مخرجة دموع غزة بدأت العمل بفيلم عن مذبحة اوت اويه

نضال حمد – أوسلو
 
تنوي المخرجة النرويجية “فيبيكي لوكيبيرغ” التي قامت بإخراج “فيلم دموع غزة” الشهير عن الحرب العدوانية “الإسرائيلية” على قطاع غزة نهاية سنة 2008 وبداية سنة 2009 إخراج فيلم عن مجزرة مخيم الشبيبة في جزيرة “اوت اويه” النرويجية يوم 22 تموز- يوليو 2011 .
وجدير بالذكر أن اندرش بيرفيك الإرهابي اليميني النرويجي المتطرف هو الذي نفذ المذبحة وكذلك التفجير في مجلس الوزراء. فيما تجري هذه الأيام في أوسلو محاكمته أو محاكمة سفاح النرويج كما يحلو للصحافة تسميته.  هذا ولوحظ منتصف الشهر الجاري وعلى مدار يومين من أيام المحاكمة وجود المخرجة فيبيكي لوكيبيرغ في قاعة المحكمة حيث حظرت بعض جلسات المحاكمة .
 
وقالت المخرجة للصحافيين أنها شاهدت المحاكمة في التلفاز خلال الأيام الفائتة وكانت بحسب قولها متعطشة لمشاهدة المحاكمة عن قرب من خلال التواجد في صالة خاصة تتسع ل 250 شخصا خصصت للجمهور ولأهالي الضحايا والمعنيين والمهتمين بالموضوع.
 
وقالت فيبيكي في حديث مع صحيفة “داغبلاده” اليومية النرويجية ثاني أكبر صحف البلاد انها عندما شعرت بان عليها ان تشاهد المحاكمة عن قرب جاءت الى الصالة المذكورة.
 
وكانت المخرجة فيبيكي لوكيبيرغ المعروفة بتعاطفها القوي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومعاداتها للحروب ، والتي تعرضت وتتعرض لحملة تشويه من قبل كيان الاحتلال “الإسرائيلي” ومؤيديه في أوروبا والعالم على خلفية فيلمها دموع غزة ، الذي فضح جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال في القطاع الفلسطيني المحاصر منذ عدة سنوات. كانت لوكيبيرغ كشفت قبل أسبوع لموقع الصفصاف الإخباري العربي النرويجي في أوسلو عن نيتها عمل فيلم عن الجريمة الإرهابية الكبرى التي ضربت وهزت النرويج. وأوضحت المخرجة أنها كانت منذ فترة تفكر بعمل هذا الفيلم لكنها لم تكن متأكدة من ذلك. لكنها الآن طلبت دعم مادي لمشروعها من قبل منظمة الكلمة الحرة النرويجية” فريت أورد”. وكذلك حصلت على دعم مادي من قبل معهد الفيلم النرويجي.
 
وتضيف المخرجة أنها تعتقد انه في المستقبل يجب أن نحصل على فيلم يبحث عن الجذور التاريخية للحدث. وكذلك يجب أن يتم عمل الفيلم في النرويج. ولم تخف ان هناك اهتماما عالميا متزايدا بهذا المشروع الذي سينتج عنه إعداد الفيلم.
 
وتقول المخرجة ان الفيلم عن العملية الإرهابية في النرويج سيضم مزيج من الصور والوثائق الروائية عن هجمات 22 يوليو- تموز 2011 في النرويج.
لكنها رفضت الإفصاح عما إذا كانت تريد التطرق أيضا لتفجير مبنى مجلس الوزراء ومجمع الوزارات الحكومية النرويجية في فيلمها. 

 
وأضافت لوكيبيرغ أن هذا الفيلم سيكون جزء من ثلاثية أفلام عملتها ضد الحرب كان أولها فيلمها دموع غزة وكذلك فيلمها الروائي ” الحلفاء” الذي يتحدث عن قصف منطقة “لاكسيفوغ” خلال الحرب العالمية الثانية. حيث قصفت طائرات بريطانية أهدافا بحرية ألمانية وعن طريق الخطأ أصابت مدرسة نرويجية ومباني مدينة مما أدى الى سقوط 193 مدنيا نرويجيا منهم 61 طفلا في مدرسة هولن. 
 
