ادفا 25 : الوثائقي في شكله الأكاديمي

طاهر علوان
ربع قرن هو عمر مهرجان ” ادفا ” – امستردام الدولي للسينما الوثائقية ، وقد احتفى المهرجان في دورته الخامسة والعشرين مؤخرا بمشاركات ضخمة من العديد من بلدان العالم ليختتم العام يانتقال المهرجان الى دورة جديدة يرسخ فيها مابدأه ومااانجزه . وفضلا عن المسابقات الرسمية للمهرجان التي اشتملت على مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بمشاركة 16 فيلما اغلبها  في عرضه العالمي الأول ثم تأتي مسابقة الأفلام الوثائقية متوسطة الطول  بمشاركة 15 فيما ومسابقة الفيلم الأول للمخرج وشملت 17 فيلما ومسابقة افلام الطلبة وشملت15 فيلما ومسابقة الأفلام الوثائقية الهولندية وشملت 13 فيلما ومسابقة الأفلام الوثائقية الموسيقية وشملت 15 فيلما ومسابقة السينما الوثائقية الرقمية وشملت 15 فيلما بالأضافة الى عشرات الأفلام الوثائقية التي عرضت خارج المسابقات في اقسام متنوعة في دليلين ضخمين زادت صفحات كل منهما على 300 صفحة .واما المساحة العريضة للمشاهدة التي اتيحت للمحترفين والمتخصصين لمشاهدة اكبر عدد من الأفلام فهي قسم ” افلام وثائقية للبيع او “Docs for sale “  وهي السوق الضخمة للأفلام الوثائقية التي تتيح للمنتجين ومدراء المهرجانات وممثلي شركات التوزيع ومسؤولي او منسقي القنوات الفضائية امكانية مشاهدة جميع او اغلب افلام المهرجان على شاشات  مخصصة لكل من يحمل واحدة من الصفات آنفة الذكر ليسمح له مشاهدة كامل برامج المهرجان وفي اثناء المشاهدة يمكن مخاطبة منتج او مخرج الفيلم لطلب نسخة د ف د او لغرض طلب  لقاء مباشر وقد اتيح لي شخصيا من خلال هذه النافذة مشاهدة العديد من افلام المهرجان بشكل يومي فضلا عن لقاء مخرجيها او منتجيها من العديد من بلدان العالم .

وعلى امتداد مباني المهرجان حيث تتوزع اقسامه بمحاذات قنوات امستردام المائية ومحلات بيع الزهور المصطفة على الضفة هنالك قسم آخر يشكل لوحده علامة فارقة للمهرجان الا وهو القسم الأكاديمي او مايعرف
IDFA Academy international training program
وهذا القسم هو الذي يشهد استقطاب المحترفين من انحاء العالم : منتجن ومخرجين ومدراء مهرجانات واساتذة اكاديميون متخصصون بالفيلم الوثائقي وقد اتيح لي حضور كثر من نشاطات هذا البرنامج الخصب والمكثف . فعلى مدار اليوم مثلا يتوزع هؤلاء المحترفون على حلقات بحثية  اعضاؤها هم ايضا اما مخرجين او محترفين او في طريقهم للأحتراف او نقاد او صحافيين او غيرهم لغرض اللقاء مع شخص متمرس او مدير مهرجان او منتج ليعرض تجربته او تجربة شركته او مؤسسته  في ميدان السينما الوثائقية وهنا لابد من عرض بعض اقسام هذه الدورة  من اكاديمية الفيلم التي تميزت بحق بغزارة في الموضوعات واختيار نخبة متميزة من خيرة الخبرات العالمية في صناعة السينما الوثائقية :

القصة في الفيلم الوثائقي
وقد ادار هذه الحلقة البحثية  ” اوفي جينسين ” من مؤسسة الفيلم الوثائقي في الدنمارك وقد ناقش فيها العناصر الأساسية في قصص وموضوعات السينما الوثائقية وارتباطها بعنصري الأنتاج والتسويق والجمهور فضلا عن الأطار العام و هو صناعة الفيلم الوثائقي وقد ذهب الباحث بعيدا في قراءته لهذه الثيمة من خلال تجارب متنوعة وابرزها الفيلم ” عينة البحث الذي تم اختياره وهو فيلم ” الرجل الموسيقي ” وهو من انتاج هذا العام للمخرج ستيف جيمس من الولايات المتحدة وقد كان عينة بحث مطابقة لمجمل الآراء التي نوقشت في تلك الحلقة البحثية المهمة .

تمويل الفيلم الوثائقي
وقد شارك فيها كل من:
–  ” اليزابيث هولم ” وهي منتجة مستقلة واسعة الخبرات والتجارب انتجت او شاركت في انتاج العديد من الأفلام الوثائقية  وهي فضلا عن ذلك تعمل ضمن فريق مهرجان هامبتون السينمائي الدولي .
– “ستيف جيمس” وهو ايضا منتج ومخرج امريكي مستقل حصد العديد من الجوائز ومن المخرجين المرموقين في مجال السينما الوثائقية وادرج ضمن قائمة افضل عشرة مخرجين وثائقيين لأكثر من مرة .

