍ بدون أن نعرف، ومن ثم واصلنا خطواتنا تلقائياً، وفي نهاية السبعينيّات، وصل أعضاء من جيلٍ جديد عن طريق “جيرار كوران”، و”فانسان  توليدانو”، وضعونا أمام الأمر الواقع :
ـ يجب تأسيس أكاديمية….
وهكذا تأسّست الأكاديمية رسمياً في 15 ديسمبر 1980 ومن ثم قام الصديقان الخبيثان بإنقلابٍ (يقصد جيرار كوران، وفانسان  توليدانو)، أنا الذي كنت أعتقد بأنني سوف أكون رئيساً لمدى الحياة، وجدت نفسي في حكومة ثلاثية .
وهكذا تأسّست أكاديمية مورلوك بطريقةٍ غير رسمية، كان الأمر مزاحاً فيما بيننا، شاهدنا كلباً يبول،..أو بالأحرى “جان بيير موكي” يصوّر مع “فرانسيس بلانش”، وقلنا لأنفسنا :
ـ إنها مورلوك.

وشيئاً فشيئاً أصبحت.. أكثر أهميةً، وعلى مرّ السنوات، بقيّ من المورلوكييّن ثلاثة أصدقاء يلتقون من وقتٍ إلى آخر، وفي بعض الأحيان يقولون :
ـ إنها مورلوك .

جيرار كوران : جاءت كلمة “مورلوك” من مصدرين، إذا كنتَ قد قرأتَ رواية ويلز “آلة إكتشاف الزمن”، وشاهدتَ فيلم “جورج بال” الذي نقلها بإخلاصٍ إلى السينما عام 1960 سوف تعرف بأن المورلوكييّن هم كائنات نصف بشر، نصف حيوانات، نوعٌ من إنسان ما قبل التاريخ يعيشون آلاف السنين في المستقبل، المورلوكيّون جزءٌ من نوعين من الكائنات التي توجد على الأرض، من جهةٍ، هناك الـ Élois، مراهقون يعيشون على السطح، ولا يعملون، وهم على قدرٍ كبير من الشباب، والجمال، والسذاجة، ومن جهةٍ أخرى، هناك تحت الأرض، أولئك الذين لا نراهم، المورلوكيون الذين يعملون، ويحركون خيوط الأحداث، وهم أشرار، لأنهم يتغذون على لحوم “الإيلوا”، يتصفون بالقبح، والفظاظة، يغطي الشعر أجسادهم، يشبهون قليلاً الإنسان البدائي، ولا يتحملون الضوء، ومن أجل هذا السبب يسكنون في كهوفٍ كبيرة جداً.
وبعد شرح هذه التفاصيل، يجب الإعتراف بأنهم شخصيات مثيرة للإنتباه، لأنهم من صنف إنسان ما قبل التاريخ في الأزمنة المُستقبلية، ونحن المورلوكيون، وبطريقةٍ ما، نشبه هؤلاء، ونصف أنفسنا بأننا سينمائيون من ما قبل التاريخ في الأزمنة البعيدة، ونفخر بمعلمينا : ألبرت كان، وأوغوست، ولويّ لوميير.
ومن ثمّ ظهرت كلمة Morloch مع حرف  h في Snobs، واحدٌ من أوائل أفلام “جان بيير موكي” مع “فرانسيس بلانش” في الدور الشهير “مورلوش”، وهي شخصيةٌ مخادعةٌ، وفاسدة، ويُعتبر هذا الممثل، بمثابة الأب الروحي للمورلوكييّن.
قمنا بتأسيس أكاديمية مورلوك في شهر ديسمبر عام 1980 في صالون “نادي بيرنو” الذي قدم لنا مكانه الرائع الكائن في شارع الشانز إيليزيه، ومشروبه الشهير المناسب لكلّ أنواع حفلات الإستقبال.
كانت أكاديمتنا مكوّنة من 13 عضواً، ومنها ثلاثة رؤساء لمدى الحياة، وهم : جوزيف موردر، فانسان توليدانو، وأنا، وثلاثة مؤسّسين هم : جوزيف موردر، غي بيزيتا، وجان كلود ريمينيّاك، وكان لدينا مراسلون في فرنسا، وخارجها، على سبيل المثال “جاك دوتوا” في بييّن(سويسرا)، “إدوين جاييل” في أوربانا (الولايات المتحدة)، ودزينة من رفقاء الدرب قريبين من روح، وفلسفة مورلوك، ولكنهم لم يمتلكوا بالضبط مستوى مورلوكياً يؤهلهم الدخول إلى الأكاديمية، كانوا بمثابة حلقة ثانية تلتف حول النواة، يجب التذكير، بأنه كان من بين المورلوكييّن إمرأة هي “ماري ميرسون” التي توفيت منذ ذلك الوقت.