قبل سنتين نال فيلمها دموع غزة الكثير من الاهتمام ، وسوف يتم عرضه قريبا في دور السينما بأكبر المدن في الولايات المتحدة الأمريكية.
في حديثها عن السفر مع فيلم دموع غزة حول العالم حيث عرض في بلاد ومهرجانات كثيرة ونال جوائز عديدة. تقول المخرجة انها اطلعت على ردود الفعل ونقاشات الناس المختلفة. ومنها ردود وحشية في الفيس بوك. وبحسب قولها فأن تلك الردود أعطتها فهما جديدا للوجه الفاشي وللواقع حتى وهي في سن النضج.
 
وعن جلوسها في قاعة المحاكمة والاستماع لشهادات الضحايا ووقائع المذبحة قالت ان هذا شيء مروع. وأضافت انه لمن المخيف فعلا الاستماع الى شهادات مروعة ولكنه من الضروري ان ” أكون هنا وأشاهد عن قرب واستمع للشهادات وارى ردود الأفعال وردة فعل المجرم عن قرب”.
 
تروند بلاتمان رئيس مجموعة الدعم الشعبية النرويجية بعد مذبحة وتفجير 22 يوليو- تموز في النرويج يقول انه يجب ان يتعرض الفيلم ويشمل أدق التفاصيل وان يأخذ بعين الاعتبار المتضررين. وأضاف انا على ثقة بان فيبيكي لوكيبيرغ يمكنها عمل ذلك  بالطريقة الصحيحة. ولكن كل هذا يتوقف على كيفية تقديم الفيلم. وبأن ما حدث في الثاني والعشرين من تموز – يوليو يجب ان يقدم فقط كما حدث على ارض الواقع وليس بطريقة مغايرة.
 
فيبيكي لوكيبيرغ وفي لقاء خاص مع كاتب هذه السطور ونتيجة صداقة تجمعه بالمخرجة علم أن للمخرجة رأيها الخاص ونظرتها الخاصة في كل الذي حدث يوم 22 يوليو- تموز 2011  وبالذات في جزيرة “اوت اويه” حيث أن الإرهابي بريفيك خصص في المانيفستو – البيان المؤلف من نحو 1000 صفحة والذي نشره قبل المذبحة مكانا ليبدي فيه إعجابه بالكيان” الإسرائيلي” وقادته.
 
جدير بالذكر أن  شبان وصبايا منظمة الشبيبة العمالية النرويجية الذي قتلهم المجرم بريفيك في مذبحة جزيرة اوت اويه بغالبيتهم الساحقة من المؤيدين للقضية الفلسطينية والمطالبين بمقاطعة كيان الاحتلال”الإسرائيلي”. ومنهم من أصيبوا في الهجوم وهم يضعون الكوفية والشال الفلسطينيين على أعناقهم. كما تجدر الإشارة الى أن هناك وفودا شبابية فلسطينية دائمة المشاركة في هذا المخيم السنوي، لكن تأخر طائرة الوفد الفلسطيني في مطار فيينا بالنمسا كان سببا في عدم مشاهدتهم للمذبحة أو سقوط بعضهم ضحايا في هذا الهجوم الإرهابي الوحشي.
 
ختاما يجب التذكير بأن المخرجة فيبيكي لوكيبيرغ أصرت الأسبوع الفائت على التضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون “الإسرائيلية” من خلال وقوفها مع رئيس الجالية الفلسطينية في النرويج أمام مبنى مجلس الوزراء ومجمع الوزارات الذي تعرض للتفجير للتعبير عن تضامنها مع الأسرى ، حيث حملت لوحة كتب عليها باللغة الانجليزية تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في السجون “الإسرائيلية”.
 


إعلان