مهرجان فيلم الجنوب العالمي بنسخته ال 22 في أوسلو

 تقرير نضال حمد
مهرجان فيلم الجنوب بنسخته ال 22 في أوسلو ، نحو 90 فيلما توزعوا على دور السينما في العاصمة النرويجية. من الرابع وحتى الرابع عشر من هذا الشهر ، وآلاف النرويجيين شاهدوا الأفلام وشاركوا في الندوات وحلقات النقاش قبل وبعد الأفلام.
منذ الرابع من تشرين الأول – أكتوبر الجاري وحتى الرابع عشر منه تواصلت في العاصمة النرويجية أوسلو أعمال فيستفال أفلام الجنوب العالمي ، الذي استمر لمدة عشرة أيام متتالية ، جاب خلالها عدد من الأفلام العالمية أروقة الفيستفال السينمائي الأكبر في الشمال، والذي تشهده عادة أوسلو في نفس هذه الفترة من كل عام.
توزعت الأفلام القادمة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية على كل دور السينما في أوسلو. حيث كان بإمكان المشاهدين والمتابعين مشاهدتها كلها وفق جدول زمني وضع بعناية وتركيز. ليتمكن المعنيين في أوسلو وجوارها خلال عشرة أيام من السفر عبر الأفلام المعروضة هنا الى العالم اجمع ليرونه من زوايا عديدة ومختلفة.

المهرجان بعيون نرويجية
مهرجان او فيستفال أفلام الجنوب في أوسلو هو الفيستفال الرائد في اسكندنافيا كلها، خاصة في مجال الأفلام من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. وفي هذا المجال يقول السيد كريستيان تاكفام كيندت منسق برنامج المهرجان وتوافقه على ذلك السيدة يوليا سميت من العاملات في برنامج المهرجان أيضا أن الفائدة التي يعود بها مثل هذا المهرجان على المشاهدين النرويجيين.. بأنه يعرض أفلاما من وعن آسيا وافريقية وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. لأنه بشكل عام في دور السينما العادية النرويجية لا يعرض إلا القليل من تلك الأفلام القادمة من تلك القارات والبلدان. ومهرجان فيلم الجنوب مهم لجمهور المشاهدين النرويجيين في أوسلو كي يحصلوا على فرص قوية لحضور مثل هذا المهرجان. وللتمكن من التمتع بمشاهدة الأفلام الجيدة من العوالم تلك فالأفلام قادمة من كل العالم.
ويضيف كريستيان أن فيستفال عام 2011 لفيلم الجنوب شاهده نحو 25الف متفرج نرويجي. مما يدل على الاهتمام الكبير بالمهرجان. وأضاف أن وسائل الإعلام النرويجية المرئية والمسموعة والمقروءة تابعت وغطت أعمال المهرجان وكذلك الجزيرة الوثائقية وموقع الصفصاف الإخباري الثقافي العربي النرويجي من أوسلو..
هذا العام تحمل دورة المهرجان السنوية الرقم 22 أي ان عمر الفيستفال أصبح 22 عاما. ويشرف عليه منذ انطلاقته قبل 22 سنة معهد الفيلم النرويجي. الذي يشرف أيضا على مهرجانات وأيام سينمائية أخرى عديدة مثل أيام الفيلم الفلسطيني وأيام الفيلم العربي التي شهدتها أوسلو هذا العام.
في هذه الدورة شارك المخرجون العرب بمجموعة من الافلام الهامة وعرضت ايضا على هامش المهرجان أفلاما أخرى لا تقل أهمية عن الأفلام الجديدة المشاركة وهي :

