الهيب هوب في مهرجان ARTE للأفلام الوثائقية بغزة

فرنسا وبرلين وفلسطين ونيويورك واسرائيل والسنغال، حوّلها المخرج جشوا اتش ليتل إلى أيقونات هيب هوب، فتستمع إلى كلمات الظلم ذاتها والموسيقى ذاتها، وترى حركات الرقص ذاتها، والأزياء ذاتها، وأحيانا تشعر أنه حتى مخارج الحروف ذاتها رغم تنوع اللغات، إلا أن ما يختلف: هوية الظالم، فنرى السياسة في ألمانيا، والاحتلال في فلسطين والمجتمع في السنغال، والشرطة في فرنسا، والتعصب في اسرائيل.

من ألمانيا تتحدث فرقة موسيقية عن ذكرياتها مع الجدار، وتقسيم بلدهم إلى شرقية وغربية، ويمزحون بأنهم كفرقة هيب هوب من الصعب تقبلهم في ألمانيا، فيجب أن تكون مهاجرا أو أسود لتغني الهيب هوب في أوروبا، فأفريقيا كانت على الدوام وستظل منبع فن الهيب الهوب الذي ولد في الشارع واستلهم منه وقاوم عنصريته.
 وفي فرنسا تتحدث مغنية هيب هوب أفروفرنسية بأنه ظهر في الثمانينات في باريس مع الثورة الاجتماعية وكانت بدايته بريك دانس، ولا يوجد عندها شك أن من أفريقيا جاءت أصوله وأن الحديث عن كونه بدأ في أمريكا فلأن الأفارقة أخذوه معهم إليها وغنوه لما عانوه من استعباد هناك.

ومن فرنسا أيضا يتكلم مغني هيب هوب من أصول عربية عن سجنه عدة مرات بسبب مشاكله كمهاجر مع الشرطة، وعدم شعوره بالانتماء إلى أن استيقظ يوما وقرر أن يعبر عن نفسه بغناء الهيب هوب.
الجزء الأكبر من الفيلم عن الضفة الغربية واسرائيل، حيث تتحدث فرقة فلسطينية في أغانيها عن الاحتلال والقصف وإلقاء الحجارة، في حين أن الفرقة الاسرائيلية التي تغني بالعبرية تعاني من كونهم رهائن في أيدي المتعصبين وفكرة “الجيتو” التي تمثل العزلة في التاريخ اليهودي، بينما نجد فرقة من يافا فيها مغنيين فلسطينيين واسرائيليين تغني بالعربية والعبرية عن الهوية والسلام، ويجمعهم كلهم الايقاع والرتم وحركة الرقص، فتقول الفتاة العربية في الفرقة أنها تواجه العديد من الانتقادات ولكن ردها دائما أن غنائها ليس عن العربي وليس عن اليهودي بل عن الانسان.

وفي السنغال تغني فرقة هيب هوب نسوية عن المجتمع ومشاكله وتمييزه ضد المرأة واستخدام الأطفال في الحرب، وتبدو وتيرة القتال والعناد عالية بالأغنية والحركة والنغمة، وكذلك الأمر مع جميع الفرق التي زاوجت بينها رؤية المخرج فكأنهم يطلقون الرصاص حين يغنون بقوة الايقاع والكلمة والحركة.

حمل فيلم اسم “هيب هوب، العالم لكم” ومدته” 82 دقيقة” والذي أنتج في 2010، وتم عرضه ضمن فعاليات مهرجان ARTE للفيلم الوثائقي الذي نظمه المركز الثقافي الفرنسي على مدار أسبوع في مقره بمدينة غزة، وفيه تم عرض مجموعة من الأفلام الفرنسية الحديثة التي أنتج أو ساهمت في إنتاجها قناة ARTE ومن ضمنها فيلم “هبوا” لطوني غلطيف وفيلم “أطفال مستعبدون” لهيبر ديبوا وفيلم “الخمير الحمر، قضية عدالة فحسب” لريمي ليني وجون رينو، وفيلم “جوزيف مالور وليام تيرنر، رسام النور” للمخرج ألان جوبار.
وحول المهرجان قال مدير المركز الثقافي الفرنسي جون ماتيو إن هناك محاولات دائمة للاهتمام بالفيلم الوثائقي، مشيرا إلى أن المهرجان هذه المرة جاء بالشراكة مع قناة  ARTE وتم اختيار موضوعات مختلفة من خارج غزة للمجتمع المحلي هنا ليتعرف على العالم كيف يفكر بالثورات وفن الهيب هوب وعمالة الاطفال، فلا توجد فرصة كبيرة في غزة المحاصرة لاكتشاف المواضيع الجديدة، لافتاً إلى أن الفيلم الوثائقي عموما زبائنه من النخبة، وعددهم أقل مما لو كانت العروض لأفلام الأكشن.
 وأضاف أن اهتمام المركز الأكبر بالفن والفنانين والموسيقى والرابرز وتبادل البعثات الفنية بين فلسطين وفرنسا، مشيراً أنهم ينظموت احتفالاً بعيد الموسيقى الفرنسي كل عام في شهر يونيو.


إعلان