كل “عظيم” وراءه “إمرأة”…!؟
أحمد بوغابة / المغرب
يتداول الناس قولة أو جملة شائعة تحولت مع الزمن إلى مَثَل عند البعض وحكمة عند الآخرين لتبيان نجاح رجل ما حين يُصبح ذا جاه و”عظيم” الشأن بأن ما وصله هو بفضل إمرأة تقف خلفه وتدعمه بكل ما تملك، وتضحي من أجله، وعادة يتم الإحالة لـ”الزوجة”.
سأستعير بدوري هذه الجملة لأتحدث عن فضاء ثقافي جد مهم بكل ما تعني الكلمة من الأهمية. هو الفضاء الوحيد الموجود في المغرب عرضا وطولا، له مميزاته وخصوصياته، ولا تشبهه الفضاءات الأخرى في مضمونه. وقد تتبعته وعايشته من خارجه في البدء حين كان مجرد فكرة، قبل أن أَلِجَهُ وأستأنس به، وكنت حينها، في البدء، أشك في ترجمة تلك الفكرة (*)
تحولت الفكرة إلى مشروع واضح المعالم في ملف للبحث له عن التمويل والدعم. وسرعان ما أصبح المشروع قائما في قلب مدينة طنجة. في الساحة التاريخية التي تربط بين جزأي المدينة ومفترقها: العتيقة والجديدة. من الصعب لقاطن مدينة طنجة أن لا يمر من تلك الساحة ولو مرة واحدة في الأسبوع على الأقل. ولا نعتقد بسائح لا يمر منها أيضا. لقد تجسد المشروع واقعا ملموسا أمام سكان المدينة متمثلا في الخزانة السينمائية.

من وقف ويقف “وراء” هذا الصرح الثقافي الفني الجديد بمدينة طنجة؟ إنها يا سادة وسيدات إمرأة. نعم إمرأة فنانة. إبنة المدينة. إسمها يطو برادة. وبالتالي فالنساء لا يقفن “وراء الرجال” فقط بل أيضا وراء معالم وأفكار وممارسات ثقافية وفنية. ولنا في التاريخ المغربي نماذج لا بأس بها، منها جامعة القرويين بفاس (وسط المغرب) التي أسستها فاطمة الفهرية. ونذكر السيدة الحرة التي حكمت تطوان (شمال المغرب) بذكاء فريد حيث دفعت برجال عهدها إلى إعادة النظر في المرأة. ونحيل أيضا إلى نفس الإطار الملكة دِيهْيَا التي حكمت بلاد تامزغا (المنطقة التي تُسمى الآن بشمال إفريقيا أو الأقطار المغاربية).
من هذه المرأة؟
من هي هذه المرأة؟ يعني يطو برادة؟ التي أتحفت مدينة طنجة بهذه المَعْلَمَة ولم يكن عمرها آنذاك يتجاوز 35 سنة؟ وأنبه القراء بأنني ما سأصيغه في هذا النص ليس مجاملة مني لهذه المرأة التي لم أتعرف عليها مباشرة إلا بعدما دخلتُ شخصيا إلى فضاء الخزانة السينمائية حين اكتملت ملامح الثقافة والفن فيها، ولا أسعى أيضا لتجميل صورتها لأنها ليست بحاجة لذلك مني مقارنة مع ما يُكتب عنها في كبار الصحف العالمية من آلاف المقالات والنصوص والتحليلات لأعمالها تكاد تكون يوميا. ولأزيد من 20 سنة. وقد صدرت حولها وعن أعمالها كتبا ومؤلفات بكل اللغات (جميع اللغات دون مبالغة)، وتوجد أعمالها معروضة في الأروقة والمتاحف العالمية منها من تبقى دائمة فيها كجزء من الفن المعاصر. نشير إلى أن أعمالها موجودة الآن في متحف اللوفر وبمعهد جورج بومبيدو بباريس وفي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل الذكر وغيرها في كثير من أقطار العالم. ينبُعُ نصي من اعتراف بالجميل لها، من واحد من ابناء وطنها. وهذا الاعتراف أُوَقِّعُهُ بمحض إرادتي العقلية السليمة وليس تحت أي ضغط كيفما كان، ولم يلزمني به أحد غير ذاتي وإنما دفاعا عن إمرأة أحببت فيها إصرارها على التحدي المرفق بالنجاح والاستمرار أيضا وما أدراك ما الاستمرار. وربما سيتساءل القارئ لماذا هذا الإلحاح مني على إثبات “براءتي وذمتي”؟ وللقارئ في هذه الحالة حقه عَلَيَّ أن أوضح له بأن الفنانة يطو برادة لها شخصية قوية جدا وهي مستقلة بشكل كبير في أرائها وقراراتها و”شرسة” ـ بشكل إيجابي ـ في الدفاع عن قناعتها الفكرية والفنية ولها قدرة فائقة واستثنائية للوصول إلى ترجمة ما تؤمن به. وهذا ما خلق لها كثير من المشاكل والصراعات مع محيط تقليدي ومحافظ يرفض لأن تكون عندنا إمرأة بهذه العزيمة وخاصة بهذه الاستقلالية، فحاربوها بشتى الوسائل وهم مخطئون حيث تبين لهم بأنهم هم الخاسرون بينما هي في طريقها سائرة إلى الأمام ورافضة الخنوع والخضوع لهم لكونها مؤمنة بدور التاريخ في إنصافها. ويا للغرابة، فقد حاربها في البدء أدعياء الثقافة الحداثية بالمدينة نفسها، مدينة طنجة، معتقدين أنهم بمقاطعة فضاء الخزانة السينمائية ستغلق أبوابها وتُفْلِس وتسقط من النجاحات التي تحققها باستمرار. ثم أشاعوا من الإشاعات ما لم يستطع “الشيطان” ابتكارها ولا أريد ذكرها أو الإشارة إليها لأنها تعبر عن مستوى أصحابها. إلا أن الخزانة السينمائية مازالت مفتوحة الأبواب لمن يريد الاستفادة من الاستثناءات التي تقدمها في فنون الفرجة السينمائية وثقافتها. كان بالأحرى عليهم مساندتها ودعمها مع تقديم لها نقدهم وملاحظاتهم خاصة وأن المدينة لا تتوفر على بديل عنها سواء في المدى القريب أو البعيد. وهم يعلمون جيدا أن كثير من الأنشطة تٌقام في الفنادق في غياب الفضاءات الملائمة. كما حاربوها من خارج المدينة أيضا لأنهم لم يفهموا خصوصية ذلك الفضاء وأنه مستقل عن الدولة نهائيا وعن كل الرسميات وأنه مشروع ذاتي وشخصي وملك خاص جدا. تأسست من أجله جمعية مدنية تحمل إسم “جمعية الخزانة السينمائية بطنجة”. ورغم ذلك فإن على الدولة والمؤسسات المحلية بمختلف مشاربها أن تساهم في دعمه ماديا ومعنويا كما هو الحال في البلدان المتقدمة التي ترى في مثل هذه الجمعيات والفضاءات ضرورة تاريخية وتخدم مجتمعها.

إن يطو برادة ليست ب”المرأة الحديدية” كما يصفونها أو يدعون أو يعتقدون، بل هي فنانة مثقفة ومناضلة اجتماعية ترفض فقط أن تُملى عليها الأوامر أو التقليد والتقليد الأعمى والكسل الفكري والنقل الحَرْفِي فيعتبرونها بذلك عنيدة وصعبة. ولكن من خاصياتها كفنانة أنها تنصت لكل اقتراح يسعى وضع لبنة جديدة لذلك الفضاء إذا كان قابلا للتحقيق حيث أنطلق من تجربتي الشخصية معها من خلال نقاشات كثيرة تمت بيننا، كانت مفيدة لي طبعا كما لها أيضا وللخزانة السينمائية إن لم نقل لمدينة طنجة التي تجمعنا. ومخطئ من يُجسد الخزانة فيها شخصيا ـ أي في يطو برادة ـ بل هي تؤمن بشكل كبير بالعمل الجماعي وتَحَمُّل كل فرد في فريق العمل لمهامه ويُحاسب عليها في إطار الاجتماعات الدورية الجماعية. وتثق بفريقها ثقة عمياء لأنها تعلم قدراتهم. ومنهم من يعترف لها بالجميل لأنهم كانوا معرضين للبطالة والشارع عندما كانت القاعة مهددة بالإغلاق، خاصة من هم كانوا في سن متقدمة يصعب عليهم بدء الحياة من جديد خارج القاعة. ويعترف لها الشباب أيضا بِقَبُولِها لخوض مغامرات تجاربهم غير مضمونة النتائج. ومن يريد أن يتأكد من ذلك عليه بجولة قصيرة بالخزانة والجلوس في مقهاها ليرى عن كثب كيف يشتغل الفريق مع أنها ـ يطو برادة ـ غائبة على الدوام ويصعب ملاحقتها بين السماء والأرض إلا أنها في اتصال مستمر مع الخزانة بفضل وسائل التواصل الجديدة بالصوت والصورة. لا ينبغي للناس أن يكونوا جاحدين تُجاه الآخرين لأسباب واهية. وعادة عن جهل أو لسبب في نفس يعقوب.
