“بطال أودباش”: السينما الفلسطينية في تطور مستمر

 …. نادين لبكي لها مستقبل مهم على الساحة السينمائية

اسطنبول / عاصم الجرادات – ثريا عابدين

ربما تظن عند الحديث معه أنك أمام ناقد عربي يعرف تفاصيل عن السينما العربية فهو يرسم لك خريطة سينمائية عربية من حيث التطور، ويغوص في دقائق أمور السينما الفلسطينية. الدكتور “بطال أوداباش” أستاذ السينما السياسية والسينما الثالثة في جامعة اسطنبول، ومتخصص في سينما العالم الثالث، التقته الجزيرة الوثائقية في مكتبه في جامعة اسطنبول، وكان لها الحوار التالي معه تحدث فيه عن رؤيته ونظرته للسينما العربية:

أين تجد السينما العربية على خارطة السينما العالمية ؟
السينما العربية لا تعد من السينماهات المتطورة، ولا تملك موقع مهم، لكن السينما المصرية تعد من أكثر السينمات العربية تطوراً، حيث تملك موقع جيد منذ بداياتها، وبالتحديد المخرج يوسف شاهين، الذي لعب دور في رفع مستواها حيث استطاع الحصول على العديد من الجوائز العالمية، والجدير بذكره هنا أن السينما التركية تأثرت بالسينما المصرية بين فترة الأربعينات والخمسينيات في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، لأنه لم يكن هناك أو تصدير للأفلام من الغرب فإن تركيا كانت تحصل على بعض الافلام من الشرق الوسط وبالتحديد من مصر، وهناك بعض الأفلام المصرية تم انتاجها في تركيا وتسمى أرابيسك. وتعد السينما الفلسطينية جيدة إلى حد ما، لكن من وجهة نظري أن السينما المغاربية تعد متطورةً.

برأيك ما سبب تطور السينما في دول المغرب العربي؟


ذلك يعود لقربهم من الغرب، وتأثرهم إلى حد كبير بالثقافة الفرنسية، وكما تعرفون أن اللغة الأم بجانب العربية هي اللغة الفرنسية، فالاحتلال الفرنسي أثر بشكل كبير على ثقافة وطريقة حياة الشعب في المغرب العربي وكذلك على طريقة تفكيرهم فقدمت فرنسا الثقافة الفرنسية وضخت العديد من الأفكار هناك وضمن هذا التأثر الثقافي خرجت سينما بروح فرنسية وغربية لذلك من الطبيعي أن تكون متطورة لها مكانتها وموقعها على الخارطة، وذكر بعض المخرجين في المغرب العربي الذين وضعوا بصماتهم منهم المخرج الجزائري رشيد بوشارب، وهناك الكثير من الأفلام التونسية والجزائرية تحدثت عن الاحتلال الفرنسي وكيف أثر على الشعوب هناك. ويوجد أيضاً أفلام ملفتة للنظر منها “كوسكوس” و “لافرانسيز”.

السينما العربية تحتوي على العديد من نقاط الضعف برأيك ما هي؟وما سببها؟
برأي سبب نقاط الضعف في السينما العربية هي الثقافة العربية، و من الأسباب أيضاً هو التعصب الديني و التمسك بالعادات و التقاليد كثيراً، وهي سبب ضعف السينما العربية، فمثلاً المخرج يوسف شاهين سبب شهرته وتقدمه هو تأثره بالغرب، وكذلك تلقيه لعلمه من الغرب، ولا أعرف كيف سيتلقى القارئ تقييم لأسباب الضعف لكن هذه هي الحقيقة التعصب الديني والتمسك الكبير بالعادات والتقاليد هو سبب ضعف السينما العربية.
وذلك لا ينطبق فقط على السينما إنما على باقي الفنون كرسم والنحت، لكن مصر مختلفة تماماً عن باقي دول المشرق العربي لذلك دائماً أضعها في موقع لوحدها فهي متأثرة بحضارتهم الفرعونية وكذلك تأثروا بالعثمانيين وخاصة في فترة قدوم محمد علي باشا الذي أدخل المطبعة وأصدرت حينها أول جريدة.

