الطيب والشرس والسياسى ، التحرير يصل السينما !
حسام يحيى – القاهرة
خيمة صغيرة فى وسط ” ميدان التحرير ” رُفعت عليها لافتة كُتب عليها ” توثيق صور وفيديوهات الثورة ” استقبلت هذه الخيمة آلاف الصور والفيديوهات المميزة التى حَكتْ عن الثورة فى كل أيامها .
المنتج محمد حفظى فوجئ بكمية المشاهد التى وصلت إلى الخيمة ولم تُوثق فجاءت له الفكرة التى عرضها على المُخرج عمرو سلامة والتى تحمس لها وبدأت قصة فيلم ” الطيب والشرس والسياسى “
الطيب :
الفيلم الذى يطرح ثلاث وجهات للنظر لثلاث مُخرجين ، فالمُخرج تامر عزت يعرض وجهة نظر الثوار فى الجزء الأول من الفيلم ” الطيب ” الذى بدأ بهتافات الساعات الأولى يوم 25 يناير وبدأ يحكى على لسان فتاة من ضمن المشاركات فى اليوم الأول ، ثم أكمل القصة أحد الشباب الذى عرفَ نفسه أنه أحد شباب الإخوان الذى حكى كيف سار اليوم الأول معه ، وكيف أنه اعتلى المدرعة الأولى التى هاجمت أول المظاهرات وصولاً لميدان التحرير وكيف حصل على عدة رصاصات فى أنحاء متفرقة من جسده ، ثم يُكمل قصة ” الطيب ” مصور صحفى مصرى سافر خارج مصر فى منحة دراسية للدنمارك قبل الثورة بيومين لكن مع انطلاق الثورة لم يستطع النوم وعاد فى ذات اليوم إلى القاهرة لنقل قصص الثورة ويحكى كيف أنه نجا من الموت فى موقعة الجمل بسبب إنقاذ عدد من الثوار له من مرمى البلطجية وكيف أنهم عرضوا أنفسهم للخطر ، كي تُكمل الصورة قصتها .

الشرس :
ثم انتقل الفيلم إلى وجهة النظر الثانية وهى وجهة نظر ” الشرس ” للمخرجة آيتن أمين والذى يحكى القصة من وجهة نظرِ أخرى ، وجهة نظر الذى يضرب الرصاص والمطاطى وقنابل الغاز على المتظاهرين ، الذى يحكى فيه نقيب فى قوات الأمن المركزى عن السلبيات الكثيرة التى تُعانى منها قوات الأمن المركزى والتى أدت إلى كراهية الشعب الشديدة لجهاز الشرطة بالكامل ، ثم يستكمل رائد بقوات الأمن المركزى والذى رفض أن يظهر فى الفيلم بوجهه يستكمل القصة قائلاً بأنه فى ” جمعة الغضب ” استطاع أن يواجه 1000 متظاهر ب 500 جندى ، ويستطيع أن يواجه 10 آلاف متظاهر ب 500 جندى ، لكن لا يستطيع أن يواجه مئات الآلاف ب 500 جندى ، ولذلك عندما وقف فى وجه مظاهرات جمعة الغضب صمد قليلاً ثم يصف الوضع بأنه شعر بأن مصر كلها تتظاهر فانسحب سريعاً ، وفعل مثله قادة الأمن المركزى والشرطة فى جميع الجمهورية بعد الهزيمة أمام “قوات الشعب المصرى ” وكيف أن نجاح المتظاهرين فى الوصول لميدان التحرير مثلَ له سقوط النظام والهزيمة الكبرى له ولقوات الأمن المركزى .
السياسى :
يذهب الفيلم بلقطات سريعة إلى مشهد للرئيس المخلوع حسنى مبارك فى بدايات حكمه وكيف أنه شهد اللحظات الأخيرة للسادات ، على لسان ” الأمين العام للحزب الوطنى الحاكم سابقاً ” حيث حكى حسام بدراوى تفاصيل اجتماعه الأخير بمبارك وكيف أنه حذره من مصير الرئيس الرومانى وكيف أن مبارك وعده بالتنحى يوم 10 فبراير ولم يُوفى بوعده فاستقال بدراوى لحظتها ، ثم يُكمل القصة بلال فضل الكاتب الصحفى المصرى والذى يروى كيف أن مبارك عاش عمره ديكتاتور ساهم فى صناعته الفنانون الذين نافقوه بأن غنوا له ، والجيش بجعله بطلاً قومياً يهتفون باسمه ويُشكلونه بأجسادهم ، ثم يتحدث علاء الأسوانى والدكتور البرادعى ومصطفى الفقى ومُصفف الشعر الخاص بمبارك ومُصوره الخاص عن نهاية القصة وكيف انتهى مبارك واللحظات الأخيرة التى يعيشها الديكتاتور كـ ” النمر الجريح ” حتى انتهت القصة بإعلان خطاب التنحى ومحاكمة مبارك بعد سقوطه ب 6 أشهر .
الفيلم من إخراج 3 مُخرجين ونال جوائز فى 3 مهرجانات دولية ويُعرض فى دور السينما المصرية كأول فيلم وثائقى يُعرض تجارياً ، مما سيفتح الباب على مصراعيه للأفلام الوثائقية الجادة كى تنطلق فى السوق التجارى وتصل لجمهور جديد .