بيع الموت ، يا له من عالم رائع و أطول شهر- 3 أفلام للمغربي فوزي بن سعيدي –

ثلاثة أفلام مختلفة للمخرج المغربي الموهوب فوزي بن سعيدي ، الذي حصد جوائز عالمية عديدة في مهرجانات دولية منوعة في برلين وتورينو والهند والمغرب وبروكسل وغيرها.. فيلم ” بيع الموت” الذي يمثل فيه بن سعيدي دور مفتش شرطة يحكي قصة ثلاثة من الشبان المغاربة الذين لهم طموحاتهم وعندهم قلقهم، فيلم يحكي واقع حال الشباب في المغرب، عبر السرقة والدعارة والأعمال اللا مشروعة ومن ثم التطرف الديني المنتشر في أوساط بعض الشباب بالمغرب كما في بقية الدول العربية والإسلامية. والفيلم إنتاج سنة 2011 بدعم بلجيكي ، مغربي و فرنسي .مدة الفيلم 117 دقيقة.
أما فيلم ” يا له من عالم رائع” أيضا هو فيلم بوليسي حديث تدور أحداثه في المغرب عبر قاتل محترف وقصة حب تجمعه مع شرطية.ويعالج ايضا قضية الهجرة الى الغرب . وهو من إنتاج فرنسي،مغربي ،ألماني . ومدة العرض 99 دقيقة باللغتين الفرنسية والعربية مع ترجمة نرويجية مكتوبة.
والثالث فيلم “ألف شهر”. الذي يتحدث عن فترة التعذيب في سجون المغرب ابان عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
 قبل وبعد عرض أفلامه الثلاثة تحدث بن سعيدي للجمهور عن أفلامه وعن تجربته السينمائية. وقال:”أعتقد بأن الجمهور شاهد الفيلم و فهم جانبه التجريبي لأن الفيلم يشتغل على جنس سينمائي معروف الذي هو الفيلم نوار والبوليسي, لكن في الفيلم حس فني و اقتراحات فنية تجاوب معها الجمهور”

حبيبي – إخراج سوسن يوسف- فلسطين -هولندا – الولايات المتحدة الأمريكية – الإمارات العربية المتحدة إنتاج سنة 2011
في هذه الدورة من الفيستفال تم عرض الفيلم الروائي الفلسطيني المثير جدا ( حبيبي) للمخرجة سوسن يوسف ، والفيلم يروي ملحمة الحب العظيمة لمجنون ليلى بأسلوب حديث، هذه المرة في خضم الصراع والحرب. شخصان يخوضان صراعا غير مجديا كي يكونا معا. قصة حب عظيمة لشاب وشابة فلسطينيين هو في غزة وهي في الضفة، يروي الفيلم قصة حصار الشعب الفلسطيني والمعاناة التي يسببها الحصار وعزل المناطق الفلسطينية وإغلاقها. هذا الفيلم حاز على جائزة في مهرجان دبي الدولي للأفلام العام الفائت. مدة الفيلم85 دقيقة وهو فيلم رومانسي درامي.

بعد المعركة – موقعة الجمال في ميدان التحرير- مصر – إخراج يسري نصرالله

يروي هذا الفيلم حكاية التحول والثورة في مصر وما بعد موقعة الجمال التي هاجم فيها بعض الأشخاص من المهمشين في منطقة الأهرامات بتحريض أو-و مقابل مبالغ مالية من أزلام النظام في محاولة لإقناع عمال القطاع السياحي في الهرم وجلهم من المعدمين والمهمشين بالنزول الى الميدان كي تعود الحياة الى طبيعتها عبر توقف الثورة وعودة الأمن والهدوء مما يعيد السياحة وبنفس الوقت يعيد لهم أرزاقهم التي قطعت. وقدشاهد العالم أجمع عبر شاشات الفضائيات كيف هاجم هؤلاءالمهشمين وهم يمتطون الخيول والجمال جموع المتظاهرين في ميدان التحرير ليصبحوا بين ليلة وضحاها من المشاهير في العالم حيث تناقلت صورهم كافة وسائل الإعلام.
ويتحدث الفيلم عن التغيير والانقلاب في مصر وعن الصراع الطبقي هناك. كذلك نقل لنا الفيلم وقائع تلك الموقعة وما بعدها عبر بطلي الفيلم محمود وريم ، اللذان كانا في ميدان التحرير. كل على جهة مناقضة، ومن خلال قصة حب تروي واقع حال فقراء البلد وكذلك مثقفي الميدان والثورة. الفيلم مدته 115 دقيقة وهو إنتاج سنة 2012 وقد عرض الفيلم هذا العام في مهرجان كان السينمائي العالمي.

طفل العراق – إخراج علاء محسن، مانوس يعقوب ، يول تولدام – الدنمرك

يعود المخرج اللاجئ و الشاب ، علاء محسن الذي لجأ الى الدنمارك مع عائلته هربا من الحرب في العراق قبل 14 عاما الى وطنه العراق لأول مرة وينتج فيلما يتحدث عن مأساة طفل عراقي يتنازعه الحنين الى الوطن ، بعدما غادره طفلا صغيرا هربا من الحرب. الفيلم وثائقي إنتاج سنة 2011 ومتوفر باللغتين العربية والدنمركية ومع كتابة باللغة الانجليزية ومدته 54 دقيقة.

