“السيماتك”بوابة جديدة لإخراج السينمائيين من النفق

تامر السعيد: الرقابة فكرة ساذجة.. والدولة لا تدعم إلا الفنون التي تخدم سياستهم

القاهرة – نسرين الزيات

ظلت السينما المستقلة أو البديلة، في مصر طوال العشرة أعوام الماضية، شوكة في حلق المنتجين، كثير منهم تعاملوا معها باعتبارها ابنا غير شرعي للسينما، لمجرد أنها خرجت بعيدا عن عبائتهم.. وطوال تلك الفترة كانت هناك مجموعة من السينمائيين الشباب، أصروا علي السباحة ضد التيار، بحثا عن شكل مغاير للسينما المعتادة، رغم أن ظهور أفلام بميزانيات ضئيلة جدا لم يكن أمراً هيناً، وسط حيتان السينما ودور العرض
وفي المقابل، كانت هناك حرب باردة بين مؤسسة الدولة، ممثلة في وزارة الثقافة، وكيانات الإنتاج السينمائي الكبري، وبين جيل كامل من السينمائين الشباب، كان المخرج تامر السعيد واحدا منهم، يحاول من خلال مشروع جديد للسينما، اسمه “السيماتك” أو “مركز الفيلم البديل”، التأكيد علي شرعية السينما البديلة أو المختلفة أو المستقلة، في مواجهة سينما أصبحت “معلبة”، يحكمها النجوم، وتخرج بعيدة عن الواقع، أو مزيفة له.
 السينما مثل أي فن آخر يحتاج لأن يكون له بديل”، هكذا بدأ المخرج ” تامر السعيد” حديثه عن مشروع “السيماتك”، الذي يحاول من خلاله دعم السينما البديلة، وأن يساعدها لتصل إلى مساحة أكبر من الجمهور، موضحا “هذا النوع من السينما لا يشاهده إلا فئة قليلة، ممن يهتمون به، وبالتالي تكون بعيدة عن الجمهور العادي”.

ظلت السينما المستقلة أو البديلة، في مصر طوال العشرة أعوام الماضية، شوكة في حلق المنتجين، كثير منهم تعاملوا معها باعتبارها ابناً غير شرعي للسينما، لمجرد أنها خرجت بعيدا عن عبائتهم.. 
وطوال تلك الفترة كانت هناك مجموعة من السينمائيين الشباب، أصروا علي السباحة ضد التيار، بحثا عن شكل مغاير للسينما المعتادة، رغم أن ظهور أفلام بميزانيات ضئيلة جدا لم يكن أمراً هيناً، وسط حيتان السينما ودور العرض .
كانت السينما المستقلة ، مجرد مصطلح ومعلومة -منقوصة- لا تؤثر في الواقع السينمائي المصري. وفي المقابل كانت هناك أشبه بمعركة باردة بين مؤسسة الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة وكيانات الإنتاج السينمائي الكبري،  وبين جيل كامل من السينمائين الشباب، كان المخرج “تامر السعيد” واحد من هؤلاء، والذي يحاول من خلال مشروع جديد للسينما إسمه “السيماتك” أو “مركز الفيلم البديل” للتأكيد علي شرعية السينما البديلة أو المختلفة.
 “السينما مثل أي فن آخر يحتاج لأن يكون له بديل” هكذا بدأ المخرج ” تامر السعيد” حديثه عن مشروع “السيماتك”  فهو مكان يحاول أن يدعم السينما البديلة، ويساعدها لكي تصل لمساحة أكبر من الجمهور، وهذا النوع من السينمالا يشاهده إلا فئة قليلة ممن يهتمون بها، وبالتالي تكون بعيدة عن الجمهور العادي.
 ويرجع مشروع السيماتك إلي الرغبة  في خلق مساحة جديدة  للسينما البديلة، وبدأت الفكرة عقب تأسيسه لشركة زيرو برودكشن لإنتاج أفلام سينمائية. فقد كان “السيماتك”  مثلما يقول السعيد، بمثابة محاولة لصنع أفلام بعيدة عن شروط السوق، والآن لدينا طموح في أن يكون لها جمهور عريض لمشاهدتها. ويؤكد تامر السعيد، أن أن هذا النوع من السينما بدأ يكبر منذ عام 2000، وهو ما جعله ومجموعة من الأصدقاء في محاولة دعمها، لذا كان هناك ضرورة من وجود مكان يقوم بتوفير البنية التحتية التي  تحتاجها هذه السينما. والهدف الأساسي من إنشاء “السيماتك” أو “مركز الفيلم البديل”، تربية الجمهور على كيفية مشاهدة الأفلام، ومقتنع ان جزء من المشكلة هو عدم وجود تواصل لدي الجمهور فى عروض الافلام، وهو ما يجعل الأفلام غير متاحة، فمشاهدة السينما هى ثقافة وعمل جماعى.
 يصف المخرج تامر السعيد “السيماتك” بأنه  أساس للسينمائيين المستقلين، يعمله من خلاله لزفع قدراتهم الفنية ويتبادلون الخبرات.  والمكان به صالة عرض صغيرة، وقاعاتين متعددين الأغراض، من الممكن أن يتم  إستخدامهم في عمل ورش، أو لعمل  بروفات أو مقابلات مع فريق العمل، بأجر رمزى، وهناك أيضاً كافيتريا للسينمائيين يلتقون بها، ويتحدثون فيها عن  السينما، ومكتبة للأفلام والكتب، ومعمل لتحميض أفلام ال 16 و  18 مللي. وهناك خطة لتطوير وتجهيز “السيماتك” لعقد جلسات مع رواده من  السينمائين المستقلين والمهتمون بالسينما البديلة، وممن  يريدون العمل فى مجال النقد السينمائي.

