حوار مع مرزاق علواش مخرج فيلم “التائب”..
للسنة الثانية على التوالي يحصل المخرج الجزائري المخضرم مرزاق علواش على جائزة أفضل فيلم روائي في مسابقة الأفلام العربية في الدورة الرابعة لمهرجان الدوحة تريبكا. فقد تحصل السنة الماضية على هذه الجائزة عن فيلمه “نورمال” (طبيعي) ثم حصد فيلمه “التائب نفس” الجائزة في هذه الدورة.

السنة الماضية حصدت الجائزة وهذه السنة أيضا لقد أصبحت المتربع على عرش جوائز مهرجان الدوحة تريبكا
(ضاحكا) هل تتصورون أني مشارك ببعض “الأسهم” في الجوائز التي يتم توزيعها؟
لا لا طبعا.
الحقيقة أن ما يهمني أكثر من الحصول على الجائزة هو الحضور والمشاركة في هذه المهرجانات، وهذا مفيد لكل السينمائيين، لكني أريد أن أشير هنا إلى الشعور بـ”الإذلال” الذي يصيب السينمائيين الشبان الذين لا يشاركون في هذه المهرجانات، وأعرف منهم شبانا جزائريين كثيرين متميزين، ولا أعرف ما إذا كان هناك من سيهتم بهم، وهذه من مشاكل صناعة السينما، وعلى العموم نحن بحاجة إلى أن نساعد السينما بكل الوسائل.
نحن نعلم أنك استثمرت قيمة الجائزة السنة الماضية لتنتج فيلم الفائز “التائب” وعلمنا أنك وجدت عدة صعوبات ؟
فعلا أنا استثمرت القيمة المالية للجائزة السنة الماضية واعتمدت على دعم مهرجان الدوحة لأنتج فيلمي هذا في ظروف صعبة وقاسية وفي وقت وجيز. فقد وجدت إشكاليات في التصوير وفي التمويل وهذا الفيلم تم تصويره بكاميرا لا تتجاوز قيمتها 6000 يورو اشتريتها للغرض لما ضاقت السبل ورفعنا التحدي. كانت لنا إرادة وعزيمة لإنجاز هذا العمل وقد توفقنا في إنجازه بجهود كل الشباب المشاركين فيه من ممثلين وتقنيين وغيرهم. الذين برهنوا على عزيمة شبابية قلّ نظيرها ولم تثنهم الصعوبات. وها نحن بينكم في الدورة الرابعة للمهرجان.
كيف وجدتم الدورة الرابعة من مهرجان الدوحة السينمائي “ترابيكا”؟
أنا لم أحضر إلا دورتين فقط من المهرجان، لكني أرى أن مهرجان الدوحة يطور ذاته ويبلي بلاءً حسنا، وفي النهاية سيتغلب على كل المشاكل الصعبة التي قد تعترضه مستقبلا.
هل لاحظتم أن هناك مواضيع مشتركة تجمع التجارب السينمائية المغاربية (تونسالجزارالمغرب)؟ وهل هذا محض صدفة أم أن الأمر له أسبابه ودلالاته؟
نعم هذا صحيح، لكن لا أظن أن السينمائيين المغاربيين عقدوا اجتماعات وموائد مستديرة للتعبير عن تجاربهم السينمائية بل كان لكل سينمائي منهم أسلوبه وطريقته في السرد السينمائي، كما أن كل واحد منهم كان يعرف ما يحدث في تجارب الآخرين القريبين منه.

لكن هناك بعض الأمور المشتركة بينكم وبين المخرج التونسي محمود بن محمود مثلا في التطرق إلى مواضيع حقوق الإنسان؟
أنا أعرف واقع السينما منذ وقت طويل وأعرف السينمائيين بهذه البلدان المغاربية، كما أعرف أنه لا يمكن رواية قصة سينمائية بدون الاستفادة والتفاعل مع التجارب السينمائية القريبة منها.
وبالنسبة للسينما العربية كيف ترونها؟
في البداية أنا أرى أن “السينما التجارية” بعد الثورات قد اختفت تقريبا وتركت لنا المجال للإبداع، كما أرى جيلا سينمائيا جديدا تجاوز الرقابة السابقة وهو الآن منطلق للتجربة.
هل ترون أن الجيل السينمائي القديم يعاني من “عقدة أوديب” وأن الجيل السينمائي الجديد “سيقتل الأب” بالمعنى الفرويدي، أي سيلغي تجارب الجيل السينمائي السابق ويتجاوزه؟
من الجيد أن يقوم هذا الجيل السينمائي الجديد بقتل الأب بهذا المعنى، وأنا شخصيا سأركن للتقاعد (ضاحكا)، ولكن في مجال السينما عموما ليست هناك إعادات بل تراكم للتجارب السينمائية وتواصل، وعلى كل حال يمكن الانطلاق بميزانيات صغيرة وأفكار كبيرة لإنتاج أفلام ناجحة كما يحدث مع الكثير من الأفلام التي حازت على الجوائز.