جوزيف موردر : إنها المرأة الأولى في أكاديمية مورلوك، بينما إنتظرت الأكاديمية الفرنسية 300 عام كي تدخل إليها المرأة الأولى، على حين دخلت المرأة إلى أكاديمية مورلوك بعد عامٍ فقط.

جيرار كوران : كان هناك أيضاً جان بيير موكي، لوك موليه، رولان لوتم رئيسها الشرفي، آلان مارشا من السينماتك الفرنسية، وآخرين غيرهم، يجب الإشارة، بأنّ كلّ عضو يتمّ تعيينه مدى الحياة، ومن المستحيل السماح له بالإستقالة، في إحدى الفترات، أرداد “دومنيك نوغيز” الإنسحاب، ولكننا لم نسمح له، وقد إستوحينا هذا الشرط من الأكاديمية الفرنسية، عندما ندخلها لا نستطيع الخروج منها، ومع أن “جوليان غرين” تركها، فهو إستثناء يؤكد القاعدة، في أكاديمية مورلوك نلتزم بنفس الشرط، ولكن، لا يوجد عندما إستثناء، مورلوك مدى الحياة.

جوزيف موردر : كان تاريخ 15 ديسمبر 1980 يوماً رائعاً، حدث ذلك بعد يومين من لقائنا مع “آبل غانس”، نظمنا إحتفالاً كبيراً في “نادي بيرنو” الكائن في شارع الشانز إليزيه، وهناك تمّ الإعلان عن تأسيس “أكاديمية مورلوك”، كانت باريس كلها هناك، حوالي 200 شخصاً تمّ إختيارهم بعناية، حينذاك منحنا “جائزة مورلوك” لآبل غانس، وسلمناها له شخصياً في بيته.

جيرار كوران : من تلك الشحصيات “روبير شازال” من فرانس سوار، إتصلنا بالسيد “إيف ليمان” مدير “نادي بيرنو”، وطلبنا منه بأن يسمح لنا بتنظيم إحتفالية لمنح جائزة، وتأسيس أكاديمية للسينما، وافق على إقتراحنا، ولم يشكّ بالخدعة، بدأت السهرة بشكلٍ طبيعي، كان الحاضرون يحتسون الخمور بشراهة، وعندما وصل الجميع إلى حالة أقلّ، أو أكثر من الثمالة، قدمنا خطاباً مورلوكياً بمحتوى عبثي، وبلا معنى، وفي تلك اللحظة، وبعد حوالي ساعتين من بداية الإحتفالية، فجاةً أدرك السيد “ليمان” بأنّ أكاديمية مورلوك لم تكن أبداً كما تصورها، كان يتخيل بأنه سوف يستقبل أعضاء أكاديمية محترمة جداً، يرتدون ربطات عنق، وملابس خضراء، بينما كان الحاضرون على العكس تماماً، نرتدي الجينز، شعورنا طويلة، ونحمل كاميراتنا الصغيرة، في البداية ألقى “جوزيف” خطاباً، ومن ثمّ جاء دوري، في خطابي (أنظر النصّ في مقدمة الحوار) شتمتُ كلّ واحد من أعضاء الأكاديمية، ومازلتُ أتذكر وجه السيد “ليمان” وهو ينقبض تدريجياً كلما واصلتُ القراءة، ويتلوّن وجهه بألوان قوس قزح، لم يفهم شيئاً مما يجري حوله، وتجاوزه الحدث تماماً، وطغى على السهرة بعض البرود، سرعان ما تبخر بفضل إبتلاع المشروبات الكحولية، وكانت نقطة الذروة وصول “جان بيير موكي” في نهاية إجتماعنا، والتي خففت الأجواء تماما.