تامر السعدي

 ومن خلال تأسيسنا لمركز الفيلم البديل أو السيماتك، يؤكدالسعيد قائلاً: نحاول بقدر إستطاعتنا دعم أفلام مستقلة لشباب من السينمائيين، خاصة وأن ظروف الإنتاج في مصر سيئة جداً، وشركات الإنتاج التي تدعم هذا النوع من السينما قليلة أيضاً، لذلك أري أن   طريقة التفكير في السينما سوف تتغير.. 
ويرفض المخرج “تامر السعيد” مقارنة “مركز الفيلم البديل” أو “السيماتك” بمركز الإبداع التابع لوزارة الثقافة قائلاً: لايوجد مكان فى مصر يعرض أفلام بديلة أو مستقلة، بشكل يومي..!!  وأري أن هذا شئ مهم في أن يكون لدينا مكان مثل “السيماتك، وأن تكون لدي الجمهور فرصة لمشاهدة فيلم أو مجموعة أفلام -من كافة أنواعها-  كل يوم من أنحاء العالم. وأعتقد أن الدور الذي نلعبه في هذا المشروع أكثر تحرراً من الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة.  فبالتالى نحاول عمل دورنا فى الوقت الذى بدأت فيه مصر تبنى من جديد.
“كان هناك غياب شبه كامل للبينة التحتية لصناعة السينما، وهو ما يجب أن تكون متوفرة لكي تجعل السينمائيون يصنعون أفلاماً كما يريدون”، هذا هو السبب الذي أصر علي تأكيده “السعيد” هو غياب دور الدولة، والمتمثل في وزارة الثقافة، والمفترض أن يكون دورها هو  حماية التنوع والحفاظ علي إتجاهات الثقافة علي إختلاف أشكاله، مشيراً إلي أن الدولة في السنوات الأخيرة رفعت يدها عن الثقافة تماماً منذ فترة طويلة فيما عدا نوع الثقافة والفنون اللذان كانوا يخدمون الأهداف السياسية للنظام السابق.
ويحمل “السعيد” مسؤلية دعم السينما إلي الدولة،  لابد ان تراعى التنوع وأن الثقافة والفنون وان تكون متوافرة لجميع مواطنيها، بدرجات متساوية، والدولة الممثلة فى وزارة الثقافة وفى الأجهزة المختلفة قبل وبعد الثورة كان لديها موقف  تمثل في رفع يدها عن الفنون فيما عدا الفنون التى تخدم توجهاتها السياسية وفكرها القمعى، كما حاربت الفنون الأخرى ووقفت ضدها، ومارست رقابة شديدة عليها لكى لا تعطيها فرصة للخروج. ويضيف أيضاً: بما إن الدولة رفعت يدها عن هذا الدور، إضطرينا  -نحن- في بناء آليات هى فى الأساس لابد ان تكون موجودة ومتوفرة عن طريق الدولة.