كان بالإمكان لهذه المرأة الناجحة فنيا على المستوى العالمي أن تكتفي بنجاحها عوض أوجاع الرأس الذي تسببه هذه “الخزانة السينمائية” التي تأكل من وقتها وفكرها والطعنات الكثيرة التي تتلق��ها من مختلف الجهات. إلا أنها مقتنعة حقا بمشروعها وقد وظفت نجاحها الفني لخدمة الخزانة التي أصبحت معروفة على الصعيد الدولي. وقامت هي شخصيا، مؤخرا، ببيع أعمالها الفنية في المزاد العلني بفرنسا لتمويل الخزانة. لا يمكن لهذا كله إلا أن يكون منبعثا من إرادة قوية بإيمان كبير بالمشروع الثقافي برمته وحبا بمدينة حد الجنون.
من هما والداها؟
رغم أن يطو برادة ازدادت بمدينة الأنوار، باريس، سنة 1971 إلا أنها مرتبطة روحا وثقافة ووجدانا وأُصولا بمدينة طنجة. إن مدينة طنجة بالنسبة لها هي النقطة المركزية في الكون وفي كينونتها، هي نقطة انطلاقها وأيضا عودتها، منها ترحل وإليها تعود، وكل تفكيرها الثقافي والفني والسياسي ينبع منها ويتمحور حولها وفيها. فهي يمكن اعتبارها سفيرة طنجة في عوالم الفن واستمرار للرسالة التي اشتهرت بها المدينة منذ قرون.
يعرف الوسط الثقافي جانب واحد من نشاطها الفني كفنانة فوتوغرافية. لكن من يُتابع مسارها يعلم أنها تجاوزت الفن الفوتوغرافي التقليدي بإعطائه أبعادا فنية في الشكل والمضمون. كما تعطيه وظيفة اجتماعية ونضالية أيضا. كما تُزَوِّجه بالعناصر الإبداعية المختلفة كرؤية شاملة مُكَسِّرَة الحواجز غير الواقعية وغير مبررة أحيانا، لأنها من خلق الناس أنفسهم، فيحضر في أعمالها التشكيل والشعر والنثر بل حتى الأقصوصة في بعض الحالات. وتؤسس أعمالها كذلك على فن الفيديو والسينما بإنجازاتها لأعمال متميزة، حتى التي أخرجتها عن حياتها العائلية والشخصية فيها عناصر التاريخ المغربي. وهذا عاد جدا لكون مسار أسرتها يتضمن أجزاء من التاريخ المغربي الحديث. أبواها مناضلان سياسيين. والدها الزميل الصحفي والكاتب حميد برادة (جون أفريك، TV5، إلى آخره) كان لسنوات طويلة، منذ بداية الستينات إلى الثمانينات من القرن الماضي، لاجئا سياسيا في أوروبا بعد إصدار حكم الإعدام في حقه في مطلع الستينات (1963) بحكم انتمائه السياسي لحزب معارض “الاتحاد الوطني للقوات الشعبية” الذي كان يرأسه المناضل الراحل عبد الله ابراهيم. وكان حينها حميد برادة (والد يطو) رئيسا للنقابة الطلابية المناضلة “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”.