LES BARBOUZES(المُرتزقة هي الترجمة الأقرب لهذه الكلمة)

جوزيف موردر: من الغريب جداً، وكما يبدو، في كلّ عشر سنوات هناك نوعٌ من تجديد الأجيال، في نهاية السبعينيّات كان هناك جيلٌ سينمائيٌّ جديد، وفي بداية التسعينيّات وصل سينمائيون من جيل آخر وُلد عملياً مع المورلوكييّن، وقرروا بأن يصبحوا أعداء لنا، ومنح هؤلاء أنفسهم إسم “المُرتزقة”، وفي السينماتك الفرنسية العام الماضي (1993)، كان لي الشرف بأن أتلقى منهم قطعة جاتو على وجهي، وإنتهزوا الفرصة لإعلان الحرب عليّ، ومنذ ذلك الوقت أصبحنا أعداء متحابين جداًَ.

جيرار كوران : تضمّ أكاديمية مورلوك الشهير “نويل غودان” المُغرم بقذف قطع الجاتو بالكريمة في وجوه المشاهير..

جوزيف موردر : نعم، أعتقد بأنهم إستلهموا منه هذه الهواية، لأنني عندما سألتهم لماذا فعلتم ذلك ؟ أجابوني :
ـ كنا تلاميذكَ، وفي يوم ما، قلتَ لنا بأنه علينا أن نثور، وها نحن نثور، ونُعلن عليك الحرب.
إذاً، هم يعرفون بأنّ هناك بين المورلوكيين قاذف قطع جاتو، وبدوره لم ينسوه بواحدة، ولكن بروحٍ مختلفة عما كان يفعله “نويل غودان”.

جيرار كوران : منذ عام 1973 وبشكلٍ خاصّ بمناسبة مهرجانات السينما، بدأ المورلوكيون يمنحون جوائز لأفلام، وممثلين، ….وعمال العرض، وحتى لجنة تحكيم في مهرجان سينمائيّ ما كما حدث في بلفور عام 1979، ومختبرات كما الحال مع”ترانس أوكتوفيزيون”، مختبرٌ لتحويل أفلام من مقاس 8 إلى 35 مللي(يُقال نفخ أيضاً) الذي إستلم جائزة بعنوان “المختبر الأكثر إنتفاخاً”، وحتى اليوم منحنا حوالي ثلاثين جائزة مورلوك، ومنذ وقتٍ قصير، بدأنا نمنح “جائزة مورلوك الكبرى” ..ولكن، أترك الحديث عنها لـ”جوزيف موردر”، لأنه أول من بادر إلى منحها .

جوزيف موردر : منذ عام 1991 قرر المورلوكيون بأن يكون لهم بلداً أسميناها “مورلوكيا”، وإخترنا “رومورانتان” عاصمةً لها، وهي تقع في وسط فرنسا، وفي كلّ عام نسافر إلى هذه المدينة، ونقف أمام محطة القطار، ونمنح “جائزة مورلوك الكبرى” إلى مجموعة، أو شخص نجد بأن عموم أعماله أثرّت على روح مجموعة مورلوك.
من الأوائل الذين حصلوا على هذه الجائزة :
ـ مجموعة Bande à part في “شاتورو” عام 1991
ـ “فيليب لوكلير” عام 1992
ـ “دومنيك باياني” من السينماتك الفرنسية عام 1993
ـ مجموعة “المرتزقة” عام 1994
ـ “جاك دوتوا” عام 1995
أول جائزة مُنحت لـ “آبل غانس” في 13 ديسمبر عام 1980، ذهبنا إلى بيته، وقدمنا له أصيصاً من الزهور، ومازلنا نتذكر جارته السيدة “سالاكرو” التي إستقبلتنا بحفاوة.