 ولفترة مضت، كان المنتجون وأصحاب دور العرض  يتعاملون مع صناع السينما المستقلة أو البديلة بإعتبارهم أبناء غير شرعيين للسينما، يقاطعني “تامر” قائلاً: نحن نتحدث عن دور الدولة فى أى مكان فى العالم، وهو أنها تدعم بشكل مباشر السينما، لأنها ضرورية وتقدم إتجاهات فنية مختلفة، ودورها يجب أن يكون الحفاظ علي هذا التنوع. والقطاع الخاص في مصر، لا يقوم بهذا الدور، لأنه يريد  صناعة أفلام تجارية هدفها الأساسي الربح.. وفي العالم، السينما البديلة تكون ، مدعومة من الدولة بأشكال وبنسب وبطرق ومختلفة. إنما فى مصر، الدولة لا تدعم سوي الفن الدعائي والمرتبط بتنفيذه سياستهم وداخل إطارهم، وطبعا قد تكون هناك إستثناءات تعد على أصابع اليد الواحدة.
ويؤكد تامر السعيد، أن وزارة الثقافة في مصر لم تبدي أي محاولة من جانبها لدعم مشروع مركز الفيلم البديل – السيماتك -، ويري أن دور وزارة الثقافة يجب أن يكون ممول لكل الثقافات وليس منتجاً لها، ولا تتدخل فى المحتوي، لكن وزارة الثقافة تريد أن تلعب كافة الأدوار في أن تكون هي  الممول والمنتج والرقيب والموزع في ذات الوقت، وبالتالى لا تعطينا المساحة لكى نقوم بعمل نوع الأفلام التي نريدها.  ويضيف السعيد قائلاً: وطالما هذه هي ذهنية الدولة التي تدار بها الثقافة في مصر، فمن المستحيل أن يكون هناك تعاون بيننا وبينهم.

يقول تامر السعيد:  المجتمع لابد أن يكون هو المساهم الأكبر لإنتاج ثقافته، وهذه الفكرة ليست على خريطة الدولة وليست من أولويات صناع القرار. فهناك تصور أن الثقافة رفاهية، والناس لا تعلم ان الثقافة تعني الوعى، وهذا سوف يعكس الكثير على سلوكهم، وستختفى ظواهر مثل التحرش الجنسي، والبطالة.  
 يرفض المخرج تامر السعيد وجود الرقابة في مصر علي الأفلام، ولكنه يري ضرورة وجود جهة رقابية تابعة للمجتمع المدنى، ويكون دورها تصنيف الأفلام حسب العمر، لكن ليس من حقها منع أى فيلم، أو تمارس عليه أي رقابة..
ويري السعيد أن الرقابة هي فكرة ساذجة، فقد أصبحت وسائل الإتصال متطورة جداً، واصبح من المستحيل ألا تصل أى فكرة للناس..! فمن الأفضل ألا نخبئ رأسنا فى الرمال مثل النعام. والأفكار مهما كانت درجة تطرفها، لابد ان نناقاشها.
 المعروف أن البداية الحقيقية للسينما المستقلة في مصر كانت عام 2000، حيث بدأ يتكون تيار محدد الملامح إلي حد كبير وظهر منذ وقتها إنتاج كثيف للأفلام المستقلة، فيما أدي ذلك إلي حدوث – شبه- إعتراف رسمي لهذا النوع من السينما عام 2002 عندما أقيم برنامج خاص لعرض إنتاجات السينما المستقلة ضمن مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الروائية والتسجيلية

 
 
 


إعلان