وكانت الفنانة يطو ذكية في حكي قصة والديها في فيلمها hand me downs الذي أخرجته سنة 2011 ومدته 15 دقيقة والذي لا يحتمل بدوره التصنيف التقليدي بالقول أنه وثائقي أو روائي أو يدخل في خانة فن الفيديو أو فن “الكولاج” (اللصق). فقد عُرض في عدد من المهرجانات الدولية فحُظي فيها بعناية نقدية خاصة جدا نظرا لأسلوبه حيث اعتمدت فيه على الحكي بصوتها الشخصي على أنه صوت والدتها التي تحكي عن مرحلة زمنية لم تولد فيها بعد الفنانة يطو برادة وذلك من خلال الصوت الخارجي voix-off بينما تمر أمامنا أحداثا أخرى مصورة، منها من هي ثابتة وأخرى متحركة بالأبيض والأسود أو بالألوان وكذا أرشيف شخصي من أفلام تم تصويرها بحجم السوبر 8 ملم التي لا يمكن وصفها أيضا بأنها تدخل في نمط الهواة أو أنها احترافية. ولها كثير من هذه الأعمال والتجارب التي تستحق الدراسة.

وبحكم الأجواء السياسية بالمنفى التي كانت تعيشها بين أحضان أبويها فقد دفعها منطق الحياة لدراسة التاريخ والعلوم السياسية بالسوربون. وكانت تُطعم نصوصها ودراساتها بالصور الفوتوغرافية إلى حد أنها غامرت بالذهاب إلى الضفة الغربية لتصوير عودة الراحل ياسر عرفات إلى رام الله. وعليه، فالصورة بالنسبة لها هي سلاح النضال أيضا. لهذا جعلت منها وسيلة وكانت قد خلقت قبل سنوات “حركة تمرد” ـ نعم بهذا الإسم قبل 5 سنوات ـ للدفاع عن المناطق الخضراء بمدينة طنجة التي هجم عليها أصحاب الأسمنت فضاعت مناطق خضراء كثيرة التي كانت تزخر بها مدينة طنجة، وهي جراح عميقة لأبناء المدينة. كانت يطو برادة تصور المناطق المهددة وتحيط بعض الأشجار والنخيل بأسلاك لحمايتها وبذلك تنتقد السلطات وتحملهم المسؤولية. فقد نظمت معارض وأنجزت أفلاما قصيرة في هذا الموضوع لتحسيس المواطنين بالخطر. كما اشتغلت أيضا على الهجرة التي كانت مدينة طنجة المعبر الأساسي للمهاجرين. فهي لم تكن تبحث في أعمالها عن “كاربوسطالات” (الصور البريدية السياحية) فالجمال عندها بالمغرب فيما يريد الآخرون إخفاءه وطمسه.
إمرأة “وراء” الخزانة السينمائية!
ستُحَوِّلُ والدتها السيدة منية بوزيد إحدى البنايات القديمة بطنجة إلى جمعية خيرية تحمل إسم “درنا” (مَنْزِلُنَا) لاستقبال الأطفال من الذكور والإناث المتخلى عنهم أو ما اصطلح على تسميتهم خطئا ب”أطفال الشوارع”. وليس بعيدا عنها توجد قاعة سينمائية شهيرة وهي سينما الريف التي تم تشييدها سنة 1938 وكان إسمها حينها “ريكس” قبل أن تتحول إلى سينما الريف لتعرض الأفلام المصرية في الخمسينات. ومع منتصف الستينات ستتخصص في الأفلام الهندية.
أغلقت القاعة أبوابها وكاد أن يكون مصيرها ككثير من قاعات المدينة وقاعات المغرب. تاريخ لأزيد من 70 سنة مهدد بالاندثار ومسحه من ذاكرة المدينة حيث أصحابها كانوا يريدون اقتراف جريمة مثل الجرائم التي أنجزوها في حق كثير من القاعات التي يملكونها في المغرب ببيعها لتتحول بدورها إلى عمارة سكنية أو للمكاتب الإدارية أو لسوق تجاري خاصة وأن موقعها يسيل لعاب المقاولين. فكانت يطو برادة في موعد التاريخ في اللحظة المناسبة. فعوض أن تذرف الدموع على القاعات التي تُغلق أو تتهدم كما يفعل الكثيرون حاليا للمزايدة ليس إلا. قررت هي ـ يطو برادة نفسها ـ أن ترتمي بكل قواها لاحتضان هذه القاعة التي تجمع تاريخ مدينة طنجة.