اليزابيت هولم

– ” مركريت ياغارد ” وهي منتجة سويدية متخصصة بالفيلم الوثائقي وتهتم بالأبتكار في اشكال السينما الوثائقية ثم لتنتقل الى مجال الأفلام الأعلامية والدعائية بخبرة تزيد على 20 عاما .

مختبر الفكرة وسيناريو الفيلم الوثائقي
وهو مختبر متخصص في شكل ورشة عمل ناقش فيها متخصصون العديد من خواص الفيلم الوثائقي من زاوية الفكرة والسيناريو ومن جهة ترويج الأفكار الناضجة الصالحة للتطوير والتي تجتذب اليها  المنتجين ، وهي حصيلة مهمة وحيوية في سوق السينما الوثائقية وتدفع قدما الى مزيد من المناقشات التي تتركز في ماهية الأفكار الصالحة للسينما الوثائقية واكثرها رواجا وهي مقتربات مهمة في هذا الميدان وقد شارك في اضاءتها نخبة من الباحثين وهم كل من :
– “ميكائيل اوبستروب ” وهو منتج دنماركي شغل منصب مستشار الأنتاج في معهد الفيلم الدنماركي وقد انتج العديد من الأفلام الوثائقية طيلة 30 عاما وهو حاليا رئيس وحدة الدراسات في مؤسسة الفيلم الوثائقي في كوبنهاجن .وقد القى محاضرة مهمة مع تطبيقات ترتبط بصناعة افكار السينما الوثائقية ومقدار ارتباطها بحاجة سوق الفيلم ذاته واتجاهات الجمهور.
– ” جيسبر اوزموند” وهو متخصص بالمونتاج وتمتد خبرته في مونتاج الأفلام الوثائقية لعقدين من الزمن قدم خلالها اكثر من 50 فيلما بصفتة مونتيرا محترفا .وهو سلط الضوء على ” الشكل” في الفيلم الوثائقي وعلاقته بمجمل العناصر الفيلمية وسلط الضوء على جوانب من خبراته في هذا الميدان .
– ” سابين باز ” وهي منتجة وسبق وعملت في محطات ” ارت ” و ” ز . د .ف ” الألمانية وعرفت محاضرة متخصصة في العديد من ورش العمل حول العالم في موضوعات مشاريع السينما الوثائقية .وقد ناقشت في ورشة العمل هذه مشروعات السينما الوثائقية كمنظومة متكاملة ومراحل تطوير مشروع الفيلم الوثائقي وتطوير الخبرات في هذا الميدان .
– ” ستيفان كلوس” وهو منتج الماني ، انتج من خلال شركته الخاصة اكثر من 40 فيلما وثائقيا نال كثير منها العديد من الجوائز . وهو يركز على الجانب الأحترافي في الأنتقال من الموضوعات والأفكار الى عناصر نجاح الفيلم الوثائقي ومقومات هذا النجاح وايجاد رؤية في تطوير الأفكار والمشروعات الوثائقية .

الفيلم الوثائقي وسبل التوزيع والتسويق
وهي حلقة دراسية وورشة عمل تتداخل في مسارات الفيلم الوثائقي اليوم ومن خلال تجارب ميدانية عملية موثقة لنخبة من المتخصصين كجزء من  متطلبات السوق واشتراطاتها وماذا يراد من الفيلم الوثائقي فضلا عن  جمهوره في اطار عملية صناعة السينما الوثائقية والتوصل الى تلك الشروط والمعطيات التي ترسخ هذه الرؤية المهمة .وقد شارك في هذه الحلقة الدراسية كل من :

–   ” جيمس فرانكلين” وهو متخصص في التصميم الجرافيكي واسهم في الترويج لأكثر من 100 فيلم وثائقي حتى الآن وهو سلط الضوء على تجربته ورؤياه الخاصة  في هذا الميدان بشكل خاص .
– “” باتريشيا فنيران ” وهي منتجة وخبيرة في مجال السينما الوثائقية وضمن فريق عمل مهرجان سندانس ومعهد الفيلم الأمريكي و قدمت خلاصة خبراتها في مجال الترويج للفيلم الوثائقي من خلال المهرجانات المتخصصة فضلا عن ايجاد رؤية مشتركة لدى صانعي السينما الوثائقية في كيفية انتقاء الموضوعات والقضايا الأكثر ملامسة للحياة اليومية في اطار رؤية شاملة وموضوعية .
اشتملت اكاديمية ادفا في نسخة المهرجان الخامسة والعشرين على ندوات اخرى مصاحبة سلطت الضوء بمزيد من الرؤية المعمقة على قضايا الفيلم الوثائقي المختلفة من خلال العديد من التجارب العالمية ودرست واقع توزيعه وانتاجه وسط حشد من جمهور هذا النوع الفيلمي والمتخصصين المحترفين فيه وقد اتيح لي مواكبة اغلب تلك الحلقات الدراسية وورش العمل وخلالها اتيح لي اللقاء بالأستاذ احمد محفوظ مدير الجزيرة الوثائقية في واحد من اقسام المهرجان المكتظة بالنشاطات اليومية المتواصلة منذ الصباح وحتى ساعة متأخرة من الليل بلا انقطاع …


إعلان