جيرار كوران : إمرأةٌ مشهية، وخارقة، كانت ترتدي حمالة صدر رائعة،….

جوزيف موردر : كان “آبل غانس” يلجأ بإستمرار في ثدييها، صدرها الفخم، وكان يشبه “فولتير”، ويضع قبعة على رأسه، وقتذاك كان يبلغ 91 سنة من العمر، وكان يقول لنا :
ـ معاكو فلوس، معاكو فلوس ؟
كنا نستغرب أن يطلب منا نقوداً.
أجرينا معه محادثة طويلة لم نُصورها، كنا ودودين معه، وهي حقاً ذكريات لا تُنسى، بعد ذلك اللقاء أخرجت فيلماً لم أنجز مثله أبداً في يومياتي الفيلمية، مشهداً كما كان يفعل “ميلييس”، وفيه مثلتُ دور “آبل غانس”، كنت متاثراً به إلى حدٍّ كبير إلى درجة أصبحت “آبل غانس”، وكان يتوجب عليّ إخراج نفسي من تلك الحالة، وكان الحل الوحيد إعادة تمثيل المشهد، أنتَ (يقصد “جيرار كوران”)، كنتَ الشخص الذي قدم له الجائزة، و”آن فورمز” كانت السيدة “سالاكرو”.

جيرار كوران : هل تعرف بأنها تزوجت، وتنتظر طفلاً ؟

جوزيف موردر : نعم، نعم، أعرف ذلك، كانت “آن فورمز” صديقتي في ذلك الوقت، ولعبت دور الجارة الثرية، ولم تصادفني أيّ عقبة كي ألجأ بين ذراعيها.

جيرار كوران : لا أريد أن أتحدث عن طقوس مورلوك، لأنني ضدّ إحتفاليات “جائزة مورلوك الكبرى”، ولا أشارك في تلك المراسم هناك.

جوزيف موردر : أعتذر، لن أحكي عن مراسم مورلوك لأنها سرية، فقط الأشخاص الذين يشاركون فيها يعرفون تفاصيلها، وعليهم أن يُقسموا بأن لا يكشفوا عنها، إذاً سوف تفهم جيداً (يوجه حديثه لـ “ديديه بوفلييه”) بأنه لا يمكن أن أقول أيّ شيئ…وإلاّ لم يعدّ لهذه المراسم معنى، يجب المجيئ إلى الإحتفالية القادمة التي من المفترض أن تنعقد أمام محطة قطار مدينة “رومورانتان” في منتصف نهار يوم أحد من أيام شهر سبتمبر، ومن أجل تقديم جائزة مورلوك الكبرى يجب على كلّ مورلوكيّ أن يمتلك على الأقل شيئاً ما، مثلاً ملابس من الألوان الدارجة، هذه السنة هو اللون البنفسجي، كان اللون الزهري في السنة الأولى، اللون الأصفر في السنة الثانية، اللون الأسود في السنة القادمة…نفكر بإحتفاليةٍ أخرى سوف تحتفي باللون الأبيض،….السنة القادمة، وبمناسبة مئوية السينما سوف نعتمد اللونيّن الأبيض، والأسود (المُترجم : لأول مرة من تاريخ ذاك الحوار، ينتبه “جيرار كوران” بأنّ هناك تناقضٌ في كلام “جوزيف موردر” حول اللون المُعتمد، حيث يقول مرةً بأنه اللون الأبيض، وفي الجملة التالية، يُشير إلى اللونين الأبيض، والأسود).

جيرار كوران : بالنسبة لي، سوف أعاني من مشكلةٍ مع مراسم السنة المقبلة، لأنني إشتريت لها خصيصاً معطفاً أسود اللون، وإذا إنعقدت في شهر سبتمبر، سوف يكون من الصعب إحتمال إرتداء هذا المعطف.
حسناً، لقد فهمنا بأنه كي تكون مورلوكياً، يجب قبل كلّ شيئ إمتلاك نظرة واسعة عن الآخر، موقفاً متمرداً بجدية، وحالةً مزاجيةً تحتاج إلى العمل المُتواصل حتى التعرّق.


إعلان