لك كتابات عدة عن السينما الفلسطينية كيف تُقيم السينما الفلسطينية ؟
السينما الفلسطينية تعد السينما المنفية  فهي  تحت الاحتلال، فهي ليست صاحبة دولة ذات حدود معترف فيها فهي على الدوام دولة تصارع لاثبات حقها في الوجود لذلك السينما الفلسطينينة تحاول أن تتطور لكن داخل محيطها، والمخرجين الفلسطينيين الذين يخرجون أفلام عن فلسطين يعيشون خارج فلسطين فيحاولون معالجة مشاكل فلسطين لكن من الخارج. لكن شاهدنا في بدايات منظمة التحرير الفلسطينية عدة أفلام حيث تم تأسيس مؤسسة سينمائية تابعة للمنظمة، وغلب على تلك الأفلام الطابع الوثائقي الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، وهنا لابد من ذكر اسم المخرج الفلسطينيي مصطفى أبو علي الذي قدم عديد الأفلام من أهمها “بالروح بالدم”. ورغم الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية عمل المخرجون الفلسطينيون ضمن اطار خاص بهم حيث قدموا أفلامهم من خلال هذا الإطار، ومن عدة اعوام إلى وقتنا هذا تطورت الأفلام الفلسطينية وخصوصاً الوثائقية التي تحدثت عن المخيمات وأطفال الحجارة وبرز هنا المخرج “محمد بكري” بفيلمه “جنين جنين” الذي يتحدث عن كارثة مخيم جنين حيث كان له منطلق عاطفي، وفي نفس السياق يبرز فيلم “صبرا شاتيلا” للمخرجة “مي مصري”، وهناك أيضاً بعض المخرجين البارزين في السينما الفلسطينية مثل ميشيل خليفة الذي قدم فيلم “عرس الجليل”. وطبعاً لابد من ذكر فيلم “الجنة الآن” للمخرج “هاني أبو أسعد”.

وأريد التعريج على مجموعة “شاشات” وهي مجموعة نسائية تقدم أفلام عن المرأة الفلسطينية والجدير بذكره أن المراة الفلسطينية مرأة متطورة وقوية الشخصية تختلف عن باقي النساء في البلدان العربية.
وهناك بعض الأفلام عن فلسطين لكن بكاميرا غير فلسطينية ومنها فيلم “أولاد آرنا” وهو فيلم للمخرج الاسرائيلي ” جوليانو مير خميس” وهو يتحدث عن اطفال في مخيم جنين.
برأيك أيهما أكثر تأثيراً فيلم جنين جنين أم فيلم ولاد آرنا
جنين جنين أكثر تأثيراً لأنه يُبين وجه اسرائيل الحقيقي.

ما رأيك بالمخرجات العربيات ؟
من المخرجات المتألقات والبارزات حالياً المرخجة اللبنانية نادين لبكي، حيث قدمت فيلمين الأول “كراميل”  هو فيلم نسائي بحت لكن فيلمها الثاني “هلأ لوين” هو فيلم مهم و له رسالة مهمة و بطابع كوميدي وعاطفي، وبرأي أن تجربة نادين متطورة ومتأثرة بالسينما الغربية لها مستقبل مهم اذا أملت كملت على هذه الشاكلة.

برأيك كيف أثرت السينما البديلة على أحداث الربيع العربي ؟
الانترنت و السينما البديلة لها تأثير لا بأس به بشكل عام، يوجد العديد من الأفلام عن الربيع العربي لا أذكر اسماءها حالياً،  و لكن الربيع العربي ذو مشكلة لأنه ليس واضح كيف سينتهي وهذه السينما البديلة كا اليوتيوب و الفيسبوك و التويتر و كغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لم تأثر فقط في البلاد العربية بل ايضا بأيران، وعمليات الاتساع في التأثير سيشجع الجمهور على الاقبال على هذا النوع من السينما.

بالخروج من السينما، ما سبب اجتياح الدراما التركية للعالم العربي، برأيك؟
في تركيا مثلاً الجميع يتابع المسلسلات الأمريكية، ويتأثر المجتمع بالغرب من خلال متابعتها، و هذا الشيء نفسه بالنسبة للعالم العربي، و الدراما التركية، و تأثر العالم العربي فيها، فالمسلسلات التركية ليست واقعية جداً، ولا تمثل المجتمع التركي، و لكنها قصص خيالية و شخصيات خيالية عن الحب و العشق، وهذا الشيء يُلاقي اقبال في العالم العربي، وخصوصاً النساء العربيات، حيث يتابعن المسلسلات بسبب وضعهم المنزلي والعادات و التقاليد و يقربهم من خيالهن، حيث تتدفع المسلسلات العديد من العائلات للقدوم لتركيا للتشبه بطريقة معيشة أبطال المسلسلات حيث يقومون بشراء من الماركات التي يشتري منها أبطال المسلسلات. وهناك مسلسل “حريم السلطان” مسلسل تاريخي و لكن أقرب للخيال، وهو مسلسل ميديا أكثر من مسلسل تاريخي،  حيث يتكلم عن الحرملك، والنساء العربيات قسم كبير منهن يعيشن الحرملك في حياتهم العادية. 

وبرأيك استاذ بطال هل ستستمر هذه الظاهرة ؟
برأي ستستمر هذه الظاهرة طالما تركيا تنتج مسلسلات، ولكن هذه الظاهرة تتعلق أيضا بالسياسة بين هذه الدول.


إعلان