أخي الشيطان – فيلم بريطاني ويلزي للمخرجة المصرية سالي الحسيني

الفيلم إنتاج سنة 2012 و قدمت هذه المرة المخرجة سالي الحسيني نفسها للجمهور بهذا الفيلم الطويل الذي فاز بجائزة أوروبا للسينما لابيل اورارد ، وكذلك فاز في برلين بجائزة لأفضل صورة في فيلم في مهرجان هذا العام ، مهرجان “صندانس” رقصة الشمس البرليني. الحسيني عملت قبل ذلك في المسلسل القصير “بيت صدام” سنة 2008 . وأخرجت في نفس العام فيلما بعنوان “السلطة الخامسة” والذي فاز بجائزة “بافتا اوارد” المحلية. الفيلم يتحدث عن صراع الشباب المهاجرين من أصول عربية وأجنبية مع واقع الحياة في المهجر من خلال قصة عائلة مصرية مهاجرة و ابناها اللذان ينغمسان في مجتمع الجريمة والمخدرات واللواط والسرقة. فيلم جدير بالمشاهدة.

شرقية فيلم من إخراج آمي ليفني – “كيان الاحتلال الصهيوني – فرنسا وألمانيا إنتاج سنة 2011

كما يشارك في الفيستفال مخرج “إسرائيلي” مع ممثلين فلسطينيين في فيلم “شرقية” الذي يتحدث عن معاناة البدو الفلسطينيين في صحراء النقب و” القوانين الإسرائيلية” العنصرية ضدهم حيث تتم عملية هدم بيوتهم بحجة أنها مقامة بدون إذن من الدولة ،التي يخدم بعض هؤلاء البدو في مؤسساتها وجيشها وشرطتها.. كما بطل الفيلم الذي يتم هدم بيته وتركه بلا مأوى. فبحسب دولة الاحتلال الأرض المقامة عليها البيوت هي أملاك للدولة.

فيما يرى البدو أنها أملاكهم وأراضيهم التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم وعاشوا فيها على مر العصور وقبل ولادة دولة الاحتلال.. هذا الفيلم درامي إذ أن عملية هدم البيوت تؤثر على حياة السكان وعلاقاتهم العائلية والمنزلية. كما يلقي الفيلم الضوء على هذه المعاناة. ويقول القائمون عليه أن هذا الموضوع لم يلق اهتماما مناسبا من العالم وانه حصل على قليل من الاهتمام في النزاع العربي الصهيوني. مدة الفيلم 85 دقيقة وهو باللغتين العبرية والعربية مع شريط كتابي باللغة الانجليزية.

كما هناك عشرات الأفلام الأخرى من قارات إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا مع حضور ياباني كبير في مهرجان هذا العام ، وبالذات للأفلام اليابانية الجديدة والقديمة. مع العلم ان الفيلم الذي الذي فاز بالجائزة الأولى هو الفيلم الياباني “وولف تشيلدرن” للمخرج “مامورو هوسادا”..
 وبحسب القائمين على مهرجان فيلم الجنوب كانت هناك مشاركة كبيرة واختيارات منوعة وعديدة لأفلام قديمة من كل العالم عرضت على هامش المهرجان. وحرص القائمون على المهرجان على التنويع عالميا، فرأينا أفلاما مصرية قديمة وأخرى جديدة ، وأفلاما أخرى من الصين ، تشيلي ، الأرجنتين ، المكسيك ، كوريا ، الفيليبين، إيران ، الهند ، تركيا ، ليبيا ودولا أخرى.
معروف أيضا ان هناك إقبال كبير من الجماهير النرويجية و كذلك سجل حضور بعض العرب والأجانب المقيمين في النرويج وبالذات في أوسلو في قاعات المهرجان ودور السينما الخاصة بالعروض.
السفارة المغربية بأوسلو احتفت بالمخرج فوزي بن سعيدي وأقامت له حفل استقبال في دار سينما “فيكا” قبل عرض فيلمه ” بيع الموت”، حضرته سفيرة المغرب ونائب السفير وجمهور مغربي وعربي ونرويجي وبعض المعنيين بالسينما في النرويج قدمت خلاله مأكولات مغربية .
اهتمت بالمهرجان وسائل الإعلام النرويجية المحلية حيث قامت بتغطيته. فيما تقدم مؤسسات نرويجية عديدة منها وزارة الثقافة ووزارة الخارجية تمويلا ماديا لهذا المهرجان.بغية تأمين متطلبات نجاحه واستمراره.


إعلان