كان ذلك سنة 2005 حين وضعت المشروع وحملته إلى كل الأمكنة، داخل المغرب وخارجه، تدق أبوابها وتجمع الأموال الضرورية له غير عابئة بالأقوال المسيئة لها. وبعد سنتين من العمل والترميم وإعادة البناء ستفتح القاعة رسميا أبوابها من جديد سنة 2007 وقد تَجَمَّلَتْ باسم الخزانة السينمائية مع الاحتفاظ أيضا باسمها التاريخي: “الريف”. أعطت للمدينة متنفسا جديدا لعشاق السينما من أطفال ورجال ونساء وشبان وشابات من مختلف الأعمار(**) وكانت الفنانة والمناضلة يطو برادة وراء هذه المبادرة الجميلة والرائعة التي سيحسبها لها التاريخ في نضالها الثقافي والفني. إمرأة إذن “وراء” هذه المعلمة بينما “الرجال” يحاربونها وهم جالسون في المقاهي وفي المكاتب بسلبيتهم المعهودة…(***)
هوامش ضرورية:
(*) أن ذلك الفضاء المُفكر فيه سيكون مثل باقي الفضاءات الأخرى ببعض المدن المغربية التي تخلقها مجموعات منفصلة عن الواقع المغربي حيث تمارس فيها نخبويتها البرجوازية في حلقتها المغلقة في ما بينها. ويصعب ولوجها من طرف الساكنة أو على الأقل من طرف المهتمين من الفئات الشعبية. ومن تلك الفضاءات من يطلقون عليها “فيلا الفنون” التي هي في الحقيقة أمكنة مُحصنة لكي تمارس “ثقافتها” بعيدا عنا نحن الذين لا ترى فينا إلا مجرد “أوباش” !!!!. سنزعج صورتها “الراقية”. قد يمكن الحصول بسهولة على تأشيرة للذهاب إلى الأقطار الأوروبية ومن المستحيل الدخول إلى تلك “العوالم” البرجوازية المغربية التي تقول بأنها تمارس “الثقافة”.
(**) يمكن للقارئ اطلاع على نص نشرنه في موقع الجزيرة الوثائقية بعنوان “قصة قاعة سينمائية في كتاب” ليعرف أكثر عن تفاصيلها. كما يوجد في نفس الموقع نصوصا أخرى عن الخزانة السينمائية حين استضافت أفلام الجزيرة الوثائقية في رمضان ما قبل الأخير. وكتب عنها أيضا الناقد والمخرج الفلسطيني فجر يعقوب في نفس الموقع عند زيارته لها.
(***) هذه بعض المعلومات العامة عن الخزانة السينمائية بطنجة:
توجد على مساحة 845 متر مربع وبها قاعتان (الكبيرة بها 300 كرسيا والصغيرة بها 50 كرسيا) حيث تعرض جميع الأفلام: الجديدة والكلاسيكية وأفلام التجريب والمؤلفين وكذا أفلام الفن، وهي القاعة الوحيدة في المغرب التي تعرض الأفلام الوثائقية كل يوم أحد فضلا عن حصص خاصة بالأطفال كل أربعاء وسبت وأحد ومنها أفلام الجمعية السويسرية “المصباح السحري” ذات بعد تربوي وبيداغوجي (في حصتين نظرا للإقبال الكبير عليها). ويصاحب الفيلم فريقا لهذا الغرض، وتوزيع على الأطفال مجلة مزدوجة اللغة، العربية والفرنسة، وعادة ما يكون التنشيط بالعربية واللهجة المحلية معا لكي يفهم الأطفال الفيلم ويستوعبوه. وتعرض الخزانة السينمائية بمختلف أشكال العروض بالرقمي و35 ملم و16 ملم والفيديو وكذا دي في دي وبيطا. وتتوفر على قاعة للمونتاج للتداريب السينمائية التي تحتضنها إلى جانب مكتبة للكتب والمجلات السينمائية ومتحف غني. تتوفر الخزانة على أكثر من 1000 فيلم في خزانتها المحلية. ويوجد بالخزانة السينمائية مقهى ومطعم مفتوح طيلة اليوم يوفر أيضا التواصل عبر الأنترنيت مجانا. والإدارة بصدد الشروع في توسيع مكاتبها وفضاءاتها لاستقبال الندوات والمناظرات بالموازاة مع العروض السينمائية.